الوقت- أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الفشل الكبير في حصار تفشي وباء كورونا في "إسرائيل"، يهز الحكومة التي يقودها المتهم بالفساد، بنيامين نتنياهو، بالشراكة مع رئيس حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس.
وقالت "هآرتس" في مقال للكاتب رفيت هيخت: "مؤخرا اعتادت جهات في اليمين وفي محيط نتنياهو، القول بأن المظاهرات في بلفور وفروعها هي بالتحديد جيدة لرئيس الحكومة، لأنها تظهر الوجه الحقيقي للمحتجين وتكتل مؤيديه، وحتى أن ابن رئيس الحكومة يئير نتنياهو، أوضح أنها تسلي والده".
وأضافت: "كما يبدو، المظاهرات توقفت عن إضحاك الساكنين في بلفور (مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال)، ولا يمكن أن نفسر بطريقة أخرى تعديل قانون السلطات الخاصة للتعامل مع فيروس كورونا، والذي كان كل هدفه إحباط المظاهرات ضد نتنياهو، في إحدى الفترات الأكثر صعوبة التي عرفتها "إسرائيل".
وأشارت إلى أن أتباع رئيس الوزراء المتهم بالفساد، يعانون بسبب المظاهرات ضده من "قطبي الخوف المرعب والكراهية الشديدة، مع تضخيم شيطاني للمتظاهرين".
ورأت "هآرتس"، أن "منع التجمع هو خطوة منطقية لوقف المرض، لكن لا يوجد أي منطق في خطوات هذه الحكومة التي في إحدى يديها تعارض قافلة احتجاج للمركبات، التي لا تشكل أي خطر في الإصابة، وفي اليد الأخرى تسمح باختلاط كبير في بعض الأجنحة الأصولية في المجتمع الإسرائيلي".
وأكدت على أن "هذا الإهمال المحلي المعتاد في أجزاء من المجتمع الأصولي المتغاير، يضحي بالمقام الأول بجزء من الجمهور هناك، الذي يحاول تطبيق التعليمات لكنه يجد نفسه يقع رغم أنفه في شرك المرض، وبعد ذلك في شرك نظام الرعاية الصحية والمرضى الذين يحتاجون إليه".
وأضافت: "كل شخص عاقل يعرف أنه في حال كان هناك عمل مرغوب ومستعجل، يعارض حقوق الفرد وحرية الحركة وحرية العبادة وغيرها من الحقوق، يجب أن يكون مقدما على كل ما عداه في منطقة الكارثة، وحقيقة أننا وصلنا لتشريع قاس جدا، هو فشل صادم للحكومة".
وفي ظل هذا الواقع والفشل في التصدي للوباء، خلصت الصحيفة إلى أن "إسرائيل تتقدم بخطوات كبيرة نحو حرب أهلية"، في أحد أطرافها مؤيدو نتنياهو وفي الطرف الآخر معارضوه، منبهة أن التشريع الذي أجيز في الكنيست الأربعاء، والخاص بالمظاهرات ضد رئيس الحكومة، "يصب الزيت على النار".