الوقت- على الرغم من محاولة تحالف العدوان على اليمن دائماً إعلان ان أحد الأهداف العسكرية لاستمرار العدوان المتواصل منذ 5 سنوات على اليمن هو محاربة تنامي الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش في شبه الجزيرة، إلا أن الحرب على اليمن فضحت بشكل كامل العلاقات المتينة بين قوات التحالف والعناصر الإرهابية "القاعدة وداعش".
وثيقة تكشف المستور
قام موقع Ypagency اليمني، في تاريخ 19 ديسمبر، بنشر وثيقة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المستخدمين تظهر أنه خلال توقيع مذكرة تفاهم بين التحالف السعودي وقيادي بارز في القاعدة، طلب منح رتب عسكرية رفيعة لبعض عناصر هذا التنظيم الإرهابي.
وقال “صالح العبيدي”، أحد ضباط قوات التحالف، في منشور له على موقع فيسبوك” السبت، بأن “زعيم تجار البشر وذراع القاعدة في الحدود اليمنية السعودية، طالب في مذكرة رفعها إلى وزارة دفاع “حكومة هادي” بضم واعتماد رتب عسكرية في ما يسمى الجيش الوطني للعديد من الزبانية المقربين له وغيرهم من كبار عناصر تنظيم القاعدة في اليمن".
وأضاف العبيدي: “إليكم بعض التفاصيل الواردة وفق مصادر مقربة من المدعو” أبوعبيدة” ياسر عبدالله احمد المعبري قائد “محور أزال” وقائد “اللواء 102 خاصة” في الحدود السعودية الجنوبية للمملكة، حيث يعرفه الكثير في منطقة باقم قبل الحرب على اليمن بكونه أحد كبار أمراء عناصر القاعدة في اليمن ويتستر بالسلفية وكان أحد افراد قوات الحرس الجمهوري في نظام السابق “عفاش” سابقاً .
ووفق وسائل إعلام يمنية، شكل العدو السعودي محوراً عسكرياً هناك يتكون من عدد من الألوية العسكرية ضمت مئات العناصر التكفيرية المنتمين إلى القاعدة وداعش، ومن بينهم بعض الإرهابيين على قائمة المطلوبين لأمريكا، مثل أبو همام الحربي، جهاد الحنبصي، جمال العولقي وغيرهم الكثير.
ووفق العبيدي، فإن المخابرات السعودية جندت أيضاً عناصر من القاعدة يعملون لمصلحة أبو عبيدة في عدة ألوية عسكرية على طول الحدود وفي مواقع عسكرية رفيعة المستوى.
هؤلاء الإرهابيون، الذين جندهم السعوديون كأعضاء في الجيش اليمني وحصلوا على رتب عسكرية، لا يتبعون حتى الى وزارة دفاع "حكومة هادي" أيضاً.
وكشف العبيدي، بأن قيادات التحالف، قامت باعتقال العديد من القيادات العسكرية للمجندين ممن طالبوا بالتحقيق في قضايا وجود عناصر القاعدة ضمن صفوف قوات التحالف، وقيادة العديد من أمراء التنظيمات العسكرية للمحاور والألوية العسكرية في المناطق اليمنية المحتلة وفي حدود المملكة الجنوبية.
وكشف العبيدي، بأن “أبوعبيدة” عمل على الزج بالآلاف من المجندين اليمنيين المرتزقة في عدة معارك خاسرة دون تخطيط ولا غطاء جوي ودون علم قيادة عمليات التحالف لضمان إيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف المجندين، الأمر الذي يضمن رفع رصيده عند القيادات العسكرية السعودية.
وكانت “قناة الجزيرة” القطرية، عرضت في الـ 22 من مارس الماضي، فيلماً استقصائيّاً بعنوان “موت على الحدود” كشف خفايا وكواليس التجنيد العشوائي، وتفاصيل معاناة مرتزقة يمنيين على الحد الجنوبي للسعودية.
القاعدة بدلاً من الإخوان
من القضايا المهمة التي دفعت السعودية نحو تنظيم القاعدة، استياء مصر والإمارات من استمرار الوجود والتعاون المستمر مع جماعة الإخوان المسلمين في حكومة منصور هادي.
وفي هذا الصدد، أصدر عبد ربه منصور هادي، يوم الاثنين، قرارات عسكرية جديدة أقيل خلالها أهم القادة العسكريين في حزب الإصلاح بمحافظة تعز، صادق سرحان قائد ما يسمى لواء 22 ميكا وعبد العزيز المجيدي قائد اللواء 170 للدفاع الجوي كانا من بين القادة العسكريين لحزب الإصلاح الذين تم عزلهم.
وفي وقت سابق، في أواخر تشرين الثاني، أعلن صالح الجنيدي محافظ أبين في اليمن، أن السعودية تسعى لتسليم هذه المحافظة إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، وفي التاريخ نفسه، اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي السعوديين بنشر المزيد من القوات، بما في ذلك عناصر من القاعدة وداعش، في محافظة أبين، قال اللواء محمد الزميكي، أحد قادة الميليشيات الجنوبية على جبهة أبين: إن قواته قتلت 40 جندياً، بمن فيهم مقاتلو داعش والقاعدة الذين أتوا من مأرب.
تعاون التحالف السعودي مع القاعدة لم يخف عن وسائل الإعلام الدولية، ومن حين لآخر تكشف وثيقة عن هذه العلاقات الخفية. حيث أفادت وكالة أسوشيتد برس في 6 أغسطس أن السعوديين والإماراتيين يتعاونون مع القاعدة في اليمن.
وفي شباط 2019 أيضاً، ذكرت شبكة CNN أن تنظيم القاعدة "شكل تحالفاً مثمراً مع الميليشيات الموالية للسعودية التي قاتلت إلى جانبهم"، مستشهدة بوضع الاشتباكات العنيفة في مدينة تعز.
ووفق CNN ، كان لواء أبو العباس يمتلك أسلحة ومدرعات أمريكية الصنع، حيث تم إدراج أبو العباس، مؤسس هذه الجماعة المسلحة الموالية للقاعدة، على لوائح عقوبات أمريكا في عام 2017 بتهمة تمويل لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
ويأتي الانتشار الكبير لهذه الوثائق في وقت يتغاضى فيه الغرب وخاصة أمريكا، عن حقيقة تحالف السعودية مع تنظيم القاعدة في ارتكاب جرائم بحق الشعب اليمني وحتى تتحدث عن محاربة الإرهاب لتبرير الاحتلال في جميع أنحاء غرب آسيا وإفريقيا، لكن الحرب اليمنية أثبتت أن لا صحة لادعاءات الغرب بمكافحة الإرهاب ولا تشدقهم بحقوق الإنسان.