الوقت- مع بقاء أقل من شهر قبل انعقاد الانتخابات الأمريكية، أطلق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تصريحات نارية لأنصاره صباح يوم أمس السبت، قال فيها إنه لن يخسر هذه الانتخابات ما لم يكن هناك تزوير. وأضاف "ترامب": "سوف ننتصر، لن نخسر ما لم يغشوا في هذه الانتخابات. هذا رأيي، لا يمكننا السماح لهم بالغش. بلدنا في خطر لأن هؤلاء الناس يدمرون بلادنا ولا يمكننا السماح لهم بذلك. إنهم يعرفون، ووسائل الإعلام تعرف أيضا، لكنهم لا يريدون الأفصاح عن ما يعلموه. إنهم يعرفون بالضبط ما يجري، وأنا أعلم ذلك أيضًا، لكن الديمقراطيين يعرفون أكثر من أي شخص آخر ما يجري. لذا يجب ألا نسمح بحدوث ذلك ويجب الإبلاغ عن أي شيء نراه".
وامتنع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، خلال تلك التصريحات عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر انتخابات الثالث من تشرين الثاني أمام منافسه الديمقراطي "جو بايدن"، ما أثار ردود فعل منددة من المعسكر الديمقراطي وحتى في صفوف الجمهوريين. وقال "ترامب": "يجب أن نرى ما سيحصل"، وذلك ردا على صحفي سأله عما إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة وهي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس.
"فريدمان": هناك احتمال أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية
رأى الصحافي والكاتب الأمريكي "توماس فريدمان إنّ الولايات المتحدة مقبلة على حرب أهلية بشكل محتّم، وأضاف إن "ما شاهدته في الولايات المتحدة مؤخراً يشبه كثيراً ما شاهدته في لبنان قبل نشوب الحرب الأهلية". ووصف "فريدمان" ما يجري بأنه "يفوق الخيال"، ورأى أن الحزب الجمهوري الداعم لترشيح الرئيس "دونالد ترامب" لولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يعمل للحرب الأهلية بشكلٍ حثيث حين ينزع الشرعية عن نتائج الانتخابات مسبّقاً في حال عدم فوز ترامب بها".واعتبر الكاتب الأمريكي أن "الخلاص الوحيد من خطر الحرب ربما يكون في كسب ترامب ولاية جديدة". وهاجم الحزب الجمهوري بشكل عنيف، قائلا إنه بات بيت دعارة سياسي.
ولفت "فريدمان"، كاتب العمود بصحيفة "نيويورك تايمز"، إلى إنه بدأ مسيرته الصحفية بتغطية الحرب الأهلية في لبنان، معربا عن صدمته وخوفه الشديدين إزاء إنهاء مسيرته بتغطية حرب أهلية ثانية في أمريكا. وأضاف: "ما حدث في الأيام القليلة الماضية هو إنذار حريق من الدرجة السادسة، وإنذار يهدّد للأمن القومي من الدرجة الخامسة. ورئيس الولايات المتحدة أخبرنا إما أفوز بالانتخابات أو أنزع شرعيتها". وتابع: "إنها بالتأكيد أكثر اللحظات المخيفة في حياتي"، مؤكدا أن من أهم أسباب ذلك يكمن في أن الحزب الجمهوري استسلم بشكل كامل لترامب، وأطلق مؤتمره العام بدون أي برنامج، باستثناء "ما يريده ترامب". وقال: "لسنا مقبلين على نزاع انتخابي محتمل. نحن ذاهبون إلى نزاع انتخابي مؤكد، ما لم يفز ترامب".
وعلى صعيد متصل، انضم زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي "ميتش مكونيل" إلى مشرعين جمهوريين آخرين للدفاع عن النظام الدستوري، بعد رفض الرئيس دونالد ترامب التعهد بنقل السلطة سلميا إذا خسر الانتخابات. وكتب "مكونيل" عبر "تويتر" قبل عدة أيام: "سيتم تنصيب الفائز في انتخابات الثالث من نوفمبر في 20 يناير. سيكون هناك انتقال منظم تماما كما كان الحال كل أربع سنوات منذ عام 1792". وأيد العديد من المشرعين الآخرين بقوة انتقالا سلميا للسلطة بعد تعليقات الرئيس الجمهوري يوم الأربعاء الماضي، على الرغم من عدم انتقاد أي منهم له بشكل مباشر.
ومن جهتها، كتبت النائبة "ليز تشيني" التي تقود الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي: "التداول السلمي للسلطة منصوص عليه في دستورنا وأساسي لبقاء جمهوريتنا. يؤدي زعماء أمريكا اليمين ويقسمون على احترام الدستور. سنلتزم بهذا القسم".وفي وقت سابق، قارن السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا "ميت رومني" تعليق "ترامب" حول تسليم السلطة في البلاد بعد الانتخابات، مع الوضع في بيلاروس.
"بايدن": هذه التصريحات مضحكة بالنسبة لي
سارع مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة "جو بايدن" إلى استنكار تصريحات ترامب متسائلاً "في أيّ بلد نعيش؟ إنه يقول أكثر الأمور غير العقلانية. لا أعرف ما أقول". بدورها، أعربت رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" عن أسفها لرفض ترامب ضمان انتقال سلمي للسلطة، وقالت في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي إنّ "التشكيك في التداول السلمي للسلطة ليس أمرًا مفاجئًا مع هذا الرئيس لأنه شكّك في العلم وفي الحكم". وفي هذا السياق، اعتبر السيناتور الأمريكي "بيرني ساندرز"، أن "هذه الانتخابات ليست بين ترامب وبايدن وإنما بين ترامب والديمقراطية نفسها ويجب أن تفوز فيها الديمقراطية". كذلك أطلق ناشطون وسم "انقلاب ترامب" عبر موقع "تويتر"، وحذروا من خلاله من نيّة "ترامب" بشأن تسليم السلطة بعد الانتخابات المرتقبة.
"كوهين": "ترامب" لن يسلم السلطة ببساطة
لم يستبعد "مايكل كوهين"، المحامي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إمكانية أن يمضي الرئيس الحالي "بعيدا" ويبدأ حربا من أجل تأمين إعادة انتخابه في السباق الرئاسي في نوفمبر. وفي مقابلة صحفية له، قال "كوهين": "دونالد ترامب سيفعل أي شيء للفوز، وأعتقد أن ذلك يشمل تزوير الاقتراع. أعتقد أنه يمكنه أن يمضي إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى درجة بدء حرب حتى لا يخسر منصبه"، مضيفا أن "أكثر ما يخشاه "أن لا يكون هناك انتقال سلمي للسلطة" في عام 2020".
الجدير بالذكر أنه حُكم على "كوهين" بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ارتكاب مخالفات مالية وغيرها. وأطلق سراحه في مايو، ووضع رهن الإقامة الجبرية بالعلاقة مع جائحة الفيروس التاجي. ومع ذلك، ظهر "كوهين" في شوارع نيويورك، وأرتاد مطاعم بالمدينة. وأعيد إلى السجن في 9 يوليو، إلا أن المحكمة قضت بعد ذلك بإطلاق سراحه من السجن مرة أخرى.
"بولتيكو"؛ الجناح الغربي في البيت الأبيض يخطط لنقل السلطة سلمياً إلى "بايدن"
قالت مجلة "بولتيكو" الأمريكية، "إن الرئيس دونالد ترامب يخشى الهزيمة في الانتخابات المقبلة، أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن." وأوضحت "بولتيكو"، في مقال جاء تحت عنوان "ترامب يعرف أنه سيخسر"، أن الرئيس الأمريكي أبلغ المقربين منه أنه سيخسر الانتخابات في حال استمرت الأمور على هذا النحو. وبحسب "بولتيكو"، فإن تعامل "ترامب" مع تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ثم تعامله مع احتجاجات مقتل "جورج فلويد"، وأخيرا فشله في حشد مناصريه بخطابه الانتخابي في أوكلاهوما، كلها عوامل تشير إلى قرب خسارة الرئيس معركته المقبلة في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل أمام "بايدن". ووفقا للمجلة، فإن "ترامب" بدأ بالفعل يستخدم خطابا انهزاميا، إذ قال في مقابلة صحفية الأسبوع الماضي، إنه قد يخسر أمام "بايدن" لأن هناك أناسا لا يحبونه، كما قدم في الحوار ذاته أجوبة متقلبة حول أهدافه في الولاية الثانية. ولفتت "بولتيكو" إلى أنها أخذت تصريحات من 6 مقربين من ترامب، جميعهم رأوا أن الرئيس قد لا ينجح في الجولة القادمة.
وعلى صعيد متصل، أعلن البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، قد يقبل نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بعد يوم من توجيه انتقادات إلى الرئيس الذي ينتمي للحزب الجمهوري لرفضه الالتزام بقبول تلك النتائج. وبعد الضغط عليها في مؤتمر صحفي للتعليق على تصريحات "ترامب"، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، "كايلي ماكيناني"، إن "الرئيس سيقبل بنتائج انتخابات حرة ونزيهة".
وفي تحليل، حددت صحيفة "الغارديان" بإيجاز ثلاث طرق قد يرفض بها "دونالد ترامب" قبول نتائج الانتخابات وهي كالتالي:
1. قد يعلن فوزه في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) قبل إتمام عملية الفرز.
2. قد يعمل "ترامب" مع المجالس التشريعية على مستوى الولاية لاستبدال الناخبين الجمهوريين بأخرين ديمقراطيين.
3. قد يعمل نائب الرئيس "مايك بنس" على إعادة قانونًا صدر عام 1887 يسمى "قانون عد الاصوات الانتخابية" إلى الحياة وذلك لكي يصب هذا الامر في صالح إدارة "ترامب".
قد يقوم "ترامب" بإغراق أمريكا في بحر من الدماء
أعرب الصحفي "عبد الباري عطوان"، أن "ترامب" يريد تتويج نفسه ملكا على أمريكا برفضه التعهد بتسليم السلطة في حال خسارته الانتخابات والبقاء في البيت الأبيض مدى الحياة. وتساءل "عطوان" لماذا لا نستبعد حربا أهلية وشيكة في أمريكا واشعال فتيل أخرى ضد ايران؟ وهل ستكون الاربعون يوما المقبلة محفوفة بالمخاطر والمفاجآت الدموية؟ ولفت "عطوان" إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" كشف عن نواياه الحقيقية عندما رفض يوم الاربعاء الماضي، وعلى الهواء امام حشد من الصحافيين، أن يتعهد، او يضمن، انتقالا سلميا للسلطة في حال خسارته للانتخابات الرئاسية، واكد "ترامب" انه لن يكون هناك نقل، وانما استمرارية للسلطة، مما يعني حرفيا انه يحول النظام الجمهوري الأمريكي الى نظام ملكي، لا يختلف مطلقا عن الأنظمة الديكتاتورية التي يدعي انه يعارضها في العالم، والثالث منه على وجه الخصوص، وربما هذا ما يفسر غرامه بالحكام في المنطقة العربية ودول الخليج خاصة. وأكد "عطوان" أن هذه التصريحات غير المسبوقة لا تعني عدم التزامه بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة فقط، وانما تحريض أنصاره العنصريين البيض وتعبئتهم للنزول الى الشوارع والميادين في احتجاجات دموية ضد نتائج الانتخابات في حل خسارته، التي قال انها ستكون مزورة حتما، ودعم بقائه كزعيم في البيت الأبيض مدى الحياة.