الوقت-أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" في اليمن، المدعوم إمارتياً، عن إدارته الذاتية للمحافظات الجنوبية في البلاد، كما أعلن حالة الطوارئ في عدن والمحافظات الجنوبية ابتداءً من منتصف الليلة.
وبحسب بيان صادر عن هيئة رئاسة "المجلس الانتقالي"، فإن سبب هذا القرار هو "تقاعس" حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي "عن أداء مهامها في صرف الرواتب وعدم دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والغذاء ومتطلبات المعيشة.."، بالإضافة إلى "تأجيج التناحر الوطني والسعي لزعزعة اللحمة الوطنية".
كما اتهم المجلس "الانتقالي"، حكومة هادي بـ"دعم الإرهاب والتطرف"، محملاً إياها مسؤولية تردي الخدمات العامة وفي مقدمتها البنى التحتية.
ودعا المجلس في بيانه، التحالف السعودي والمجتمع الدولي إلى "دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية".
من جهتها، دعت حكومة الرئيس هادي، السعودية "لاتخاذ موقف واضح وإجراءات صارمة تجاه استمرار تمرد المجلس الانتقالي وتنصله من اتفاق الرياض".
وقال وزير الخارجية في حكومة هادي، محمد الحضرمي، إن "إعلان الانتقالي إدارة الجنوب ما هو إلا استمرار للتمرد المسلح، وإعلان رفض وانسحاب تام من اتفاق الرياض"، محملاً المجلس "التبعات الخطيرة والكارثية لإعلان الإدارة الذاتية".
واعتبر الحضرمي أن "المجلس الانتقالي يأبى تحكيم العقل، وتنفيذ ما عليه وفقاً لاتفاق الرياض ومراعاة الحالة الكارثية التي تمر بها عدن"، مشدداً على أن المجلس "يصر على الهروب وتغطية فشله بإعلان استمرار تمرده المسلح على الدولة".
وكان "المجلس الانتقالي الجنوبي" في اليمن، المدعوم إمارتياً، أكد أن "اتفاق الرياض" ينص على "عودة رئيس الحكومة (حكومة هادي) لأهداف محددة".
ورأى "المجلس الانتقالي" أن حكومة هادي "لم تلتزم بتلك الأهداف"، وقال: "وفقاً لاتفاق الرياض، تعد الحكومة الحالية فاقدة للشرعية".
وشهدت محافظات عدة في جنوب اليمن خلال الأسابيع الأخيرة اشتباكات عنيفة بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي و"الإصلاح" من جهة، وقوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعومة إماراتياً من جهةٍ أخرى، ولا سيما في محافظتي شبوة وأبين.
وأسفرت المواجهات العسكرية بين قوات "هادي" وقوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إمارتياً في آب/أغسطس الماضي عن طرد حكومة الرئيس هادي وقواتها من مدينة عدن.
ولم تتمكن حكومة هادي من العودة إلى المحافظة إلا بـ"اتفاق الرياض" الذي قضى بتأليف حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب ودمج قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" في قوام القوات الأمنية والعسكرية لحكومة هادي، لكن معظم وزراء حكومة هادي غادروا عدن خلال الشهرين الماضيين بعد فشل تنفيذ "اتفاق الرياض"، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بالمماطلة والتمنع عن تنفيذ بنود الاتفاق.