الوقت- شهدت فنزويلا ، التي تضررت بشدة من وطأة العقوبات الأمريكية ، خلال الأيام العشر الماضية ، اضطرابات جديدة وانقلابًا ، ووفقًا للمسؤولين الفنزويليين ، تمكن الجيش الفنزويلي من احباط المنقلبين حتى يتمكن "مادورو" من الاستمرار في الحكم ، وتم تسريب أبعاد كثيرة من هذا الانقلاب حيث اتهم مسؤولون فنزويليون الولايات المتحدة الامريكية وكولومبيا بالتورط مع خوان غوايدو والمشاركة في الانقلاب.
بداية الانقلاب
قبل أن يبدأ الانقلاب ، دعا زعيم المعارضة خوان غوايدو ، الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا قبل ثلاثة أشهر ، في ملف فيديو مدته ثلاث دقائق ظهر فيه مع العديد من الجنود العسكريين ، شعب فنزويلا إلى الإطاحة بحكومة نيكولاس مادورو ، وفي خضم ذلك ، اندلعت موجة جديدة من الاشتباكات في شوارع كراكاس بين المعارضة والقوات الحكومية ، وبعد يوم واحد فقط من هذه الاشتباكات ، أعلن نيكولاس مادورو أن الجيش الفنزويلي هزم الانقلابيون.
وعقب الاحتجاجات الفنزويلية ، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "مع توسع دائرة الاحتجاجات في فنزويلا ، أعد نيكولاس مادورو طائرة للهرب إلى كوبا ، لكن وبناءً على نصيحة الحكومة الروسية ، امتنع عن مغادرة بلاده" ، لكن مادورو نفى هذه المزاعم الامريكية ، وبعد أسبوع من الصراع الفنزويلي ، أعلن مادورو عن اعتقال 13 مسلحاً ، وقال: "كان هناك 13 إرهابياً اعتزموا التسلل الى بفنزويلا عبر الساحل الكاريبي بالتنسيق مع واشنطن للإطاحة بي" ، وأظهر مادورو لوسائل الاعلام بطاقات شخصية تظهر امتلاك هؤلاء لجنسيتين احداهما أمريكية وقال: "إنهم محتجزون الان وقد كانوا على اتصال مباشر مع "جوردان جودرو" العضو السابق في القوات الخاصة الأمريكية والمسؤول عن العمليات".
عملية عسكرية فاشلة
وفقا لتقرير مسؤولين فنزويليين ، خططت مجموعة من 13 مسلحاً مدعومة من واشنطن لدخول الأراضي الفنزويلية عبر الساحل الكاريبي والإطاحة بحكومة هذا البلد ، وان الشخصان اللذان تم الكشف عن هويتهما لوسائل الإعلام من قبل مادورو ، الذي زعم أنهم كانوا على اتصال مع "جوردان جودرو" ، هم "إيرين باري" و"لوك دانمان". جودرو هو عنصر أمريكي متقاعد في القوات الخاصة يدير شركة الأمن الخاصة "سيلفركورب" في فلوريدا ، ثم بث التلفزيون الوطني الفنزويلي اعترافات "لوك دانمان" ، حيث اعترف الأخير بأنه كان على اتصال مع الشركة المذكورة للسيطرة على مطار كاراكاس ، واختطاف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ونقله إلى الولايات المتحدة الامريكية.
وقال في هذا الاعتراف التليفزيوني "انه لقد كلّف بتدريب عدد من الفنزويليين الذين يعيشون في كوبا للسيطرة على بلادهم" ، وقد نفى ترامب ومارك اسبر أي تورط لهما في الانقلاب الفنزويلي ، حيث قال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز قبل ثلاثة أيام: "لا أعرف شيئًا عن ذلك ، ولا أعتقد أن حكومة الولايات المتحدة لعبت دوراً في ذلك" ، وأكد بالقول "إذا كان من المقرر ان نفعل شيئاً في فنزويلا ، فلن يتم ذلك بهذه الطريقة وسيكون مختلفا بعض الشيء ، وأسميها بالضربة العسكرية" ، ومن ناحية أخرى ، أكد جوردان جودرو في حديثه لرويترز علاقته مع الشخصيين الذين تم اعتقالهم في فنزويلا وقال عن ايرين باري ولوك دانمان "لقد عملوا معي ، لقد كانوا من أفرادي".
الأدلة الجديدة
مع مرور الوقت ، نشرت الحكومة الفنزويلية المزيد من الأدلة على تورط الولايات المتحدة الامريكية في الانقلاب الأخير ، كشف وزير الاتصالات الفنزويلي "خورخي رودريغيز" يوم السبت الماضي ، ملفًا صوتيًا لمحادثة بين خوان غوايدو مع جوردان جودرو ، تحدث خلالها غوايدو مع جودرو بشأن عملية تُدعى غيدون في 3 الشهر تهدف إلى الإطاحة بمادورو ، وفي هذا الملف الصوتي ، أعلن غوايدو عن استعداده لتوقيع عقد هذه العملية ، وقبل هذه المحادثات ، قال "إيفه خوان خوسيه راندون" ، أحد مستشاري خوان غوايدو ، إنه وقع عقدًا لمهاجمة فنزويلا ، لكن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق نهائي أبدًا ، ولم يبد غوايدو أي رد فعل على هذا الادعاء ، وعلى الرغم من إنكار تورط مسؤولي البيت الأبيض في الانقلاب ، نشرت صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس الماضي وثيقة من 42 صفحة ، تفيد بان: "زعماء المعارضة الفنزويلية وقعوا عقداً مع شركة الأمن الأمريكية الخاصة "سيلفر كورب" للإطاحة بحكومة نيكولاس مادورو ، حيث يظهر توقيع خوان غوايدو على هذه الاتفاقية بوضوح".
ووفقاً للمستندات التي تم نشرها من قبل واشنطن بوست ، وقع قادة الأحزاب الفنزويلية الستة المعارضة عقدًا بقيمة 213 مليون دولار مع شركة الأمن الصغيرة سيلفر كورب في فلوريدا في أكتوبر 2019 ، وقبل ثلاثة أيام ، ذكرت صحيفة ديلي ميل: "يبدو أن جوردن جودرو ، ورئيس الانقلاب الفاشل في فنزويلا والعضو السابق في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي ، لديه تاريخ من الحماية الأمنية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وقد شوهدت صوره في أفلام عن حضور دونالد ترامب في مسيرة في أكتوبر 2018 وهو يتكلم بالهاتف" وكشف التقرير أيضًا أن جودرو قد بحث فكرة هذا الانقلاب في فنزويلا بعد اجتماعه مع كيت شيلر ، حارس ترامب الشخصي ، مع أحد المليارديرات ، ووفقًا للتقرير ، "التقى كلاً من غودرو وشيلر أيضًا مع ليستر تولدو ، منسق المساعدات الإنسانية لخوان غواديو في ميامي".
ومن ناحية أخرى ، كشفت وزارة الدفاع الفنزويلية في الأيام الأخيرة عن أدلة تؤكد تورط كولومبيا في الانقلاب الأخير ، وقد أعلن الجيش الفنزويلي يوم أمس أنه قام بتوقيف ثلاثة قوارب كولومبية خفيفة ومدرعة تقطعت بها السبل على نهر أورينوكو ، ويقال أنه تم التخلي عن هذه القوارب بدون طاقم ، وفي أعقاب هذه الأحداث ، أعلنت الحكومة الفنزويلية أنها تعتزم مقاضاة كولومبيا في محكمة لاهاي بسبب انتهاك كولومبيا ميثاق الأمم المتحدة ، ومع ظهور المزيد من الأدلة ، نفت الحكومة الأمريكية مرة أخرى تورطها في الانقلاب الفنزويلي.
وفي تغريدة على موقع تويتر يوم أمس قال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "إن إدارة واشنطن لا علاقة لها بالأحداث الأخيرة في فنزويلا ، وان الادعاءات التي تم تداولها لا اعتبار لها ، فإذا كانت هذه العملية مخطط لها من قبل الولايات المتحدة ، كما ادعى مادورو ، فستكون واضحة ومباشرة وفعالة" ، هذا في حين ان وزارة العدل الأمريكية أدانت نيكولا مادورو في الشهر الماضي والعديد من المسؤولين الحكوميين ، بالتآمر وتنظيم جماعات إرهابية بهدف تهريب المخدرات ، وأصدر مايك بومبيو بيانًا أعلن فيه أن الوزارة مستعدة لدفع 55 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أعضاء شبكة تهريب المخدرات هذه ، وأكد أنه تم تخصيص 15 مليون دولار من هذا المبلغ لاعتقال مادورو.