الوقت- عقد عدد من الخبراء السياسيين اجتماعاً سياسياً متخصصاً لدراسة أبعاد "زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى إيران والاتفاقات التي تم التوصل إليها" في مؤسسة "أنديشة سازان نور". وفي هذا الاجتماع، ركز الخبراء في القضايا الإقليمية والدولية على الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" إلى إيران، وناقشوا الأبعاد المهمة لهذه الزيارة.
السفير الإيراني السابق في العراق؛ حكومة "الكاظمي" تسعى لتطوير العلاقات مع إيران
في بداية هذا الاجتماع وهذا اللقاء استعرض "حسن داني فر" الخبير الإقليمي والسفير الإيراني السابق في العراق أبعاد العلاقات الإيرانية العراقية. وبيّن "داني فر" أن "طول الحدود المشتركة بين البلدين يبلغ الف و400 كيلومتر وتربط بينهما اواصر تاريخية ودينية وثقافية واجتماعية جعلت العلاقات بين البلدين مستدامة ومتنوعة و انها ستستمر في ظل الظروف التي تسود المنطقة".
وأضاف أن "الكاظمي كونه رجل سياسي يدرك أهمية العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الايرانية وجمهورية العراق ويحاول الحد من الأثار السلبية على العلاقات الثنائية". وبشأن الزيارة التي سيقوم بها "الكاظمي" لكل من امريكا وايران والسعودية اوضح السفير الايراني السابق، أن "الكاظمي يعمل على ايجاد التوازن في العلاقات مع ايران بحكم الجوار كما ان ايران ترغب في تعزيز علاقاتها مع العراق في مختلف المجالات وتعمل على تنويعها ونأمل ان تستمر العلاقات القوية بينهما لتصل الى ما يتطلع البلدان". واضاف أن "العراق یرغب في توطيد علاقاته مع هذه الدول الثلاث علما باهمية دورها الاقليمي لان تحسين العلاقات مع هذه الدول الثلاث يترك تاثيرا على القضايا الداخلية في العراق ومن هذا المنطلق قد يطرح رئيس الوزراء العراقي اقتراحا او مشروعا".
وحول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين ايران والعراق اوضح "دانايي فر"، ان "العراق يعتبر احد اهم مستوردي السلع الايرانية ويحتل المرتبة الاولى او الثانية في هذا المجال"، معربا عن امله في تعزيز العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر. وتابع قائلا انه "ورغم هناك بعض المشاكل بما فيها تفشي فيروس كورونا انعكس سلبا على العلاقات الاقتصادية بين ايران والعراق وادى الى اغلاق المعابر الحدودية المشتركة، الا ان العراق يستحوذ على أعلى حصة من الصادرات الايرانية ومن المؤمل ان يزداد حجم صادراتنا الى العراق بفضل الجهود التي تبذل في الحدود المشتركة والتي ساهمت في اعادة فتح بعض المعابر الحدودية".
وفي جانب اخر من الحوار، تطرق السفير الايراني السابق الى اهمية الاستثمارات المشتركة بين ايران والعراق وقال، ان "العائدات المترتبة على هذه الاستثمارات تعتمد على شكلها وبما ان تكاليف انتاج الطاقة بما فيها الماء وتوفير القوى العاملة بمن فيهم المهندسين في العراق تكون عدة اضعاف تكاليفها في ايران، فان افضل الاستثمارات المشتركة للعراق ستكون مع ايران ويمكن نقل العوائد والارباح المترتبة عليها على اساس حصة الجانبين".
وحول حجم التبادل الاقتصادي بين ايران والعراق اوضح، "يمكن تعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين ليبلغ 20 مليار دولار خلال العامين او السنوات الثلاث المقبلة". وعلى صعيد متصل، قال السفير الايراني السابق في العراق، إن "الأمريكيين أرادوا كسب المزيد من السيطرة على أمن العراق من خلال توسيع الشروخ الاجتماعية"، مؤكداً ان الولايات المتحدة، التي زعمت ذات يوم أنها جاءت إلى العراق لإرساء الأمن فيه، علقت الآن في حالة من انعدام الأمن لأن الأمريكيين هم الذين خلقوا المجموعات إرهابية في العراق، بما في ذلك داعش، وقد اعترفوا بذلك لاحقًا. وأوضح "دانائي فر"، أن الحكومة في العراق حكومة أحزاب، لذلك لا يمكن لأي رئيس وزراء أن يمضي قدما في مهامه بدون الحصول على تأييد الأحزاب، حتى إن لم تمتلك الأحزاب حصتها أو لم يكن لديها مطالب. وما يوجد في العراق هو "التفاهمات النسبية" والتي تتوفر تقريبا بشأن "الكاظمي".
وأضاف السفير الايراني السابق بالعراق، أنه قد يتحول موضوع خروج القوات الأميركية إلى موضوع معقد يثير تحديات جديدة، ولكن يبدو أنه في العراق تم تجاوز هذا الموضوع، وسوف يغادر الأميركان بالتالي الأراضي العراقية. إلا أنهم بصدد التوقيع على إتفاقية إستراتيجية جديدة مع العراق بدلا من الإتفاقية السابقة، وسيسعون لأن تكون هذه الإتفاقية ذات أبعاد إقتصادية – سياسية – أمنية ويخفضوا من جوانبها العسكرية.
وفيما يتعلق مكانة قوات الحشد الشعبي العراقية في حكومة "مصطفى الكاظمي" الحالية، قال السفير الإيراني السابق في العراق: "قوات الحشد الشعبي هي قوات مسلحة عراقية رسمية، وعلى الرغم من أن المقاومة الشعبية تصر على الانسحاب الأمريكي من العراق، ولهذا فإنه يمكن القول أن قوات المقاومة والشرطة والحشد الشعبي، هم الأمل الوحيد لأبناء الشعب العراقي لإخراج القوات الأجنبية والأمريكية من بلادهم".
"سيد أفقهي"، الخبير في شؤون الشرق الأوسط؛ رد إيران على الولايات المتحدة حق شرعي لطهران
كان "سيد رضا سيد أفقهي"، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أحد المتحدثين في الاجتماع الخاص الذي عُقد في مؤسسة "أنديشة سازان نور" لدراسة أبعاد زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران. وفي هذا الاجتماع، أشار الخبير في الشؤون الإقليمية إلى الفرص والأرقام والإحصاءات المتعلقة بالعلاقات الإيرانية العراقية وقال: "كما ذكر الرئيس الإيراني، فإن اهتمام إيران هو زيادة التجارة بين الجانبين حتى تبلغ 20 مليار دولار".
وأضاف "أفقهي": "بالنظر إلى علاقات الكاظمي الخاصة مع الأمريكيين، فإنه يمكن القول أن زيارة هذا الاخير لطهران حملت العديد من الرسائل، قيل بعضها في تصريحات علنية أو في جلسات خاصة. وعلى سبيل المثال، شدد رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحفي على عدم التدخل في العلاقات بين البلدين وهذا البيان له معنى عميق، خاصتاً وأن كلا من الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة اتهمت إيران في السابق بالتدخل في العراق".
ووفقاً لـ"أفقهي"، فلقد شدد "مصطفى الكاظمي" على دور إيران في محاربة داعش في نفس المؤتمر الصحفي، لكنه ذكر على الفور أن العراق قد رد الجميل لطهران وساعده في تجاوز بعض مشاكلها الاقتصادية، لكن تصريحات رئيس الوزراء العراقي جاءت في وقت قامت فيه طهران بتقديم الكثير من المساعدات لأبناء الشعب العراقي.
وتابع الخبير في الشؤون الإقليمية والشرق أوسطية: " ومع ذلك فإن زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران كان لها الكثير من التداعيات السياسية، وكان لها العديد من النقاط المهمة، من بينها تلك التي أشار إليها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية خلال لقائه برئيس الوزراء العراقي. حيث ذكر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ذلك الاجتماع، أن الولايات المتحدة لا تهتم بمن هو رئيس الوزراء، وربما نقل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية من خلال كلماته هذه، رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي مفادها أن الولايات المتحدة ستضحي بك إذا أرادت، وسوف تقوم باختيار رئيس وزراء جديد ليّحل مكانه من عامة الشعب".
ووفقًا لـ"أفقهي"، فإن ذروة مناقشة قائد الثورة الإسلامية في ذلك الاجتماع مع رئيس الوزراء العراقي، كانت تتمحور حول استشهاد اللواء الحاج "قاسم سليماني"، حيث قصد قائد الثورة الإسلامية أن إيران ليس لديها مشكلة مع من ينتخبه الشعب العراقي، ولكنها لديها مشكلة مع تصرفات الأشخاص وبعض القيادات العراقية التي تخضع لجمع أوامر القيادة الأمريكية وفي إشارة إلى استشهاد اللواء "سليماني"، شدد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على ضرورة الرد على الولايات المتحدة.
وشدد الخبير في الشؤون الإقليمية على أنه يجب أن نلاحظ أن الهجوم على قاعدة عين الأسد لم توفّي ثمن دم اللواء سليماني، وعلى الرغم من أن "الكاظمي" قال أيضًا:" لن نسمح لأي دولة أن تقوم بتهديد إيران من أراضينا"، ولكن يبقى السؤال ما إذا كان القادة العراقيون عمليًا يمكنهم منع العدوان الأمريكي المحتمل على إيران؟، وهل يمكن للقادة العراقيين دخول القواعد العسكرية الأمريكية في العراق؟، لذا تصر إيران على الرد على الولايات المتحدة، والذي تعتبره حق من حقوقها القانونية والمشروعة.
وواصل "افقهي" بطرح أسئلته، حيث قال: "السؤال الآن، إذا أردنا الانتقام لحادثة اغتيال اللواء سليماني من العراق، فما هو موقف الحكومة العراقية ورئيس الوزراء؟ لا تزال قضية دور الكاظمي الذي كان في ذلك الوقت رئيس الوزراء الفعلي للعراق في حادثة استشهاد اللواء سليماني، مفتوحة، ولكن جمهورية إيران الإسلامية تخطت هذا الخط الأحمر لصالح البلدين، على الرغم من أن القضية لا تزال مفتوحة وقيد التحقيق. في الواقع، يجب أن نعلم أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، في لقائه مع رئيس الوزراء العراقي، حدد الخط الذي يتجاوز العلاقة الإيرانية العراقية، وهو موضوع رد إيران المشروع على الولايات المتحدة.
الدكتور "زارعي" رئيس مؤسسة "أنديشة سازان نور"؛ دور إيران في العراق هو من أجل تقوية السيادة والاستقلال السياسي للعراق
المتحدث التالي في الجلسة الخاصة حول زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران كان سعد الله زاري ، خبير في شؤون الشرق الأوسط ورئيس معهد أبحاث مفكري نور.
كان الدكتور "سعد الله زارعي"، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ورئيس مؤسسة "أنديشة سازان نور"، أحد المتحدثين في الاجتماع الخاص الذي عُقد في مؤسسة "أنديشة سازان نور" لدراسة أبعاد زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران. وفي هذا الاجتماع، ناقش الدكتور "زارعي" مسألة الاستقرار السياسي العراقي وقال: "على الرغم من أننا نسمع أخباراً من العراق حول عدم الاستقرار والحكومة المفلسة، إلا أنه عند مقارنة العراق بمصر أو ليبيا أو السودان أو العديد من البلدان الأخرى التي خضعت للتغيير على مدى العقد الماضي، نجد أن هذا البلد أكثر استقرارًا، وعلى الرغم من أن العراق واجه الكثير من التهديدات الأمنية وكان حتى تحت الاحتلال الأجنبي منذ عام 2003 وحتى عام 2011 وفي عام 2014، فقد ما يقرب من 60 في المائة من أراضيها بسبب الهجمات الإرهابية، إلا أنه تمّكن من استعادتها بدعم من قوات محور المقاومة وجمهورية إيران الإسلامية.
وفي السياق نفسه، قال الدكتور "زارعي": "العديد من دول المنطقة التي تغيّرت خلال العقد الماضي، مثل مصر وليبيا، لم تتمكن بعد من تحقيق الاستقرار الضروري واللازم. وعلى سبيل المثال، تواجه الجزائر والسودان العديد من التهديدات الأمنية، في حين أن العراق لديه أسباب أكثر لعدم الاستقرار بسبب الفسيفساء العرقية، لكنه اليوم تمّكن من تشكيل حكومة شرعية بتوافق داخلي، لذلك نحن نواجه عراقًا أكثر استقرارًا، حيث أصبح بقدور التّجار ورجال الاقتصاد الإيرانيين من القيام بالعديد من الصفقات التجارية مع الجانب العراقي".
ووفقاً لرئيس مؤسسة "أنديشة سازان نور"، كانت رسالة زيارة "الكاظمي" لإيران، هي أن إيران تواصل دعم استقرار العراق وتواصل دعم الحكومة المنتخبة في بغداد، وقد انعكست هذه الرسالة واتضح أن "الكاظمي" واجه قيودًا منعته من الاتصال مع قادة إيران خلال الفترة الماضية.
وأضاف الدكتور "زارعي": "فيما يتعلق بمسألة الاستقلال، التي يطلق عليها في العراق السيادة، فإن هذا الاستقلال أو السيادة قد يُعتبر أحيانًا معارضًا لجبهة المقاومة، ولكن هذا ليس هو الحال كما أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ولهذا ينبغي القول أن إيران تدعم سيادة العراق واستقلاله السياسي، وقد أظهرت إيران خلال الفترة الماضية أنها كانت دائما على رأس الدعمين لاستقلال العراق في تشكيل حكومته وفي حل صراعاته العرقية والدينية الداخلية".
وشدد رئيس مؤسسة "أنديشة سازان نور" على أن: "دور إيران في العراق دور يقوي السيادة العراقية وليس معادٍ للسيادة لأن الأمريكيين مناهضون للسيادة العراقية وكما قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، إن العلاقة بين إيران والعراق هي مثل العلاقة بين أخوين ولهذا فلقد قال لرئيس الوزراء العراقي، أنظر إلى نفسك في إيران أنك مع إخوانك. لذلك، فإنه في داخل إيران، يجب أن نلاحظ أن طهران هي مؤسس السيادة العراقية والاستقلال السياسي".
وأضاف الدكتور "زارعي": "القضية الأخرى في مسألة تقوية ودعم إيران لسيادة العراق، هي أنه لم يتم تحقيق هذا الهدف نظريًا فحسب، بل أيضًا من حيث الأسلوب والتقنية، والجميع يعلم أن الأمريكيين يضغطون على العراق لقطع العلاقات مع إيران. ولطالما أصر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على ضرورة معرفة الأمريكيين، لكن إيران لم تكن أبداً عقبة في تحديد مسار العراق، والعراق حر في اختيار طريقه".
وأشار الدكتو "زارعي"، إلى مصادقة البرلمان العراقي على ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلد، وقال: إن "الهدف من هذا القرار على الخصوص هو القوات الأميركية، لأنه وبشكل عملي ليس لدى أي دولة أخرى قوات في العراق ما عدا أمريكا". وبيّن أن قضية خروج أمريكا وكيفية إدراتها مدرجة على أعمال المسؤولين العراقيين، مضيفاً بالقول: "منذ المصادقة على هذا القرار، كان الأميركان ومن خلال اقتراح حزمة إقتصادية وسياسية وأمنية بصدد تهميش قضية الخروج من العراق تحت إطار المفاوضات." وأوضح أن الأمريكيين اقترحوا جملة من الحوافز الإقتصادية للعراق وقد تم تنظيمها بشكل يجب على الجانب العراقي ان يقدم إمتيازات في القضية الأمنية في مقابلها، لكن وخلافا لتحليلات الأمريكيين فإن خروجهم من العراق هو مطلب شعبي جاء بسبب أداء القوات الأمريكية في الساحة العراقية، حيث تحول خروجهم من البلد إلى قضية مرتبطة بسمعة الشعب وكرامته، فعندما استهدف الأمريكيين في المطار القيادي البارز في الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" برفقة اللواء "سليماني"، التفت العراقيون إلى أن الأمريكيين لا يمكنهم ان يضمنوا الأمن، بل تحولوا هم إلى عنصر مخل بالأمن.
وصرح الدكتور "زارعي" أن الأمريكيين يمارسون الضغط على الحكومة العراقية، وقد يكون الأمريكيين بصدد كسب الوقت أي أن يطلبوا من الحكومة العراقية مهلة سنة لخروجهم. وبعد الحصول على المهلة، يماطلون بالخروج في ظل الأحداث المستقبلية ويهمشون القضية الأساسية. وأردف أن الأمريكيين يرغبون بأن يكون موقف الوفد العراقي ضعيفا وأن يكون مفتقدا لتواجد قوى المقاومة.
وبشأن مستقبل العراق، رأى هذا الخبير الإستراتيجي الدكتور "زارعي"، أن الأوضاع في العراق تسير نحو الإستقرار، وستتولى الأمور حكومة قوية، ولا ينبغي ان ننسىى أن تجربة العراق في الديمقراطية 16 عاما فقط، وقد تمكن العراق خلال هذه الفترة من تجاوز أزمتي الإحتلال و"داعش" وأن يجري الانتخابات من مختلف التحالفات والمكونات العرقية والتي تمكنت من تشكيل الحكومة، كل ذلك يشير إلى قوة العراق واستقراره، والبعض لا يرون ذلك ومع كل حادث يتصورون أن العراق يواجه أزمة. ولكن كلما مضى العراق إلى الأمام، يزداد قوة واستقرارا وستستمر على هذه الوتيرة في المستقبل.
وفي الختام شدد الدكتور "زارعي"، على أن العراق في الوقت ذاته يعتبر سوق جيد بالنسبة لإيران، فالحكومة المستقرة في العراق مهمة جداً لتحقيق ذلك، ولفت إلى أن الجانبان تباحثا حول الاحتياجات الأساسية قصيرة الأجل والبنية التحتية في علاقاتهما في المجال الاقتصادي. وأكد بأنه لا إيران مدينه للعراق ولا العراق مدين لإيران، ولكن العلاقات الثنائية هي التي ستستمر بين كلا الجانبين وسوف تصب في مصلحة الطرفين.
"ميرابيان" الخبير في شؤون الشرق الأوسط؛ لا يمكن لإيران أن تتسامح مع الوجود الأمريكي في العراق
"رضا ميرابيان"، الخبير في القضايا الإقليمية وشؤون الشرق الأوسط، كان أحد المتحدثين في الاجتماع الخاص الذي عُقد في مؤسسة "أنديشة سازان نور" لدراسة أبعاد زيارة رئيس الوزراء العراقي لإيران. وفي هذا الاجتماع، قال الخبير في الشؤون الإقليمية: "إن إيران لم تتدخل في تشكيل الحكومات العراقية منذ عام 2003 وحتى الأن ولقد أعلنت دوما أن كل من ينتخبه أبناء الشعب العراقي ستوافق عليه جمهورية إيران الإسلامية. لأنه لدينا تجربة مريرة من ماضي العراق، وعدم استقراره والفوضى التي اجتاحت العديد من المدن العراقية وانعدام الأمن وخلق فراغ أمني وسياسي في الحكومات العراقية السابقة كان له تأثير سلبي على الاوضاع في إيران".
ووفقاً لـ"ميرابيان"، فقد أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في لقائه مع رئيس الوزراء العراقي أنه لا يمكننا تجاهل الوجود الأمريكي في العراق وأننا نقف وندعم عراق قوي وآمن ومستقر. إن تركيز المرشد الأعلى مؤخراً على حقيقة أن العراق غير مستقر وغير آمن كان له تأثير سلبي على إيران، وذلك لأن طهران لن تتمّكن من تصدير البضائع إلى العراق بشكل جيد ولن يكون لها علاقات اقتصادية جيدة مع العراق. لذلك، فإن عراق مستقر وآمن هو في مصلحة إيران. لذلك، دعمت إيران دائمًا سيادة العراق وقالت أنه لا يمكنها تجاهل الوجود الأجنبي في العراق، وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء العراقي شدد على أنه لن يسمح بأن تكون العراق مكان للهجوم على إيران، إلا أن حادثة اغتيال الشهيد اللواء "قاسم سليماني" بأيادي أجنبية، أثبتت أنه لا يمكن للعراق أن يتمتع باستقلال كامل وأمن في ظل وجود القوات الأجنبية على أراضيه. لذلك، كل تركيز إيران ينصب على أمن واستقرار العراق.
وأضاف الخبير في شؤون الشرق الأوسط قائلاً، إن "إلغاء زيارة رئيس الوزراء العراقي للسعودية لا يمكن أن يكون بدون أهمية سياسية، لأنه لم يتم الوفاء بأي من وعود السعودية للعراق، حتى منذ عهد "حيدر العبادي" رئيس الوزراء العراقي السابق. لذلك، لا يمكن مقارنة سلوك إيران مع العراق بسلوك جيرانها الآخرين مثل المملكة العربية السعودية، وذلك لأن جمهورية إيران الإسلامية تواصل التأكيد على سيادة العراق واستقلاله، ولكن لا يمكنها أن تغض الطرف عن الوجود الأمريكي في العراق والتحركات اليومية التي تقوم بها القوات الأمريكية في العديد من المدن والمناطق الحدودية العراقية، لأن وجود دولة معادية بالقرب من حدود إيران قد يضّر بمصالح إيران الوطنية.