الوقت – شهدت السعودية الكثير من الاضطرابات والتطورات الدراماتيكية خلال العام المنصرم، فقد تسارعت الاحداث في هذا البلد بعد موت الملك عبدالله بشكل كبير وظن الحكام الجدد في هذا البلد أن بامكانهم استغلال هذه التطورات لخدمة مصالحهم لكن هذه التطورات قد انقلبت عليهم وباتت تهدد وجودهم لأن آل سعود قد بنوا سياساتهم الداخلية والخارجية من دون تدبر وتعقل، ولهذا لايمكن لهؤلاء ان يتوقعوا ان تجري الرياح كما تشتهي سفنهم.
ومن بين الازمات الكبيرة التي باتت تحيط بآل سعود هناك 4 أزمات تهدد وجود ومصير هؤلاء اكثر من غيرها وهي :
- هبوط اسعار النفط
لقد عمدت السعودية الى خفض اسعار النفط بهدف الاضرار بايران ومواجهة قدراتها التي تزداد يوما بعد يوم لأن المسؤولين السعوديين الذين راقبوا العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران ظنوا بأن انخفاض الايرادات النفطية الايرانية بشكل غير مسبوق سيدفع الايرانيين نحو التخلي عن دوائر نفوذهم في المنطقة والتنازل عن مواقفهم لكن هبوط اسعار النفط لم يؤثر على سلوك ايران خلال العام المنصرم بل بات مسار الاحداث في المنطقة يجري كله وفق المصالح الايرانية وباتت السعودية تعاني من عجز كبير في الميزانية قدرته صحيفة فايننشال تايمز بـ 73 مليار دولار.
- دعم تنظيم داعش الارهابي
ان دعم ارهابيي داعش يعتبر من الاخطاء الاخرى التي ارتكبها السعوديون في سياساتهم الخارجية حيث اصبح اسقاط النظام في سوريا الهدف الوحيد للسعوديين خلال السنوات الماضية، ولم يتوانى السعوديون عن تقديم اي مساعدة لاسقاط النظام السوري وارسلوا آلاف الارهابيين الى سوريا وقاموا بتجهيزهم من اجل تحقيق هذا الهدف، وقد ادت هذه السياسة السعودية الى ازهاق ارواح مئات الالاف من السوريين ولم يسقط بشار الاسد بل ان الجهات الغربية التي كانت تريد اسقاطه باتت اليوم ترضى بوجوده.
ان الازمة السورية اثبتت مرة أخرى ان السعودية هي جهة راعية للارهاب لكنها اخفقت في تحقيق اي هدف والان يبدو ان الارهابيين الدواعش الذين مولتهم الرياض باتوا يهددون السعودية نفسها وسيدخلونها في "أزمة هوية" وان التفجيرات التي وقعت في السعودية هي خير دليل على ذلك.
- حرب اليمن
بعد ان اصيب آل سعود بالخيبة وعجزوا عن اسقاط النظام السوري عمدوا الى شن عدوان على جارهم الجنوبي أي اليمن وذلك بعد مجيء الملك سلمان الى سدة الحكم وقد توقع السعوديون بانهم سيحتلون اليمن خلال فترة قصيرة وسيوصلون عملائهم الى كرسي الحكم في هذا البلد لكن السعوديين قد اخفقوا في تحقيق هذا الهدف بعد مرور 6 أشهر عن بدء الحرب اليمنية بل بات ثوار اليمن يهاجمون المحافظات الجنوبية في السعودية.
ان التقارير غير الرسمية تشير ان خسائر السعودية جراء الحرب على اليمن بلغت حتى الآن الـ 60 مليار دولار كما ان الشعب اليمني بات الان يريد تحرير محافظات نجران وجيزان وعسير التي احتلتها السعودية في السابق وهكذا تحولت حرب اليمن الى مستنقع للسعوديين بعدما كان هؤلاء يظنون ان عملياتهم العسكرية في اليمن هي ورقة رابحة مقابل هزيمتهم في المعركة السورية.
- كارثة منى
يمكن للمرء ان يعتبر سوء الادارة وعدم الكفاءة أكبر أزمة يعاني منها حكام السعودية في الوقت الحالي فهذا البلد الذي يمتلك اكبر احتياطي للنفط في العالم لم يستطع حتى الآن ايجاد نظام ناجح لادارة شؤون البلاد وقد رأى الجميع كيف لقي نحو 4 آلاف من حجاج بيت الله الحرام مصرعم في هذا العام في السعودية وهذا ما يثبت مرة اخرى عدم كفاءة السعوديين ويضعف شرعية آل سعود لأن النظام الذي ليس قادرا على ادارة شؤونه الداخلية كيف يستطيع ان يكون ناجحا في السياسة الخارجية؟
ان الازمات الـ 4 التي ذكرناها يمكنها ان تجر
على السعودية الويلات سواء في القضايا الداخلية ام القضايا الخارجية، واذا لم يعدل
السعوديون سياساتهم ويختاروا التعامل الصحيح مع باقي الدول فبامكان هذه الازمات
الاربعة ان تزعزع كيان آل سعود وتهدد بقائهم