الوقت-قال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، إن "المجلس الرئاسي لا علاقة ولا علم له بزيارة المفكر الفرنسي المُلقب هنري برنارد إلى ليبيا".
وأضاف في بيان، أنه لم يتم التنسيق مع المجلس بشأن الزيارة، لافتاً إلى أن "المجلس اتخذ إجراءاته بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها".
وأكد المجلس على اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق "كل من يدان بالتورط، مشاركاً أو متواطئاً في هذا الفعل الذي يعد خروجاً على الشرعية وقوانين الدولة".
وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن مسلحين اعترضوا في مدينة ترهونة شمال غرب ليبيا موكب الفرنسي برنارد ليفي الملقب بعراب "الربيع العربي".
وانتشرت مقاطع فيديو قال ناشروها إنها توثّق لحظة اعتراض مسلحين موالين لحكومة الوفاق الوطني موكب ليفي الذي حضر إلى ترهونة تحت حماية سيارات أمنية تابعة لوزارة الداخلية.
وتسببت أنباء وصول ليفي، إلى مدينة مصراتة شمال غرب ليبيا في جدلٍ واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت وسائل إعلام ليبية بأن زيارة ليفي تشمل إضافة إلى مصراتة كلا من مدينتي الخمس وترهونة، حيث يتوقع أن يلتقي بالقيادات العسكرية والسياسية المحلية في هذه المناطق.
وكان ليفي قد ظهر في ليبيا عام 2011 إلى جانب قادة المتمردين على زعيم البلاد الراحل، معمر القذافي، ولعب دوراً كبيراً من وراء الستار، حيث استشاره الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، قبل التدخل العسكري في ليبيا.
وحضر ليفي عام 2017 في الاستفتاء الذي نظمّه إقليم كردستان العراق بهدف الانفصال عن بغداد بشكل كامل، حيث ظهر في إحدى الفيديوهات داخل أحد مراكز الاقتراع.
وعُرف ليفي بمواقفه المحرّضة ضد بعض الحكومات العربية، انطلاقاً من تونس ثم ليبيا وانتهاء بسوريا، خاصة أن المذكور متشدد بمواقفه الداعمة لـ"إسرائيل" وقربه من اللوبي الإسرائيلي.
ومع بداية الأزمة في سوريا، أصدر ليفي مواقف عدة دعا فيها إلى تدخل الدول الغربية عسكرياً لقتال الجيش السوري وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وواجه ليفي مواقف محرّجة بعد مواقفه تلك، منها في تونس عام 2014، حيث خرجت احتجاجات عدة على زيارته، كما تنصلّت جهات سياسية عدة من الوقوف وراء دعوته إلى زيارة البلاد.
وأطلق عليه فلاسفة فرنسيون كبار، من أمثال جيل دولوز وأستاذه جاك دريدا والمؤرخ بيار فيدال ناكيه وصف "الخديعة الثقافية"، كما أسماه الفيلسوف كورنليوس كاستورياديس بـ"أمير الفراغ".
وكان لليفي ظهور وسط الحشود في العاصمة الأوكرانية في عام 2013، موجهاً انتقادات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوقت الذي قررت فيه الوكالة اليهودية تقديم مساعدات طارئة وفورية إلى اليهود وتعزيز الأمن في المؤسسات اليهودية في أوكرانيا.
وأظهرت الصور ليفي وهو يلقي خطابًا في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف وسط معارضي الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش، حيث أكد أن أوروبا لن تكون مكتملةً ما لم تنضم اليها أوكرانيا. كما وجّه انتقاداتٍ لسياسة بوتين تجاه أوكرانيا.