الوقت- شهد معهد "أنديشه سازان نور" للدراسات الكشف عن كتاب "المقاومة في الإسلام؛ النظرية والنموذج"، بقلم الدكتور "أصغر افتخاري" بروفيسور العلوم السياسية بجامعة الإمام الصادق(عليه السلام)، والمنظِّر في مجال الأمن الاجتماعي.
هذا الكتاب هو أحدث عمل بحثي في مجال تنظير المقاومة، ينشره معهد "أنديشه سازان نور" للدراسات.
وعلى الرغم من نشر بعض الكتب في مجال "المقاومة" والتنظير حول "فكر المقاومة" في السنوات الأخيرة، إلا أن الفجوة النظرية في هذا المجال لا تزال كبيرةً، وكتاب الدکتور افتخاري بعنوان "المقاومة في الإسلام؛ النظرية والنموذج"، هو أحد الكتب التي تحاول سدّ هذه الفجوة النظرية في هذا المجال.
بشكل عام، يجب ألا يغيب عن الأذهان أن "المقاومة" لها معنى عام تم استخدامه في سياق التاريخ من قبل مختلف المدارس والديانات. وفي الأساس، حيثما وجدت "قوة" تشكلت ضدها "مقاومة".
وفي نفس الوقت، هذه المقاومة لها أنواع وأشكال يتم تقديمها وفقًا للأسس الأنثروبولوجية والمعرفية والأنطولوجية للمدرسة الفکرية المعنية.
كما أن لنظرية المقاومة ونموذجها في الإسلام، مكوناتها وخصائصها وسياساتها واستراتيجياتها التي يمكن تحديدها من خلال الإشارة إلى نص الإسلام الواضح، وخاصةً في القرآن الکريم، واستخدامها كاستراتيجية علمية وعملية في اتخاذ القرار والمراكز الأكاديمية، وهذا هو المعنى الخاص للمقاومة الذي تناوله كتاب الدكتور افتخاري الأخير.
نهج الدکتور افتخاري في هذا الكتاب، هو الكشف عن هذا الشكل من التفكير المقاوم في الإسلام، وتصميم نظرية دينية ونموذج لمفهوم المقاومة.
لقد صمَّم المؤلف في هذا الكتاب 9 استراتيجيات مقاومة مبنية على مفاهيم قرآنية ودينية، وصمَّم واستخرج منها 125 سياسة مقاومة و12 نموذجًا و63 نظرية.
ولكل من هذه الاستراتيجيات، رغم استنادها إلی النصوص الدينية، حجة علمية وعملية تساعد أصحاب وصناع القرار على التعامل مع جبهة الشر والاستکبار، ويمكن اعتبارها نصًا مرجعيًا في هذا المجال.
وفي هذا الحفل، وصف "الدكتور كمالي" رئيس قسم النشر في معهد أنديشه سازان نور للدراسات، وبعد أن رحَّب بالباحثين، نشر الكتاب بأنه خطوة مهمة نحو التنظير المتعلق بالمقاومة، والذي كتب المؤلف کتابه بناءً على المصادر القرآنية.
كما تحدث الدکتور علي أصغر افتخاري، مؤلف الكتاب، عن أهمية الانسجام ومواكبة النظرية والممارسة في مجال العلم، معتبراً أن أهمية ذلك کبيرة جداً في القضايا والتطورات الجارية.
ورأی الدکتور افتخاري في هذا الحفل أن الرأي والعمل توأمان، مشدّداً على تطوير وتوسيع العلاقات بين الجامعات ومعاهد البحث والهيئات التنفيذية والبنية السياسية.
وووفق الدکتور افتخاري، فإن الخبير الحقيقي هو من يستطيع الجمع بين مسألتي الرأي والعمل، کما أنه من الضروري أن يتابع رجال الدولة والمنظِّرون علاقاتهم في تنفيذ السياسات عبر التنسيق مع بعضهم بعضاً.
ثم أشار الدكتور افتخاري إلى أهمية التنظير في البلدان الأخرى، بما في ذلك تنظير المحافظين الجدد الأمريكيين أثناء غزو أفغانستان، والذي استند إلى نظرية "التهديد غير المتكافئ ضد الولايات المتحدة" المصطنعة، وأدى إلى احتلال أفغانستان.
كما تطرَّق مؤلف الكتاب في نهاية حديثه إلى الوقت الذي استغرقه تأليف کتابه، بالنظر إلی البحث الأعمق والأكثر دقةً في هذا الكتاب، وقدَّم كتابه إلى قائد قوة القدس "الفريق قاسم سليماني".
كما وصف المؤلف كتابه بأنه يحمل الإبداع في طياته من منظور "محورية القرآن"، وقال: هذا الكتاب مبني بالكامل على نص القرآن، وهذا المشروع أساسه القرآن، وبالتالي فإن جميع الركائز النظرية للكتاب مبنية على القرآن، وكل المفاهيم تستند إلى القرآن، ومن هذا المنظور فإن هذا الکتاب مهم جدًا لعمل الباحثين في مجال المقاومة، على الرغم من اشتمال الكتاب علی موضوع السيرة والروايات أيضًا.
وجدير بالذكر أن كتاب "المقاومة في الإسلام؛ النظرية والنموذج"، هو أحد أحدث الأعمال البحثية لمعهد "أنديشه سازان نور" للدراسات. حيث سعى هذا المعهد منذ إنشائه إلى دعم الأعمال التي تتناول تحليل التطورات في منطقة غرب آسيا، ومستقبل أبحاث العلاقات الدولية.
كما أن دعم التأليفات التي تعتمد الفكر الإسلامي والديني لتحليل المسألة أو الظاهرة في هذا الإطار، هو أحد المجالات التي يؤکد عليها هذا المعهد لنشر أعمال الباحثين.
حتى الآن، نشر معهد أنديشه سازان نور للدراسات 180 كتابًا، وتم إتاحتها للباحثين في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية. منها "الديمقراطية والصحراء"، "العلاقات بين العراق والسعودية في بداية الألفية الثالثة" لـ "محمد صادق كوشكي"، "فاعلو خطاب الإسلاموفوبيا في الغرب" لـ "هادي آجيلي"، "أصحاب الرايات البيضاء؛ إحياء الزيدية" لـ "سعد الله زارعي"، "ما بعد الاتفاق النووي، نظرة على قوة إيران الإقليمية" لـ "مصطفى باباجاني"، "في برج الأمن، لماذا دخلت إيران في الملفات الإقليمية" بقلم "شرارة عبد الحسن زاده"، "داعش؛ الحنين إلى الخلافة" لـ "فواد إبراهيم".