الوقت- بالتزامن مع زيارة وفد صهيونيّ إلى المنامة في رحلة مباشرة من تل أبيب الأحد المنصرم، خرج البحرينيون من مختلف المناطق في مظاهرات احتجاجيّة على وصول وفد العدو الغاصب إلى بلادهم، رافعين لافتات منددة باتفاقات العار التي وُقِّعت مع الوفد الإسرائيليّ في تلك الزيارة، وأعادت تلك التظاهرات بريق "انتفاضة البحرين" اليتيمة التي بدأت في 17 فبراير عام 2011، ضد نظام آل خليفة الملكيّ بعد حملات القتل والإجرام ضد المدنيين العُزل.
أُخرجوا من أرضنا
وثّقت مواقع التواصل الاجتماعيّ حجم الغضب الشعبيّ في البحرين، بعد زيارة وفد عدو العرب والمسلمين إلى المنامة، حيث رفع المحتجون العلمين الفلسطينيّ والبحرينيّ، ولافتات منددة بالتطبيع مع الكيان الصهيونيّ وبالاتفاقات التي وُقِّعت مؤخراً بين المنامة وتل أبيب.
وقد عبّر أبناء البحرين عن رفضهم القاطع للزيارة من خلال عبارات "تسقط إسرائيل" و "يا صهاينة أخرجوا من أرضنا" و "اتفاقكم باطل"، بعد أن قام النظام الحاكم في البحرين بتوقيع سبع مذكرات تفاهم مع العدو الغاشم الأحد الماضي، في إطار اتفاق الخيانة الذي وقّعه مسؤولو المنامة والإمارات مع العدو الصهيونيّ في واشنطن أيلول المنصرم، تمهيداً لإقامة علاقات دبلوماسيّة وتجاريّة.
وفي هذا الصدد، شملت مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها بين المنامة وتل أبيب، عدداً من مجالات التعاون من بينها الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسيّة والخاصة والخدمة، وضم الوفد الصهيونيّ وزير الخزانة الأميركيّ، ستيفن منوشين، في رحلة مباشرة من تل أبيب إلى المنامة، وفي الغالب عبر أراضي بلاد الحرمين الشريفين بموافقة من النظام السعوديّ.
وفي هذا السياق، رفعت تظاهرات منطقة "كرانة" غرب العاصمة المنامة، شعارات "لا مرحبا بالقلتة" و "لا أمان لكم في أرضنا"، وردد المشاركون هتافات مناهضة بشدة لزيارة الوفد الصهيونيّ وهتافات تؤكّد على ثبات موقف الشعب البحرينيّ تجاه القضيّة الفلسطينيّة.
بركان هائج
لم يمضِ ليلة واحدة على حديث وزير الخارجية البحرينيّ، عبداللطيف الزياني، خلال لقائه مستشار ما يُسمى الأمن القوميّ الصهيونيّ، مائير بن شبات، حول أنّ إعلان ما تصفه الدول الخانعة بالـ "سلام مع إسرائيل" سيسهم في ترسيخ "أسس السلام" في المنطقة وفق رؤى رئيس النظام البحرينيّ، حمد بن عيسى آل خليفة، حتى تحول الشارع البحرينيّ إلى بركان هائج ربما يقلع جذور المُستسلمين الذين خانوا دينهم وعروبتهم وشعوبهم.
وفي الوقت الذي أشار فيه موقع “ويللا” العبريّ، نقلاً عن مسؤولين صهاينة وأميركيين رفيعي المستوى، إلى أنّ العدو الصهيونيّ وافق على طلب المنامة بألا يكون اتفاق الخيانة كاملاً بل يكون مرحليّاً، بسبب الرفض الشعبيّ العارم لاستسلام حكومتهم للإملاءات الأمريكيّة والصهيونيّة، أكّد الموقع أنّ الإعلان يتضمن إقامة علاقات دبلوماسيّة كاملة مع تل أبيب، بما يشمل فتح سفارات والتعاون المشترك في كل المجالات، أبرزُها التعاون الأمنيّ والقضائيّ وتعزيز التجارة والاستثمار والطيران المدنيّ والطاقة والبيئة والمياه والعلوم والتكنولوجيا والاتصالات والبريد والصحة والزراعة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ مسؤولين صهاينة بيّنوا أنّ الاتفاق بين البحرين والعدو المُحتل للأرض العربيّة، توج 20 عاماً من العلاقات السريّة بينهما، ما يكشف بالدليل القاطع حجم التآمر التاريخيّ لأنظمة ممالك الرمال المتخلفة، والتي أودت بالأمّة العربيّة إلى الهاوية.
وتفاعل المغردون العرب بقوة مع التظاهرات البحرينيّة، حيث أشادوا بالمظاهرات الشعبيّة التي خرجت في البحرين، احتجاجاً على وصول أول وفد مُعلن للعدو الإسرائيليّ إلى المنامة، عقب توقيع اتفاق العار في واشنطن دون حق قراءة بند من بنوده.
وشارك عدد هائل من المغردين عبر حساباتهم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعيّ، صوراً ومقاطع فيديو، توثق المظاهرات الاحتجاجيّة ضد التطبيع مع الصهاينة، عبر هاشتاغ “#بحرينيون_ضد_التطبيع” الذي لاقى تفاعلاً عربياً واسعاً.
في النهاية، يأبى الشعب البحرينيّ بمختلف أطيافه أن تكون أرضه موطئ قدم للصهاينة، وأن تكون بلاده مرتعاً للمُحتل الأرعن، ويرفض بكل الوسائل طريق الخضوع الذي يسلكه نظامهم الدمويّ المُستبد، ورغم كل الإجراءات القمعيّة في البلاد، أثبت الشعب البحرينيّ مجدداً وقوفه مع الشرفاء والأحرار الذين اختاروا المقاومة نهجاً رابحاً مهما كثرت الضغوط، كُرمى عيون المظلومين والمقهورين في فلسطين المقدسة وغيرها.