الوقت- ضجت المواقع الإخباريّة بما كشفه إعلام العدو الصهيونيّ، حول حدوث تقدم كبير في الاتصالات بين تل أبيب والخرطوم في ظل العباءة الأمريكيّة، فيما تؤكد المصادر الإسرائيليّة أنّه سيتم تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونيّ والسودان بعد تفاهمات على إزالة السودان من القائمة الأمريكيّة للدول الداعمة للإرهاب، عقب إعلان الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، عن موافقة الخرطوم على دفع تعويضات لضحايا الإرهاب الأميركيين.
العلاقات مع تل أبيب
بسبب النزاعات القبليّة التي تشكل خطراً على السودان، لم تنضج بعد فكرة التطبيع مع الصهاينة، رغم إصرار الإدارة الأمريكيّة على شرط التطبيع مع العدو الصهيونيّ، لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذا ما نقله وزير الخارجيّة الأمريكيّ، مايك بومبيو، في زيارته الأخيرة للعاصمة السودانيّة الخرطوم.
وعلى هذا الأساس، يحاول ترامب استغلال قضيّة التطبيع الذي سيُقدّم كإنجازٍ آخر له بعد اتفاق التطبيع الإماراتيّ - البحرينيّ مع العدو الصهيوني، رغم تحذيرات وكالة المخابرات المركزيّة ووزارة الخارجيّة الأمريكيّة، حول أنّ السودان ليس ناضجاً بعد للإعلان عن تطبيعٍ علاقاته مع تل أبيب وأنه من غير الصحيح في هذه الفترة فرض هذا الموضوع على الخرطوم.
وقد كشف موقع عبريّ، أنّه من المحتمل التأنّي في الإعلان عن تطبيع العلاقات بين السودان و الكيان الصهيونيّ، لأن واشنطن معنية بمنح الخرطوم هامش مناورة مستقل، كي لا يُعتبر الأمر ناتجاً عن إجبار أمريكيّ مثلما هو في الواقع، كذلك يوجد مصلحة للإدارة الأمريكيّة من هذا الاتفاق تتمثل في منع أي نفوذٍ صينيّ في السودان، في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن أهميّة انتظار السودان لما بعد الانتخابات الأمريكيّة، لاغتنام فرصة احتمال فوز جو بايدن الذي ربما يتخلى عن شرط إقامة علاقات مع الصهاينة لإزالة اسم السودان من قائمة العقوبات.
وفي هذا الصدد، تجري اتصالات سريّة بين الكيان الصهيوني والسودان بوساطة أمريكيّة، حيث كشفت وسائل الإعلام العبرية، نقلاً عن مسؤولين صهاينة رفيعي المستوى، أنّه من المتوقع أن يتم في الأيام المقبلة إصدار إعلان رسميّ عن إقامة علاقات بين تل أبيب والخرطوم، مشيرة إلى أن ترامب هو من يفترض أن يعلن عن هذه الخطوة التي تقضي بانضمام دولة إضافيّة إلى حظيرة التطبيع الأمريكيّة، على أساس شرط إخراج السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب إضافة إلى منحة ماليّة.
وفي هذا الخصوص، تتجه إدارة ترامب لرفع السودان من القائمة الأمريكيّة للدول الراعية للإرهاب، عقب دفعه 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا الإرهاب الأميركيين، فيما أكّد مسؤولون أمريكيون أنّ الاتفاق قد يؤذن ببداية خطوات من السودان نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيونيّ، حيث يتم العمل في الوقت الحاليّ على التفاصيل.
ضغوط مكثفة
تتصاعد الضغوط الأمريكيّة والإماراتيّة على السودان لتطبيع علاقاته مع العدو الصهيونيّ قبل الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة في 3 تشرين الثاني، ونقلت قناة الميادين اللبنانيّة، قبل أسابيع، طرح شروط إسرائيليّة - أمريكيّة - إماراتيّة على الخرطوم تخص موضوع التطبيع، بينها أن يضم الوفد السودانيّ المُطبع، وزير العدل الذي يحمل الجنسيّة الأمريكيّة، والذي عمل في السابق مستشاراً في مكاتب أمريكيّة وخليجيّة.
وتضمنّت الشروط الـ 47، إمكانية أن يكون السودان وطناً بديلاً لتوطين الفلسطينيين، إضافة إلى سيطرة أمريكا في البحر الأحمر السودانيّ عن طريق جنوب السودان، ناهيك عن منع السلطات السودانيّة من منح أيّ استثمار للشركات الصينيّة، مع الإشراف على الموانئ والمياه الإقليميّة السودانيّة بذريعة "محاربة الإرهاب" المكشوفة، كذلك تعديل المناهج التعليميّة، وتحويل السودان إلى منفى لمن تطرده الإمارات والكيان الصهيونيّ وأمريكا.
في غضون ذلك، أفادت بعض المصادر السودانيّة أنّ مسؤولين سودانيين رفيعي المستوى، أجروا محادثة مع رئيس الوزراء العدو، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بعد أن طلب الأخير من الكونجرس إزالة الخرطوم من قائمة داعمي الإرهاب، موضحين أنّه سيكون هناك حوار رباعيّ بين رئيس الوزراء السودانيّ، عبد الله حمدوك، ورئيس المجلس الانتقاليّ في السودان، عبد الفتاح برهان، وترامب ونتنياهو.
في المقابل، يخشى المسؤولون السودانيون من انعكاسات هذا القرار على الشارع السودانيّ، ناهيك عن رفض الطبقة المثقفة السودانيّة لأيّ علاقات مع العدو الغاصب باعتبارها "خيانة وطنيّة"، في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها الإدارة الأمريكيّة، لإلحاق السودان بقافلة الخيانة الإماراتيّة - البحرينيّة، والتي ربما تفضِ بالمحصلة لإقناع السودان بالتطبيع.
ومن الجدير بالذكر، أنّ رئيس ما يسمى "مجلس السيادة الانتقاليّ السودانيّ"، عبد الفتاح برهان، الذي التقى برئيس الوزراء الصهيونيّ في أوغندا، ألمح خلال افتتاح مؤتمر اقتصاديّ بالعاصمة السودانيّة الخرطوم، قبل مدة، إلى تطبيع العلاقات مع الصهاينة، حيث زعم أنّ السودان أمام "فرصة لا تعوض"، لحذف اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكيّة، معتبراً أنّه يجب اغتنام تلك الفرصة، دون أن يذكر الشروط الأمريكيّة – الإسرائيليّة على ذلك.