الوقت- لا شكّ بأنّ خطة الضم الاسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية هي التحدي الأكبر الذي يواجه الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية على حدّ سواء خلال هذه المرحلة، وأيّ موقف تتخذه الدول سيؤثر على المسار التاريخي للمنطقة، لذلك شعوب المنطقة والعالم تترقب إلى أين ستؤول الأمور، ومن هذا المنطلق دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، السبت، إلى بناء استراتيجية شاملة لإسقاط خطة ضم الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية.
فنّد هنية بنود هذه الاستراتيجية الشاملة وقسّمها غلى ثلاثة أقسام، جاءت على الشكل التالي:
1- تحقيق الوحدة الفلسطينية
لا مناص من الوحدة الفلسطينية على اعتبار أنها الحل الوحيدة لردع الاحتلال الاسرائيلي ومنعه من استغلال الانقسام الفلسطيني الذي لا يخدم سوى العدو الصهيوني الراغب في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وفي ظلّ الانقسام العربي الموجود وانحياز بعض الأنظمة العربية نحو "اسرائيل" واندفاعها للتطبيع معها، لا حل سوى الوحدة التي لمسنا بوادرها قبل أيام ليست بالبعيدة عندما توحّدت حماس وفتح واجتمعا في مؤتمر صحفي مشترك جمع أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، ومن أهم رسائل هذا المؤتمر أن الحل فلسطيني - فلسطيني وان هناك الكثير من النقاط المشتركة بين الحركتين لتذليل العقبات ووضع الخلافات جانباً في هذه المرحلة الحساسة من عمر القضية الفلسطينية، ونأمل أن تمضي هذه الاجتماعات في خطى واثقة في القادم من الأيام لأنه لا شيء يرعب العدو الصهيوني اكثر من الوحدة، لذلك ستتجه اسرائيل لبث التفرقة من جديد في حال رأت خطوات جدية نحو الوحدة بين الفلسطينيين، وهنا لا بدّ من التساؤل عن سبب توجّه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نحو الغرب مجدداً وفتح الباب أم مفاوضات مباشرة مع اسرائيل، هل حقاً هناك بصيص أمل من التفاوض مع الصهاينة الذين قضموا ثلاثة أرباع فلسطين دون أن يهزّ لهم جفن، ماذا يتأمّل محمود عباس من "اسرائيل"، ماذا يمكن أن تقدم له وهي اعتادت أن تأخذ فقط دون أن تقدّم أي شيء.
2- تبنّي المقاومة بكل أشكالها
أثبتت التجارب ان المقاومة هي الحل الوحيد للخروج من أيّ أزمة وأن تبنّي هذا النهج هو الأنجع في ظلّ عدم وجود وحدة عربية وإسلامية حقيقية، حيث تبحث كلّ دولة على حدة عن مصالحها الآنية ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات الدولية ومواقفها السابقة لخدمة مصالحها الحالية، ومن هنا كان لابد للشعوب من ان تقاوم وتتبنى هذا النهج الذي كان مجديا ولايزال ورأينا النتائج بأم العين في كل من لبنان والعراق وفلسطين واليمن، وخيارات المقاومة متنوعة ولا تبحث إطلاقا عن الخراب والدمار واعلان الحرب، وانما هي قوة رادعة لأي دولة أو كيان يريد المساس بسيادة الدول وحقوق الشعوب.
وحول هذا الموضوع لفت هنية، إلى أن "ضربات المقاومة ستكون موجعة للعدو لأننا أمام تحدٍ ومعركة مصير، بل معركة وجود، وأؤكد بأننا رأس الحربة، وماضون في طريقنا نحو التحرير الشامل، وسنستمر في المقاومة حتى نحقق لشعبنا ولأمتنا تطلعاتها وطموحاتها في فلسطين حرة عربية إسلامية إنسانية".
جاء ذلك في كلمةٍ له خلال ملتقى عربي لمواجهة "صفقة القرن" و"خطة الضم"، نظّمته عبر الإنترنت 6 منظمات عربية، بمشاركة أعضاء الأمانات العامة لها، وقادة فصائل فلسطينية، وممثلين عن الاتحادات المهنية العربية.
وأضاف هنية، "نحن أمام تحول خطير في مسار الصراع مع العدو الصهيوني، ينعكس من خلال هذه الخطط الرامية إلى إنهاء كل شيء له علاقة بالكيانية السياسية، والوجود الفلسطيني وحقوق شعبنا التاريخية والجغرافية"، داعيا إلى بناء استراتيجية وخطة شاملة لتحقيق الهدف المحوري لنا في هذه المرحلة، وهو إسقاط خطة الضم وصفقة القرن على طريق تحرير كل التراب الوطني الفلسطيني.
3- بناء كتلة عربية اسلامية تدعم الموقف الفلسطيني
الجميع يعلم أن الكثير من الأنظمة العربية ابتعدت كثيرا عن القضية الفلسطينية، وتنقسم الدول العربية والاسلامية من حيث موقفها من القضية الفلسطينية الى 3 أقسام، قسم ابتعد كثيرا عن القضية الفلسطينية وتآمر عليها وساهم في تمرير "صفقة القرن" واتجه نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي وقطع المساعدات عن الفلسطينيين وحاصرهم وساهم في تجويعهم للخضوع للشروط الأمريكية لكن الفلسطينيين لازالوا يقاومون.
وقسم انشغل بمشكلاته الداخلية والفوضى التي خلقتها الادارة الأمريكية في المنطقة على مبدأ "فرق تسد" والغاية الاساسية اضعاف الامة العربية وإجهاض اي محاولة للوحدة، وهذا ما رأيناه في السنوات الماضية حيث انهارت الجامعة العربية ولم تعد لها اي اهمية، خاصة بعد ان تآمرت هي نفسها على الدول الاعضاء فيها واخراج دول أخرى منها مثل سوريا التي تعتبر من مؤسسيها.
أما القسم الثالث لا يزال يدافع عن القضية الفلسطينية ويدافع عنها في جميع الحالات والظروف والمواقف ولا يغفل على قضية الأمة الأهم، لأن تمزيق القضية الفلسطينية يعني تمزيق جسد الامة العربية والاسلامية، وهذه الدول تعي خطورة ما يحصل لذلك يممت وجهها شطر فلسطين ووضعت الدفاع عنها على سلم اولوياتها.
والملتقى العربي لمواجهة "صفقة القرن" أقامته 6 منظمات هي: المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي ـ الإسلامي، واللقاء اليساري العربي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، والجبهة العربية التقدمية، ومؤسسة القدس الدولية.
ويهدف إلى بحث آليات لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية، و"صفقة القرن" الأمريكية المزعومة.
من جانبه القيادي في حركة حماس د.اسماعيل رضوان قال في تصريح له: فلسطين بحاجة لأكبر تكتل عربي واسلامي يتصدره محور المقاومة لمواجهة خطة الضم وهذه المعركة هي معركة الأمة بأكملها.
ويعتزم الاحتلال الإسرائيلي ضم منطقة غور الأردن وجميع المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة لسيادتها، وهو ما يعادل نحو 30% من مساحة الضفة، وسط رفض فلسطيني وعربي ودولي.