الوقت- ضربة قاسية ومهينة وجهها مجهولون لجيش العدو الصهيونيّ، الأسبوع المنصرم، بعد تمكنهم من التسلل إلى مستودع للذخيرة داخل قاعدة "تسئيليم" للتدريب العسكريّ، والتابعة للكيان الغاصب شمالي النقب (منطقة صحراوية في جنوب فلسطين المحتلة)، حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة، أنّه على الرغم من أن جيش الكيان يدفع الملايين في تأمين هذه القاعدة، إلا أنّ ما أسمتهم لصوصاً تمكنوا من التسلل إليها وسرقوا أكثر من 93 ألف رصاصة من عيار 5.56 ملم، في واحدة من أكبر السرقات للذخيرة في تاريخ جيش العدو.
شكلت حادثة السرقة في قاعدة النقب صدمة كبيرة للعدو الصهيونيّ، بسبب الإجراءات الأمنيّة التي يفرضها هناك، وباعتراف الإعلام الصهيونيّ، فإنّ منفذي العملية كانوا على علم بالإجراءات الأمنيّة، وربما تلقوا دعماً من داخل القاعدة لإتمام خطتهم، في منطقة تشكل نصف مساحة فلسطين التاريخيّة تقريباً، وأغلب سكانها من البدو العرب الذين بقوا في هذه المنطقة بعد حرب 1948، وتلقى تلك القبائل أشد أنواع الاضطهاد والظلم والتعسف من قبل الصهاينة من رش مزروعات وهدم بيوت ومصادرة ماشية كالغنم والإبل وكذلك مصادرة الأراضي.
ورغم أنّ جيش العدو الغاشم دفع الملايين من الدولارات من أجل تأمين وجوده على مدى سنوات، لكنه لم يستطع تحصين نفسه من التهديدات التي لا يمكن أن تتوقف في يوم من الأيام على أكثر من مستوى، حيث غالباً ما تأتي النتائج عكس ما يخطط له، ففي عمليّة غريبة وفريدة من نوعها استطاع المتسللون اختراق الإجراءات الأمنيّة، أو أنّهم كانوا على علم مسبق بالإجراءات الأمنيّة المعمول بها ما يعني وجود تعاون كبير لتنفيذ تلك العملية.
في غضون ذلك، تمكن المخترقون خلال عدة دقائق من نقل المئات من صناديق الذخيرة على المركبات ما يكشف حجم التنسيق والاختراق داخل القاعدة المعروفة بإجراءاتها الأمنيّة المشددة، فيما يجهل الكيان كليّاً وجهة صناديق الذخير، والتي من الممكن أن يتم بيعها في أسواق السلاح بمبالغ كبيرة، قد تصل إلى ملايين الشواكل وبالتالي سيلحق ذلك أضراراً ماليّة كبيرة لجيش الكيان الإرهابيّ.
وحول هذا الموضوع، بيّنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الفاعل لا يزال مجهولاً، حيث لم يتم القبض على أيّ من المشتبه بهم في تلك الحادثة، مشيرة إلى احتماليّة وجود مساعدة من داخل القاعدة، فيما عقب جيش الكيان على عملية السرقة قائلاً: "تم اكتشاف عملية اقتحام لمستودع ذخيرة في قاعدة للجيش جنوب فلسطين المحتلة، سُرقت خلالها ذخيرة عسكريّة، وقامت الشرطة العسكريّة بفتح تحقيق في ملابسات الواقعة، وسنعرض النتائج على النيابة العسكريّة".
يشار إلى أنّ رئيس أركان جيش العدو الصهيونيّ، أفيف كوخافي، أوعز مؤخراً بإقالة ضباط في قيادة المنطقة الشماليّة بسبب سرقة عشرات البنادق من قاعدة عسكريّة على الحدود الفلسطينيّة – اللبنانيّة،، إثر عدة أخطاء وخروقات أمنيّة شبيهة بالتي حدثت في قاعدة النقب.
وما ينبغي ذكره، أنّ جيش الكيان أعلن منتصف العام الفائت، عن قيام مجهولين باختراق قاعدة عسكريّة جنوب فلسطين المحتلة، وسرقة بعض معداتها، ووفق التفاصيل التي نشرتها صحيفة "معاريف" العبريّة فإن ما وصفتهم بالمجهولين تمكنوا من خرق السياج الأمنيّ حول القاعدة، وقاموا بإلحاق أضرار في معدات عسكريّة داخل القاعدة، وادعت التحقيقات وقتها وجود مشتبه بهم دخلوا القاعدة وسرقوا معدات عسكريّة، وأتلفوا معدات أخرى، ونجحوا في الفرار.
وفي الوقت الذي أشارت فيه الصحيفة إلى أنّه تم إصلاح خرق سياج القاعدة العسكريّة، وأن الشرطة العسكريّة التابعة للكيان فتحت تحقيقاً في الحادث، وجهت الصحيفة وقتها أصابع الاتهام إلى مجموعة من البدو، باختراق قاعد "تسئيليم" ذاتها في صحراء النقب، إضافة إلى اتهامات بسرقة معدات وأسلحة شخصية والوصول إلى دبابة و13 ناقلة جند وتمزيق أغطيتها، وفق زعم الصحيفة.
خلاصة القول، أحرجت حادثة اختراق القاعدة العسكريّة جنوب فلسطين، الكيان الإرهابيّ وأثبتت بالدليل القاطع زيف ترهاته وأكاذيبه التي ينشرها عبر وسائل إعلامه، لإظهار نفسه في صورة "العدو الذي لا يقهر"، لكن مع أبسط المواقف نجد أنّ كل تلك الأوهام تتهاوى في ظل استنفار عسكريّ وأمنيّ يظهر حجم القلق والرعب الذي يعيشه الكيان من الداخل بغض النظر عن العداء من قبل أصحاب الأرض والمقدسات والثروات.