الوقت- شهدت الحدود المشتركة بين مديريتي جبل مراد والرحبة في محافظة مأرب الجنوبية الغربية في الأيام الأخيرة قتالات عنيفة بين المقاتلين اليمنيين وعناصر التحالف السعودي والمستمرة حتى الان.
وأشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في وسط اليمن إلى أسباب الاشتباكات على هذا المحور قائلاً: "في الأسابيع الأخيرة أحرزت القوات اليمنية تقدما كبيرا في المناطق الجنوبية من محافظة مارب، وهو ما أدى اتخاذ السعوديين اجراءات لاعادة السيطرة على الوضع.
وقال هذا المصدر الميداني، إن التحالف السعودي شعر بالتهديد من انتصارات المقاتلين اليمنيين ونفذ عملية واسعة النطاق لإعادة احتلال المناطق المحررة حديثاً، مضيفاً إن عناصر مرتزقة سعوديين شنوا هجمات مضادة في المحور الجنوبي الغربي لمحافظة مارب قبل أربعة أيام.
ووفق المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فقد شنت قوات التحالف السعودي هجمات من مديرية "جبل مراد" على مواقع المقاتلين اليمنيين على محور "القريضة" ودخلت المنطقة بعد اشتباكات عنيفة.
وذكر ان التحالف الذي يفترض احتلال منطقة "القريضة" بالكامل، أرسل المزيد من القوات إلى هذه المنطقة، لكن المقاتلين اليمنيين نصبوا كمينا لها في هذه المنطقة ونجحوا من خلال عملية نوعية الالتفاف حول المرتزقة السعوديين من المحور الغربي (جبل القريضة) ومحاصرتها.
وأضاف المصدر الميداني: "بعد تفاجأ التحالف في هذا المحور قام بارسال مجموعة أخرى من قواته إلى غرب المنطقة "القريضة" لفك طوق الحصار عن قواته، لكنه واجه مقاومة من المقاتلين اليمنيين وفشل مرة أخرى وهزم".
وقال إن مقاتلات التحالف قصفت أيضا منطقة القريضة نحو 30 مرة لدحر حصار قواته، لكن دون جدوى وقال "خلال الاشتباكات على هذا المحور قتل 25 ضابطا وعنصراً سعوديا من قوات (منصور هادي) وقتل العشرات وأصيب آخرون.
وأعلن المصدر الميداني أن التحالف فقد الاتصال بالعناصر المحاصرة الخاضعة لقيادته في منطقة "القريضة" وقال: "لا يزال العدد الدقيق لعناصر التحالف السعودي المحاصرة مجهولاً بسبب الاشتباكات المستمرة، لكن التقارير تشير إلى أن بعضهم ألقوا أسلحتهم واستسلموا.
ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها، حدث شيء مشابه في منطقة "الرحبة" بمنطقة "القريضة"، ونجح المقاتلون اليمنيون في نصب كمين ومحاصرة عناصر التحالف السعودي على محور جبل "السنسل" وقطع ارتباطهم بخارج المنطقة.
وقتل وجرح عدد كبير من قوات التحالف السعودي المحاصرة خلال الاشتباكات على هذا المحور ويمكن تسمية "أحمد سعيد دركم" قائد المجموعة المسماة "النجدة" مع شقيقه "عادل سعيد" من ضمن قائمة القتلى.
ورأى التحالف السعودي، الذي يحتل أجزاء كبيرة من الجزء الجنوبي من محافظة مارب، أنه بشن عملية جديدة يمكن أن يعيد احتلال المناطق المحررة حديثاً على طول المحور وإبعاد القوات اليمنية عن هذه الأجزاء ومنعها من التقدم والنفوذ أكثر الى مديريات "الرحبة والجوبه" ومفترق طرق "الحريب"، وبشكل عام منع المقاتلين من الوصول إلى البوابات الجنوبية لمدينة مارب، ولكنهم لم يفشلوا فقط، بل حوصر عدد كبير من العناصر تحت إمرته في جبل مراد.
وبالنظر إلى الأحداث التي وقعت في هذه المناطق يرى التحالف أنه خسر مديرية "جبل مراد" ويظهر اتجاه التطورات الميدانية أن هذه المديرية ستخضع للسيطرة الكاملة للمقاتلين اليمنيين في الأيام المقبلة. حاليا تم تحرير وتطهير نحو 35٪ من مديرية جبل مراد من الاحتلال.
ووفق المصادر الميدانية، فمع حصار عدد كبير من قوات التحالف في مديريتي جبل مراد والرحبة، ساد الخوف على العناصر السعودية الأخرى في مناطق أخرى، وأصبح احتمال تحرير المناطق الجنوبية من محافظة مأرب أكثر وضوحا. وبالتزامن مع هذه الفضيحة الميدانية، يفرض التحالف السعودي رقابة على حصيلة قتلى عناصره في مديريتي جبل مراد والرحبة المحاصرتين لمنع إضعاف معنويات قواته.
وتفيد بعض الأنباء في مديرية "العبدية" جنوب محافظة مأرب عن مغادرة مجموعة من قوات التحالف السعودي الأراضي المحتلة وانضمت إلى صفوف المقاتلين اليمنيين من أجل مواصلة عملية مغادرة التحالف التي كانت قد بدأت في الأيام والأسابيع الماضية وهو ما يبدو كمقدمة لهزيمة وانهيار التحالف في محافظة مارب.