الوقت - في تقرير له بعنوان "جهود المعارضة الفنزويلية للتحالف مع إسرائيل عدوّ إيران الکبير"، كتب موقع "بان إم بوست" إنّ التحالف بين غوايدو والکيان الصهيوني، هو تأكيد على المثل الذي يقول: "إن عدو عدوك (مادورو) هو في الحقيقة صديقك".
ثم أفاد الموقع، نقلاً عن تقرير حديث لصحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، أنّ نواباً في الجمعية الوطنية والأفراد المنتسبين لغوايدو شكّلوا جمعيةً إسرائيليةً.
وعقد ما يسمى بتحالف "رابطة حلفاء إسرائيل في البرلمان الفنزويلي" جلسته الافتتاحية الأولى يوم الاثنين 27 يوليو، ووقع 20 عضوًا في الجمعية من مختلف الأحزاب السياسية بيانًا يدعو إلى فتح سفارة فنزويلا في القدس.
لقد قطع الرئيس الفنزويلي السابق "هوغو شافيز" العلاقات الدبلوماسية مع الکيان الإسرائيلي خلال حرب غزة عامي 2008 و2009، تضامناً مع الفلسطينيين .ومع ذلك، اعترف الکيان الصهيوني تبعاً لأمريكا بغوايدو كرئيس شرعي لفنزويلا، وفي هذا السياق، عين خوان غوايدو الحاخام "بانشمز برينر" سفيراً لفنزويلا في فلسطين المحتلة، في أغسطس 2019.
ووفقًا لهذا التقرير، في أواخر عام 2019، سافر وزير خارجية غوايدو "خوليو بورخيس" أيضًا إلى الأراضي المحتلة لحضور مؤتمر مؤسسة حلفاء الکيان الصهيوني.
ويتابع هذا الموقع، أن "عمر غونزاليس مورينو" نائب رئيس حزب معارضي "16 يوليو" في فنزويلا، وهو أحد قادة الائتلاف الإسرائيلي، قال إن حزبه في البرلمان "يعتبر العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل أولويةً".
کما رحَّب "جوز هاماير" الخبير في شؤون الأمن الدولي والمدير التنفيذي لمركز "المجتمع الحر والآمن"، بالائتلاف الجديد بين "إسرائيل" وأتباع غوايدو، وقال: "على الرغم من تأخر هذه الخطوة، إلا أنها كانت خطوةً جيدةً. إنه خبر سار بأن يقترب غوايدو من إسرائيل، العدو الرئيس لإيران في الشرق الأوسط(غرب آسيا)".
وإذ شدد على العداء بين الکيان الصهيوني وإيران، أضاف: "إنّ إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي دولة تواجه باستمرار النفوذ الإيراني. غوايدو يحتاج إلى تحالف دولي قوّي للقضاء على الوجود الإيراني في فنزويلا".
وأكد هاماير أنّ العلاقات بين غوايدو والکيان الصهيوني، وخاصةً في مجال المخابرات والأمن، يجب أن تصبح "ملموسةً".
وبينما شدد على ضرورة التعاون بين غوايدو والکيان الصهيوني ضد حزب الله، أوضح: "أنّهم بحاجة إلى تبادل المعلومات حول وجود حزب الله في فنزويلا، ويكتسبون بطريقة ما فهماً جيداً لوجود إيران هناك. حلفاء مادورو الرئيسيون خارج المنطقة هم إيران وروسيا والصين، وأعتقد أنه ينبغي على غوايدو أن يتحالف مع أعدائهم الرئيسيين".
ثم أكد هذا المحلل على التعاون بين الکيان الصهيوني وحكومة غوايدو المزعومة، وأضاف: إنّ "إسرائيل" يمكنها تقديم المزيد من المعلومات حول وجود إيران في غرب آسيا، واكتساب فهم أفضل لكيفية اختراق إيران لأجزاء أخرى من العالم.
کما وعبَّر هاماير عن قلقه بشأن التحالف الإيراني – الصيني، وقال: "هذه قضية مهمة للمناقشة في الظروف الحالية. يجب أن يتحالف غوايدو أيضاً مع أعداء الصين الرئيسيين، مثل اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية".
وبعد الإشارة إلى هذه الأمور، قال "تذكروا هذه العبارة بأن عدو عدوك هو صديقك، وهذا ما وحَّد روسيا والصين وإيران وفنزويلا. ويجب علی غوايدو أن يفعل الشيء نفسه".
ووفقًا للتقرير، وقعت "ماريا كورينا ماتشادو" المنسقة الوطنية لحزب المعارضة الفنزويلية، على اتفاقية تعاون مع حزب الليكود في الکيان الصهيوني قبل أيام قليلة، والتي تتضمّن "القضايا السياسية والأيديولوجية والاجتماعية، وكذلك التقدم في مجال موضوعات تتعلق بالاستراتيجية والجيوسياسية والأمن".
وفيما يتعلق بالأهداف المناهضة لإيران التي يتبناها هذا التحالف، قال هذا الحزب المعارض إن اتفاق التعاون بين الکيان الصهيوني والمعارضة الفنزويلية يبعث برسالة واضحة إلى حكومة مادورو وشعب فنزويلا والعالم، بشأن تعزيز العلاقات مع الحلفاء الاستراتيجيين في مواجهة تهديدات مثل إيران.
يشار إلی أن الإدارة الأمريكية فرضت منذ فترة طويلة عقوبات على فنزويلا بهدف الإطاحة بحكومة الرئيس نيكولاس مادورو، كما مارست ضغوطاً على دول مثل كوبا وروسيا التي تتعامل مع فنزويلا.
ولإحداث الفوضى في فنزويلا، اعترفت أمريكا بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو كرئيس لهذا البلد.
ويحاول غوايدو الاقتراب من الکيان الصهيوني في الوقت الذي فشلت فيه جميع جهوده ضد حكومة مادورو حتى الآن، وحتى أن المسؤولين الأمريكيين يقولون في دوائر خاصة إن فشل الحكومة الأمريكية في الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، تسبّب في خيبة أمل البيت الأبيض.