الوقت_ لم يتعلم الكيان الصهيونيّ الغاصب بعد، أنّ لغة التهديد و الوعيد لا تنفع مع المقاومة والشعب الفلسطينيّ، فما جاء على لسان رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، بيني غانتس، من تهديد لقطاع غزة المحاصر بِرَد قويّ، في حال استمر إطلاق البالونات الحارقة والمفخخة باتجاه مستوطنات الاحتلال القريبة من القطاع، لا يعدو كونه زوبعة في فنجان من ناحية ثنيّ المقاومة عن حقوقها المشروعة، وإنّ الكلام الذي نقله إعلام العدو عن نتنياهو، الثلاثاء المنصرم، بأنّ الكيان الغاصب سيجعل المقاومة الفلسطينيّة تدفع ثمناً باهظاً، سيرتد على لا محال على عصابات الكيان نفسها، مهما طغت وتجبرت على هذا الشعب اليتيم.
تهديد واعتداء صهيونيّ
شكلت "البالونات الحارقة" التي طورها الفلسطينيون لردع الكيان الصهيونيّ عن حصاره واعتداءاته، رعباً حقيقاً للعدو بسبب بساطة تصنيعها وسهولة إطلاقها وتسببها بحرائق كبيرة في الأراضي الزراعيّة، وقد بدأ استخدام تلك البالونات الحارقة في الأسابيع الأولى لـ "مسيرات العودة"، حيث تسببت في خسارات قدرت بمليون ونصف دولار أمريكيّ، فيما توقف هذا السلاح لفترة وعاد للظهور من جديد وبقوة هذه الأيام، ولم تفلح قوات الاحتلال بإيجاد منظومة ردع لهذا السلاح رغم محاولاتها الحثيثة.
وفي هذا السياق، توعد وزير الدفاع الصهيونيّ، بيني غانتس، حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، برد قويّ إذا لم تُوقف إطلاق البالونات، بحسب زعمه، وتذرع الكيان الصهيونيّ بتلك القضية ليزيد طين الحياة بلة داخل القطاع المحاصر، حيث أغلق معبر "كرم أبو سالم" المخصص لإدخال البضائع جنوبيّ غزة، وإلى أجل غير مسمى.
وأفادت وسائل إعلام عبريّة، أنّ غانتس وافق على توصية منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق، بإغلاق المعبر الحدوديّ المذكور مع غزة المخصص لإدخال السلع، باستثناء بعض المعدات الضرورية والوقود، وذلك في أعقاب اندلاع أكثر من 30 حريقاً في مناطق الاستيطان بسبب البالونات الحارقة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ عشرات البالونات الحارقة سقطت قبل أيام على بعض البلدات الفلسطينيّة المحتلة، والتي توجد فيها مستوطنات صهيونيّة، محيط قطاع غزة والنقب الغربيّ، أدت إلى اشتعال ما يزيد عن 30 حريقاً في مناطق مفتوحة.
وفي هذا الصدد، رد جيش الاحتلال الصهيونيّ، قبل يومين، بقصف موقع رصد تابع لحركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، شمال القطاع، فيما عبرت مصادر أمنيّة في كيان الاحتلال عن خشيتها من احتمال تدهور الأوضاع الأمنيّة بالقرب من قطاع غزة في الأيام القادمة.
وعلى ما يبدو فإنّ إمكانية اندلاع مواجهة عسكريّة مع العدو الغاشم أصبحت وشيكة، في ظل التصعيد الإسرائيليّ الإجراميّ، وفرض حصار خانق لتجويع سكان قطاع غزة، الشيء الذي دفع بنشطاء المقاومة الشعبيّة إلى توسيع عمليات إطلاق البالونات الحارقة وتطويرها.
وفي تصعيد إرهابيّ خطير، شنت طائرات الاحتلال، فجر الأربعاء الماضي، سلسلة غارات عدوانيّة على أهداف في القطاع، حيث هزت الانفجارات الضخمة غزة بالكامل، مخلفة أضراراً مادية جسيمة، دون وقوع أيّ إصابات.
المقاومة ترد
أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، فوزي برهوم، أنّ الحركة لا يمكن أن تقبل بالحصار على قطاع غزة باعتباره أمراً واقعاً، موضحاً أنّ الشعب الفلسطينيّ والمقاومة الإسلاميّة لن تصمت حيال ذلك، مشيراً إلى أنّ استمرار تصعيد الكيان الصهيونيّ ضد غزة وقصف مواقع المقاومة، يؤكد مضي العدو في سياساته وجرائمه.
وبناء على ذلك، لن يخضع الشعب الفلسطينيّ ومقاومته، للتهديدات الصهيونيّة مهما بلغت حدتها، فقد اختار الفلسطينيون مواصلة طريق النضال والكفاح دفاعاً عن حقوقهم وحرياتهم، ولابد من وضع حد لمعاناة الأهالي داخل قطاع غزة المحاصر من قبل العدو، لتدمير حياتهم وعزلهم، عن أراضي بلادهم المحتلة.
وفي هذا الخصوص، حذرت المقاومة الفلسطينيّة، قوات الاحتلال، الاثنين المنصرم، من مغبة ارتكاب أعمال عدائية ضد الفلسطينيين، من خلال إطلاق رشقة من الصواريخ التجريبيّة تجاه بحر غزة، كنوع من تهديد للعدو من أيّ تصعيد عسكريّ تجاه القطاع المحاصر.
وما ينبغي ذكره، أنّ مجموعات شبابيّة من قطاع غزة، ومن المناطق القريبة من السياج الأمنيّ الفاصل عن مستوطنات العدو القريبة، قامت بإطلاق بالونات حارقة بآلية جديدة، أدت لوقوع العديد من الحرائق فيما تسمى مناطق “غلاف غزة”، الأربعاء الماضي، ونجم عن تلك عمليات، اندلاع نحو 60 حريقاً، يوم الثلاثاء الماضي فقط، وهو رقم قياسيّ لم يسجل من قبل في يوم واحد، حيث أتت النيران على أكثر من 2000 دونم في مستوطنات العدو.
وتشير تقارير إعلاميّة إلى أن سلطات العدو، ستتجه في الغالب لتشديد الحصار بشكل أكبر على قطاع غزة، من خلال فرض حصار بحريّ، إما بمنع الصيد أو تقليل مساحته.
في النهاية، واهم من يعتقد أنّ تهديدات الكيان الصهيونيّ ستأتي بنتائج على الأرض، خاصة بعد إعلان وحدات “أبناء القوقا” عن إدخال الراجمات في عمليات إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة، بالإضافة لما ذكرته وحدات “أحفاد الناصر”، من أنّ ما يسمى غلاف قطاع غزة سيعاني طالما غزة تعاني، وذلك في رد على التهديدات الإسرائيليّة.