الوقت-تحاول المملكة العربية السعودية على عكس مزاعم وقف إطلاق النار، من خلال مواصلة هجماتها الجوية والبرية على اليمن، إيجاد طريقة للتعويض عن خسائرها من خلال نشر فيروس كورونا في البلاد.
بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق النار في المناطق التي تشهد صراع عسكري، بما في ذلك اليمن، لمكافحة هذا الفيروس الفتاك. وقد كانت هذه الدعوة تمثل أهمية مضاعفة لليمن، حيث تتعرض لهجوم مستمر من التحالف السعودي الإماراتي المعتدي ومرتزقته لأكثر من خمس سنوات.
وبالإضافة إلى ذلك، وبسبب الحصار طويل الأمد ضد اليمن، فإن أكثر من 80 في المائة من سكان البلاد كانوا منذ فترة طويلة على حافة المجاعة وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، مما يزيد بطبيعة الحال من الإصابة بفيروس كورونا في ظل الافتقار إلى الأدوية واللقاحات، حيث يُعدّ تعزيز النظام الغذائي أحد أكثر الطرق فعالية للحد من مخاطر هذا الفيروس المميت والقاتل.
وأعلن تحالف العدوان في بداية الأمر وقف إطلاق النار من جانب واحد، مما خلق الانطباع بأنه رحّب بطلب الأمين العام للأمم المتحدة وممثله في اليمن لإقرار وقف شامل لإطلاق النار وتسريع المساعدات الإنسانية.
لكن مع مرور الوقت، تبين أن وقف إطلاق النار هذا كان خدعة لا أكثر، ووفقا لتصريحات المتحدث باسم أنصار الله، حصلت 57 غارة جوية وحوالي 500 غارة جوية منذ إعلان وقف إطلاق النار من قبل قوات التحالف السعودية والإماراتية الآثمة.
ولعل السؤال الأول الذي يطرح نفسه هو ما سبب إصرار التحالف على استمرار العدوان رغم هزائمه المتزايدة في اليمن، ولماذا لا تتراجع السعودية من التعرض للمزيد من الأضرار وتنسحب من المستنقع اليمني؟
هناك عدة أسباب محتملة لذلك: أولاً، تشير الأدلة المتاحة إلى أن المملكة العربية السعودية تنظر الى تفشي فيروس كورونا في اليمن، على عكس الأمم المتحدة، على أنه فرصة وليست تهديد. ويقول مسؤولو أنصار الله إن هناك أدلة كثيرة تشير على أن السعودية تحاول نشر كورونا في اليمن، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله، حتى تتمكن من إيجاد طريقة للتعويض عن خسائرها.
وثانيا، تتعرض السعودية وشخص محمد بن سلمان لانتقادات واسعة من داخل الأسرة الحاكمة نظرًا لتزامن حرب اليمن مع تولي الأمير محمد السلطة داخل البلاد، إذ يخشى الأمير من تزايد الإعتراضات الداخلية بعد انتهاء الحرب خاصة وأنها لم تُحقق أي إنجاز يُذكر، لا سيما وأن أزمة تولي العرش لا تزال قائمة في الأسرة السعودية، كما أن تزامُن هذه القضايا مع أزمة إنهيار أسعار النفط، زاد من شدة الإعتراضات ونطاقها. وفي مثل هكذا ظروف، يبدو أن الجناح الحاكم بقيادة محمد بن سلمان ينظر إلى الحرب اليمنية كأداة لإبراز الأزمة الداخلية.
بالإضافة إلى ذلك، كان العدوان العسكري السعودي الإماراتي على اليمن مصحوبًا منذ البداية بتنسيق بين المتطرفين الذين يحكمون فلسطين المحتلة بقيادة نتنياهو، وبين المحافظين في البيت الأبيض بقيادة ترامب واستنادًا إلى مشروع إقليمي يدعى صفقة القرن. اذ واجه تنفيذ هذه الصفقة مشاكل وعقبات خطيرة، ولكن يبدو أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد لم يتلقوا حتى الآن الضوء الأخضر الضروري للانسحاب من هذا المشروع، وبالتالي سيواصلون نهجهم العسكري في اليمن لإضاعة الوقت.