الوقت- قال كاتب "إسرائيلي" اليوم الأربعاء، أن "احتفالات البيت الأبيض بتوقيع اتفاقيات السلام بين "إسرائيل" والإمارات والبحرين لن تجعل 4.5 ملايين فلسطيني يختفون من الواقع، وسيستمرون في البقاء جيرانا لنا، وليس لأبو ظبي والمنامة".
وأضاف أليئور ليفي في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنها "ليست المرة الأولى التي تدق فيها أجراس إعلان شهر العسل بين "إسرائيل" والدول العربية، حدث هذا خلال التسعينيات، في تلك الأيام، فتحت "إسرائيل" مكاتب تمثيلية وغرفا تجارية في المغرب وتونس وسلطنة عمان".
وأكد أن "أبرز ما في شهر العسل في عقد التسعينيات كان "اتفاق السلام" مع الأردن، والاحتضان الدافئ الذي حظينا به من الملك حسين، ثم اندلعت انتفاضة الأقصى، وأغلقت جميع البعثات العربية، الواحدة تلو الأخرى، ولم تفتح منذ ذلك الحين".
وأوضح أليئور أن "إدارة ترامب لا تكف عن توجيه الضربات للسلطة الفلسطينية، تارة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم الاعتراف بها عاصمة لـ"إسرائيل"، فإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، ولاحقا طرد السفير الفلسطيني من هناك، مرورا بوقف المساعدات للأونروا، وعقد المؤتمر الاقتصادي في البحرين، وأخيرا عرض "صفقة القرن"، بالتزامن مع تقليل أوروبا بشكل كبير من دوافعها للتدخل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأكد أنه "خلافا للاعتقاد السائد، فإن كرة الثلج التي بدأت في الظهور في الإمارات لم تكن أسوأ ما حدث للفلسطينيين، الشيء الفظيع بالنسبة لهم أنهم أدركوا في الأسبوعين الماضيين أن معظم الدول العربية لا تحسب حسابهم، ورفضت جامعة الدول العربية إدانة اتفاق السلام بين "إسرائيل" والإمارات، كما طالب به الفلسطينيون، ما دفع القيادة الفلسطينية لوصف الأحداث الأخيرة بأنها طعنة في ظهرها"، حسب قوله.
وأشار إلى أن "الفلسطينيين خسروا المعركة الحالية أمام "إسرائيل"، لكن ليس من الصواب أن تبدي إسرائيل ابتهاجا بكبريائهم المداس، حتى لو وقعت دول أخرى اتفاقيات جديدة مع "إسرائيل"، فإن المراسم الاحتفالية لن تجعل 4.5 مليون فلسطيني يختفون في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المستحيل على "إسرائيل" نسيان وجودهم، لأنه في نهاية اليوم، سيظلون جيران كفار سابا وعسقلان، وليس أبو ظبي والمنامة".
وأكد أنه "من الجانب الفلسطيني، واضح أن هناك حاجة لإعادة تفكير وتجديد عام للقيادة القديمة، حان الوقت لشكرها على فشلها، وتمرير العصا، يحسن أبو مازن صنعا بإعلان إخلاء مكانه في وقت لاحق من حياته، ويحسن أعضاء القيادة، ومعظمهم في العقد الثامن من حياتهم، أن يكفوا عن التمسك بالسلطة، دون مصدر قانوني لذلك، لأنه إذا تدفق أكسجين جديد للنظام الفلسطيني، فقد يكون من الممكن التحدث عن السلام"حسب قوله.