الوقت- أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الأولى لاستشهاد الحاج قاسم سليماني. كانت ليلة الجمعة 3 كانون الثاني 2019 عندما جرى اغتيال قائد فيلق القدس اللواء الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي بالقرب من مطار بغداد الدولي بأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدّعي محاربة الإرهاب.
لعب الشهيد سليماني، بصفته القائد الأعلى لجبهة المقاومة، دوراً مهماً في تعزيز الأمن والعدالة والسلام الإقليمي والعالمي، كما أن دور الشهيد سليماني في مختلف جبهات محاربة الإرهاب حوله إلى مركز المقاومة، فاغتيال الجنرال سليماني لم يضعف المقاومة فحسب، بل جعلها أكثر تماسكاً.
وفي هذا السياق، تحدث مدير قناة "قدس" التركية "نور الدين شيرين" عن دور الشهيد سليماني في محاربة الإرهاب وتأثير اغتياله على محور المقاومة، قائلاً: إن اغتيال الجنرال سليماني قائد فيلق القدس، هو استمرار للهجمات الأمريكية على إيران والثورة الإسلامية المتواصلة منذ أربعين عاماً، كان الهدف من اغتيال الجنرال سليماني إضعاف أركان الثورة الإسلامية وتقوية ونشر الإمبريالية والصهيونية في العالم الإسلامي.
وأضاف: إن استشهاد الجنرال سليماني يمثل نقطة تحول في الصراع بين الثورة الإسلامية والإمبريالية الأمريكية، لأن الصهيونية والإمبريالية الأمريكية تكبدتا أقسى الهزائم في تاريخهما من الثورة الإسلامية ومحور المقاومة.
وأشار نور الدين شيرين إلى أن جميع هجمات ومؤامرات ومشاريع المحور الأمريكي - الإسرائيلي - السعودي، مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير، وحرب تموز في لبنان وحرب اليمن، قد فشلت بإرادة جبهة المقاومة، وقال: ان الإمبريالية والصهيونية استهدفتا قائد هذا المحور للثأر لكل تلك الهزائم ومنع وقوع ضربات وهزائم أكبر.
وتابع: لمعرفة شخصية قاسم سليماني عند العدو يكفي تذكر تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2017، الذي قال: نواجه حزب الله في لبنان، في غزة حركة حماس والجهاد الإسلامي، في اليمن الحوثيين وفي العراق مع الفصائل الشيعية، كل هذه الأنشطة تتم تحت مظلة الحرس الثوري.
وأضاف شيرين: ان هذه المزاعم والاتهامات التي وجهها ليبرمان إلى الشهيد سليماني دليل تاريخي لمعرفة أبعاد شخصية الحاج قاسم ونضالاته ومقاومته.
وأكد نور الدين شيرين أن الشهيد سليماني كان على قائمة اغتيالات الكيان الصهيوني منذ سنوات عديدة، وأضاف: إن الشهيد سليماني لم يواجه دائماً الصهاينة فحسب، بل كان أيضاً قائداً بنى أركان المقاومة وكان دائما إلى جانب المجاهدين على مختلف الجبهات.
ولفت إلى أن الحاج قاسم لم يتحدث أبداً عن نظرية الحرب ولم يعطِ درساً في النضال، وقال، لقد تحمل مشقات الحرب دون أي تردد أو خوف كي تفشل المشاريع الإمبريالية والصهيونية في المنطقة.
وتابع مدير قناة "قدس" قائلا: إن أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهم في المنطقة كانوا يعتبرون الشهيد سليماني أكبر عقبة وتهديد وخطر، مضيفاً: كانت أمريكا تتصور أنها ستزيل هذه العقبة الكبيرة باغتيال الحاج قاسم، لكن هذا التصور لم يكن أكثر من مجرد خيال.
واختتم شيرين بالقول: إن أمريكا والكيان الصهيوني سيريان أن اغتيال الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس لن يزعزع دعامة محور المقاومة فحسب، بل سيؤدي إلى تحكم هيمنتهما أيضاً.