الوقت- تستمر الاعتداءات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة الغربية بشكل همجي دون أدنى مساءلة دولية أو حقوقية على مرأى العالم حيث رصدت كاميرات الصحافة و وثقت بالصور ارتكابات الجنود الصهاينة و المستوطنين من قتل متعمد الى هدم منازل تأوي عائلات فلسطينية، و لم يسلم الصحافيون من الاعتداءات أيضا. كل هذا يجري و الدول العربية مقسومة بين من غطت في سبات عميق و أخرى يشغلها قتل أشقائها عن نصرة القضية الأساس و قبلة المسلمين الأولى، و يزيد صمت العرب و تخاذلهم همجية الاحتلال و الوقاحة في الإجرام و انتهاك الحقوق الضائعة أصلا.
برز في الآونة الأخيرة و بوتيرة عالية مشهد الإعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى و اقتحامه مرات عدة من قبل المستوطنين مدعومين بجنود الاحتلال، مما زاد من مشاعر الغضب لدى أبناء الضفة، غضب ترجم مؤخرا بعمليتا طعن الأولى أدت لمقتل مستوطنين اثنين و الثانية أصيب فيها مستوطنين آخرين، مما أحدث حالة صدمة لدى حكومة الاحتلال، و وقعت مواجهات بعد مقتل منفذ عملية الطعن الأولى و ملاحقة الآخر و استمرت حتى اليوم. و ليلة تنفيذ العملية الاستشهادية اجتمع نتنياهو برؤساء الأجهزة الأمنية و قرروا رفع مستوى الاعتداءات و بالفعل فقد كانت حصيلة اليومين الأولين من الاعتداءات تفجير ثلاث منازل تعود لثلاثة شهداء في القدس، كما أغلقت منزل شهيدٍ رابع بالاسمنت المسلح، وذلك تنفيذا لقرارات المجلس الوزاري المصغر في حكومة الاحتلال "الكابيبنت". وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، بعد منتصف الليلة الماضية، وشرعت بضرب طوق عسكري حول منازل شهداء في الحي، قبل تنفيذ الاعتداء. كما بلغت حصيلة الجرحى حوالي 500 مصاب بعضهم أصيب بالرصاص الحي و المطاطي اضافة الى الغاز المسيل للدموع، و أربعة شهداء بينهم فتى في الثالث عشر من عمره أصيب بطلقة نارية في صدره أردته على الفور، و بالنسبة الى البارحة فأعلن الهلال الاحمر الفلسطيني أن اجمالي عدد الإصابات في الضفة الغربية نتيجة الاعتداءات الصهيونية والمواجهات مع الأهالي الفلسطينيين هي 191 إصابة من بينها سبعون إصابة بالرصاص الحي والمطاطي.
و كالعادة لم تستثني الاعتداءات الاسرائيلية الطفولة البريئة، ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الأممية، فاضافة الى الفتى الفلسطيني ابن الثلاثة عشر ربيعا الفتى عبد الرحمن شادي عبيدالله من مخيم عايدة، اقتحم جنود صهاينة منزل في الخليل لملاحقة أحد "راشقي الحجارة" ليتبين أنه طفل في الثالثة من عمره.
و قد بدأت قوات الاحتلال فجر اليوم حملة مداهمات تركزت في مدينة نابلس وبلدة حلحول شمال مدينة الخليل. وفي سياق متصل تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن اجتماع أمني فلسطيني إسرائيلي عقد الليلة الماضية في محاولة لاحتواء الوضع المتفجر في الضفة والقدس. وأوضح شهود عيان أن المداهمات أسفرت عن تفتيش عشرات المنازل واعتقالات واسعة، في حين شهدت عدة مناطق في الضفة الغربية والقدس الليلة الماضية مواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين.
و قد جابت المظاهرات العديد من مدن العالم في أمريكا و أوروبا و بعض الدول العربية، فيما حكام دول تحالف العدوان على اليمن صموا آذانهم و أداروا ظهرهم لما يجري حيث لم يخرج من هذه الدول التي دعمت المجموعات الارهابية لضرب النظام السوري الممانع، أي بيان استنكار أو مساءلة، أما من جانب الأمم المتحدة فقد طالب الأمين العام بان كي مون الذي لا يعرف سوى لغة التأسف و الاستنكار، بفتح تحقيق سريع و شفاف، كتأكيد جديد على أن لا أمم متحدة و لا مجلس أمن و لا جامعة دول عربية تحمي فلسطين و مقدساتها، و تأكيد أيضا على أن خيار المقاومة فقط هو المجدي مع الصهاينة الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، و ليس لفلسطين خلاص الا بمقاومة أهلها و دعم المخلصين من حولها و الذين لم يتركونها يوما و دفعوا و ما زالوا يدفعون الثمن من ايران الى سوريا الى حزب الله، و هم على ثقة بأن نصر الله قريب.