الوقت_ لم تجر رياح خارجيّة الكيان كما تشتهي سُفن مخابراته الصهيونيّة، حيث كشف الإعلام العبريّ، أنّ وزارة خارجيّة الاحتلال تقاتل لإيجاد مكان لها على طاولة المفاوضات مع دولة الإمارات، بعدما كلف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو رئيس المخابرات، "يوسي كوهين"، وسفير الاحتلال لدى واشنطن، جلعاد أردان، بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات، ما أشعل نار الخلاف بين الموساد ووزارة الخارجيّة، لذلك تأخر سفر الوفد الصهيونيّ إلى أبو ظبي.
تسابق تل أبيب وأبو ظبي الزمن لحبك خيوط اللعبة السياسيّة المشتركة بعد إعلان اتفاق التطبيع بينهما، خاصة مع تصاعد حجم المخاوف بين الصهاينة والإماراتيين، الذين يشعرون بأنّ شيئاً لم يتغير بعد إعلان الاتفاق، لكن الزيارة التي تهدف لمعالجة القضايا الأمنيّة وتهيئة الأجواء والظروف بينهما، تأخرت بسبب خلافات تقاسم الصلاحيات بين المخابرات وخارجيّة الاحتلال.
وفي هذا الصدد، نشبت صراعات داخل الكيان الصهيونيّ، حول تركيبة الوفد الذي سيتوجه إلى الإمارات، وقد أكّد الإعلام العبريّ ذلك موضحاً أنّ تأجيل الزيارة كان بسبب الخلافات حول تقسيم السلطة بين الموساد ومجلس الأمن القوميّ ووزارة الخارجيّة.
وفي هذا الخصوص، أشارت صحيفة "هاآرتس" العبريّة، إلى أنّ ممثلي وزارة الخارجيّة يقومون حالياً بمعاينة المباني في أبو ظبي، لاختيار موقع سفارة العدو هناك.
وحول تفاصيل الصراعات الداخليّة، أوضحت "هآرتس" أنّ العديد من أعضاء المجلس الأمنيّ المصغر "الكابينت"، لا سيما من حزب "أزرق أبيض"، غاضبون بشدة من طريقة المحادثات السرية التي قام بها نتنياهو، من خلال التحايل على وزارة خارجيّة الاحتلال، وتهميش كلاً من وزير الدفاع، "بيني غانتس"، والخارجيّة "وغابي أشكنازي".
وإن نيران الخلاف الذي أشعلها نتنياهو، كانت بسبب عدم اختياره أشخاصاً في الخارجيّة كانوا يعملون لسنوات لتعزيز علاقات الكيان مع الدول الخليجيّة، بل أرسل مساعده المقرّب، رئيس المخابرات، يوسي كوهين، والسفير لدى واشنطن، رون ديرمر، لإجراء المفاوضات، وبيّنت "هاآرتس" إلى أنّ هذه الاتصالات جرت قبل شهرين، منذ أن أمرت الإدارة الأمريكيّة بتأجيل خطة الضم مقابل تطبيع العلاقات بين العدو الغاصب والدول الخليجيّة.
وفي هذا السياق، كلّف رئيس الوزراء الصهيونيّ، بنيامين نتنياهو، رئيس مجلس الأمن القوميّ، "مائير بن شبات"، بتشكيل الوفد، حيث من المتوقع أن يضم الوفد أفراداً من الحكومة وجهاز المخابرات، مع إصرار وزارة الخارجية على أن تكون مشاركة في الوفد الصهيونيّ.
كذلك، بدأ مسؤولون في الكيان الصهيونيّ ودولة الإمارات التي تسمي نفسها بالعربيّة، الأحد المنصرم، العمل على بلورة تفاصيل الاتفاقيات التي تهدف إلى إقامة علاقات دبلوماسيّة كاملة بينهما، وذلك قبل المفاوضات الرسميّة التي ستجرى في الإمارات، وتأجلت بسبب الصراعات داخل حكومة الكيان الغاشم.
ونقلت إعلام العدو عن مسؤولين صهاينة وإماراتيين أنّ مسألة الرحلات الجويّة المباشرة ستكون على رأس جدول أعمال المحادثات المشتركة، وقد قام نتنياهو بنشر سلسلة من مقاطع الفيديو المقابلات بهدف تسويق الخطوة بالتزامن مع اعتراض اليمين على تعليق خطة ضم مستوطنات الضفة الغربيّة لسيادة العدو.
ومما ينبغي ذكره، أنّ الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين العدو والإمارات، جاء بعد اتصال هاتفي ضم الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الصهيونيّ، بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الأسبوع المنصرم.
وذكرت وكالة "وام" الإمارتيّة في حينها، أنّ وفوداً من دولة الإمارات وكيان الاحتلال الغاشم ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع ما أسمتها "اتفاقيات ثنائية" تتعلق بقطاعات شاملة، بينها الأمن والاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة إضافة إلى قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحيّة والثقافة والبيئة، ناهيك عن إنشاء سفارات متبادلة بينهما.
كما أشارت إلى أنّه نتيجة لما أسمته "الانفراج الدبلوماسيّ"، ستتوقف حكومة العدو عن الخطة الأمريكيّة الرامية لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، و نهب المزيد من أراضي الفلسطينيين ووضعها تحت سيادة العدو الغاصب، وسوف تركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربيّ والإسلاميّ، وهذا ما نفاه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بشكل قطعيّ.
ومن الجدير بالذكر، أنّ الخيانة الإماراتيّة قوبلت بتنديد فلسطينيّ واسع من القيادات والفصائل الفلسطينيّة، كفتح وحماس والجهاد الإسلاميّ، حيث عدته القيادة الفلسطينيّة، خيانة إماراتيّة للقدس والمسجد الأقصى وقضية فلسطين، فيما اعتبر الشارع العربيّ والمثقفون العرب أنّ التطبيع خيانة وليس وجهة نظر، وأنّ الاعتراف بالكيان الصهيونيّ هو جريمة بحق فلسطين وشعبها والأمة العربيّة والإسلاميّة، مطالبين بقطع العلاقات بشكل كامل مع النظام الإماراتيّ.