الوقت- الاحتلال الاسرائيلي يعاني من تبعات انتشار فيروس كورونا في الأراضي المحتلة، وهناك غضب عارم من الصهاينة على حكومتهم وجميع المحللين الاسرائيليين يقولون إن اسرائيل على شفا الانفجار الكبير، بعد أن أخفقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ادارة ازمة كورونا التي شلت الحياة الاقتصادية هناك، ويحاول نتنياهو تطبيق رفع تدريجي للإغلاق المشدد في ظل تفاقم الحالة الوبائية، في محاولة منه لامتصاص الغضب الشعبي ولكن هل بإمكانه القيام بذلك وحالات كورونا تتفاقم بين الصهاينة من وفيات واصابات؟
في اسرائيل أزمة كورونا ذاهبة نحو المزيد من التفاقم وعدد الوفيات يتزايد بشكل مضطرد، ووفق المواقع العبرية فقد وصل عدد الوفيات إلى 2000 من بينهم جنود اسرائيليين، وأشارت المواقع، إلى أنّه تم تسجيل 1,609 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك عدد الإصابات في الأراضي المحتلة إلى 291,828 إصابة.
قبل أسبوع توفي جندي اسرائيلي ويوم الجمعة تم اعلان اصابة قائد قاعدة كبيرة للجيش الإسرائيلي في جنوب البلاد بفيروس كورونا، ولم تفصح هيئة البث الإسرائيلي عن اسم أو رتبة القائد المصاب.
وقالت الهيئة إن القاعدة تستخف بتعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية، وتم الخميس تصوير العديد من جنودها وهم دون كمامات، ولا يحافظون على التباعد الاجتماعي.
القواعد العسكرية الاسرائيلي تشهد نزاعات غير مسبوقة بين جنودها وصل ضجيجها إلى الاعلام، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، تعليق التدريبات العسكرية في إحدى قواعده، بعد شجار بين جنود بدو ويهود أسفر عن إصابة 21 جندياً.
والأحد، اندلع شجار عنيف في قاعدة "كتسيعوت" (جنوب) المخصصة لتدريب الجنود في لواء النخبة "جفعاتي"، على خلفية أولوية الدخول إلى قاعة الطعام.
وكاد أن يصبح الشجار أكثر دموية بعد سحب أحد الجنود سلاحه، فيما أصيب 21 جنديا نقل 7 منهم إلى مستشفى سوروكا في النقب (جنوب)، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال المتحدث باسم الجيش إن "قائد اللواء أمر بتعليق التدريبات حتى نهاية الأسبوع الجاري للسريتين المتورطتين في الشجار"، كما سيتم اتخاذ إجراءات عقابية (لم يحددها المتحدث) بحق الجنود الذين استخدموا العنف والضباط الذين لم يبادروا إلى منع الشجار، وكذلك توبيخ قادة السريتين، وفق المصدر ذاته.
بالمجمل هناك تحذيرات من تفاقم أزمة كورونا في اسرائيل، وتوقعات بالتمرد على حكومة نتنياهو الفاسدة في أقرب وقت ممكن، فالانفجار في الداخل الاسرائيلي أصبح قريبا جداً، في ظل تفاقم الأزمات المتلاحقة وغياب العدالة وتميز مجموعات بعينها في الداخل الاسرائيلي على حساب بقية الصهاينة، وقد يتجه الاقتصاد الاسرائيلي نحو الانهيار اذا استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة وأن الصهاينة فقدوا ثقتهم بنتنياهو، وأصبح هناك انقسام كبير بين الاسرائيليين وربما تنشب حرب أهلية داخل اسرائيل في وقت قريب جدا.
سيكون الحريديم شعلة هذه الحرب فهم يتمتعون بميزات غير مقبولة لبقية الاسرائيليين، ولديهم حكم ذاتي ولا يعيرون أي اهمية لفيروس كورونا، فهؤلاء لمواجهة فترات الإغلاق التي فرضتها الحكومة و9 أشهر من أوامر التباعد الاجتماعي، ركّزوا في الصلاة والاجتماعات لدراسة التوراة إضافة إلى تنظيم نشاطات حاشدة، غير مبالين بالقرارات الرسمية.
على سبيل المثال، رغم أن الشرطة الإسرائيلية، وضعت ترتيبات لجنازة صغيرة لحاخام أرثوذكسي، توفي جراء فيروس كورونا، إلا أنها تفاجأت بالآلاف من أتباعه، يخرجون في الجنازة متجاهلين قواعد الإغلاق المفروضة بسبب الجائحة، واشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم.
وقد أثار انتهاك قواعد الإغلاق من قبل هؤلاء الأتباع المتشددين دينيا، حفيظة جمهور إسرائيلي أوسع، ممن امتثلوا للقيود التي فرضتها الحكومة لوقف تفشي فيروس كورونا.
وقد أربك هذا التحرك خبراء الصحة العامة، واعتبر اختبارا للتحالف السياسي الطويل الأمد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع الزعماء الدينيين، كما أثار استياء الإسرائيليين العلمانيين الذين يخشون على صحتهم وحتى على أوضاعهم المعيشية مع زيادة تفشي الوباء.
موقع "ينت" الإخباري نقل عن الإعلامية جودي شالوم نير موزيس قولها: "طُلب منا الخضوع لهذا الإغلاق، مع تكلفته الاقتصادية الهائلة، والتي تتسبب بموجة جنون تصيب الناس، نتيجة تفشي فيروس كورونا، والذي ينتشر في الغالب بين الأرثوذكس المتطرفين، وهذا مرده الإهمال، هناك مجموعتان من القوانين،واحدة لنا وواحدة لهم".
يرى المتشددون أنهم مستهدفون بشكل غير عادل من قبل السلطات في إسرائيل، ويبررونها بالاحتجاجات الأسبوعية الكبيرة، لا سيما التي ينظمها الإسرائيليون العلمانيون، ضد نتنياهو، وسياسته بالتعامل مع الوباء، وفي الأسبوع الماضي كانت الحكومة قد وضعت قيودا على هذه الاحتجاجات، كونها تنتهك ضوابط الصحة العامة.
وكان إسرائيل كوهين، المعلق في راديو كول بارما الأرثوذكسية المتشددة قد قال: "نحن على وشك الانفجار بسبب عدم الثقة".
في إسرائيل هناك فجوة كبيرة من سنوات بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين، بسبب المعاملة التفضيلية، لصالح المتشددين الذين يمنحون رواتب حكومية خلال دراستهم.
إلا أنه وكما هو معروف، فإن دعم المتدينين لنتنياهو هو شريان الحياة، لائتلافه الحاكم، وهو ما ساعده على أن يكون صاحب أطول فترة حكم في إسرائيل.
ويأتي الارتفاع باصابات كورونا خلال فترة العطلات اليهودية، وهي الفترة التي يحتفل ويجتمع فيها المتدينون بشكل كبير، وهو ما كان يخشاه المسؤولون الإسرائيليون، كونها ستؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات.
وسبق أن فرضت إسرائيل إغلاقا ثانيا في جميع أنحاء البلاد، قبل حلول العام اليهودي الجديد، في أيلول/ سبتمبر الماضي، في محاولة لإلزام الناس على البقاء في منازلهم، لكن أتباع الطائفة الأرثوذكسية، أو الحريديم، تحدوا هذه الضوابط، وأقاموا الاحتفالات بالأعياد، كما وتنقلوا بين المدن، وأبقوا بعض المدارس والمعابد اليهودية مفتوحة رغم قرار إغلاقها.
ورغم مناشدات المسؤولين الامتثال للقيود المفروضة، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية، نشرت مقاطع فيديو لمعابد يهودية مكتظة بمرتاديها.
وتعرض نتنياهو لانتقادات بسبب كيفية تعامله مع أزمة تفشي كوفيد 19، بما في ذلك فرضه قيود، يرى النقاد، أنها تعطي استثناءات لشركائه المتشددين. ويتهم معارضون نتنياهو بأنه يحاول كبح الاحتجاجات المستمرة ضده، تحت ستار الإغلاق في جميع أنحاء البلاد.
في الختام.. يبدو أن شعبية نتنياهو أصبحت في الحضيض، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأى العام الإسرائيلى تراجعًا كبيرًا فى شعبية حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، جراء القرارات التى اتخذها فى ظل أزمة فيروس كورونا المستعصية واستمرار التظاهرات المطالبة برحيله، وهذا قد ينذر بوضع كارثي قفي الاراضي المحتلة في الاشهر المقبلة.