الوقت- ضجت المواقع الإخباريّة العربيّة بالمناورة العسكريّة التي شاركت فيها جميع فصائل المقاومة الفلسطينيّة بالذخيرة الحية في مختلف مناطق قطاع غزة، والتي اختتمت الثلاثاء الماضي وحملت اسم "الركن الشديد"، وبدأت المناورة بمؤتمر صحافيّ للأجنحة المسلحة عقده الناطق باسم سرايا القدس، في أحد مواقع المقاومة جنوب مدينة غزة بالتزامن مع إطلاق عدد من الصواريخ التجريبيّة تجاه البحر، وقد شاركت الطائرات الاستطلاعيّة المخصصة للمراقبة وتنفيذ العمليات القتاليّة في المناورات.
رسالة مباشرة
وكان التصدي لمحاولات اقتحام قطاع غزة من قبل العدو من أبرز ما اشتملت عليه المناورة، إضافة إلى تدريبات لفرق النخبة بما فيها فرق الضفادع البشرية، حيث حاكت بعض التدريبات عمليات أسر الجنود الصهاينة إضافة إلى الرشقات الصاروخيّة، التي أظهرت تطوراً في نوعية الصواريخ التي تصنعها المقاومة.
وفي رسالة واضحة ومباشرة للكيان الغاصب الذي لا يكف عن مهاجمة غزة وتهديدها بشن عمليّة عسكريّة جديدة ضدها، حاكت المناورة تهديدات العدو المتوقعة، وعززت كفاءة وقدرة مقاتلي المقاومة للقتال في مختلف الظروف والأوقات، في تهديد لتل أبيب إذا فكرت في أيّ مغامرة عسكريّة، وأكّدت حماس أنّ الكيان الصهيونيّ سيواجه بكل قوة ووحدة وسيكون هناك الكثير من المفاجآت، بعد "المناورات الدفاعية" التي بيّنت جهوزيّة المقاومة للدفاع عن الشعب الفلسطينيّ في كل الأحوال وتحت الظروف كافة.
وتشدد حركة حماس على أنّ المقاومة جاهزة وفي حالة دائمة من التطور في أدواتها وتكتيكاتها وإدارتها للصراع، وأنّها المتأهبة اليقظة وصمام الأمان وخط الدفاع الأول عن فلسطين وشعبها وأرضها المقدسة، حيث تملك المقاومة الفلسطينية أسلحة متنوعة، في مقدمتها الصواريخ المصنعة محلياً، والقادرة على ضرب كامل المدن والأراضي التي يحتلها الكيان مثل تل أبيب وغيرها من المدن الواقعة في مناطق الشمال، في حال قرر قادتها تغيير قواعد الاشتباك، وكذلك تحسباً لأيّ تصعيد عسكريّ صهيونيّ ضد القطاع، على غرار الاعتداءات السابقة.
طائرات مسيرة
ضمن مناورة "الركن الشديد"، ظهرت الطائرات المسيرة "أبابيل" التابعة للمقاومة الفلسطينيّة - لكتائب القسام الجناح العسكريّ لحركة حماس، وقد ربط البعض صناعة الطائرة دون طيار بحصول المقاومة على طائرات استطلاع "Skylark" من العدو بعد أن سقط العديد منها بحالة جيدة في قطاع غزة.
هذه الطائرة المسيرة بسيطة للغاية وصغيرة ومبتكرة وربما تكون مصنوعة من الخشب والفلين، ولها محرك صغير وتحمل نحو 5 كيلو غرامات من المتفجرات، حيث تكتسب أهميتها من تلك الخصائص حيث إن استخدام مثل هذه الأسلحة البسيطة والرخيصة سيكون بشكل أكبر من أجل فرض تكلفة باهظة على العدو الصهيونيّ لمواجهة هذه الأسلحة بصواريخ باهظة الثمن، في الوقت الذي يكلف إنشاء مثل هذه الطائرات المسيرة واستخدامها التشغيليّ، أو حتى بعض نماذج صواريخ القسام، أقل من 100 دولار.
وبناء على ذلك، إذا تم إطلاق تلك الطائرات على الأراضي المحتلة، فسيضطر الدفاع الجويّ للكيان الصهيوني إلى استخدام صواريخ باهظة الثمن عبر "نظام القبة" الحديدية لاعتراضها، وقد رأينا في الماضي أن بعض المقذوفات قد مرت عبر الحاجز الدفاعيّ لهذا النظام الدفاعي و في حالة وجود عدد كبير من إطلاق النار وعشرات من هذه الصواريخ والطائرات دون طيار، فإن نظام دفاع العدو لن يكون لديه صاروخ واحد للتعامل مع تلك التهديدات.
يشار إلى أنّ المناورة الفلسطينيّة لاقت اهتماماً كبيراً من الجانب الصهيونيّ، عبر تقارير لوسائل الإعلام العبريّة، التي ربطت بينها وبين مناورات جيش العدو، كما ركزت تلك التقارير على كثافة نيران الصواريخ التي أطلقت من غزة باتجاه البحر، فيما كشف النقاب عن أن الأجهزة الاستخباريّة في تل أبيب رفعت درجة التأهب، لمعرفة ما يجري في القطاع.
وفي الوقت ذاته أوضحت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينيّة في بيان عسكري مشترك، أنّ هذه المناورات هي تأكيد على جهوزية المقاومة للدفاع عن الفلسطينيين، وأنها في حالة دائمة من التطور في أدواتها وتكتيكاتها وإدارتها للصراع وإنها لن تسمح للعدو الصهيوني بفرض قواعد اشتباك لا ترضاها، وقال البيان: "رسالة مقاومتنا لكل العالم، بأنّ كلمتنا ستظل هي الفصل ويدنا ستبقى بقوة الله هي العليا، ولن تغير اتفاقيات العار وحفلات التطبيع الخائبة شيئاً على الأرض".