الوقت-شهدت المنطقة الشمالية لمياه الخليج الفارسي، يوم الأربعاء الماضي المصادف 15 أبريل / نيسان، مواجهة جديدة بين القوة البحرية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي والبحرية الأمريكية. وتواجدت في هذه المنطقة ما لا يقل عن 11 سفينة عالية السرعة تابعة للحرس الثوري الإيراني، وعلى الجانب الأمريكي، تواجدت مدمرة واحدة على الأقل وسفينة ذات مهمة خاصة في المياه الخليجية.
ان وجود السفينة الخاصة والعمليات والمناورات التي اجرتها هذه السفينة خلال الفترة الماضية اثارت الانتباه، لذلك ارتأت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، تنفيذ مناورات يوم الاربعاء، لتكون بمثابة تحذير لهذه التحرشات وذلك ضمن اطار الدفاع عن السيادة الايرانية وتناسباً مع القوانين الدولية. وكالعادة، اتهمت القيادة المركزية لأمريكا "سنتكام"، الجانب الإيراني بالسلوك غير المهني والخطير بالقرب من سفنهم، لكن سنشير في هذا التقرير الى الجهة التي قررت بدء التوترات مرة اخرى.
وقبل التطرق إلى السفينتين الرئيسيتين، تجدر الاشارة الى ان زوارق USS Firebolt و USS Sirocco من البحرية وكذلك من فئة USCGC Maui و USCGC Wrangell من خفر السواحل الأمريكي قد شاركت في هذه المناورات.
إن Sirocco و Firebolt عبارة عن سفن من فئة Cyclone مجهزة بمدافع 25 مم وصواريخ ستينغر ومدافع رشاشة من عيار 12.7 وقاذفات قنابل 40 مم تزن حوالي 310 أطنان وسرعة 65 كم / ساعة وسفن Maui وWrangell من فئة Island تزن 168 طنًا ومجهزة بمدفع 25 ملم ومدافع رشاشة من عيار 12.7تبلغ سرعة هذه السفن حوالي 45 كيلومترًا في الساعة.
المدمرة يو إس إس بول هاميلتون
أصبح في هذه الأيام، اسم البحرية الأمريكية ملازما لإسم فيروس كورونا، وذلك بعد اعلان حاملة الطائرات ثيودور روزفلت عن وجود المئات من المصابين بفيروس كورونا على متنها وتم إقالة قائد السفينة بسبب طلبه المساعدة من السلطات العليا وكذلك تم إقالة وزير البحرية الأمريكية. ان مدمرة USS Paul Hamilton من فئة Alry Burk كانت متواجدة على أسطول روزفولت، وبعد تركها للإسطول المتواجد الأن في غوام، تستقر منذ فترة من الزمن في مياه الخليجیة وتقوم ببعض التحركات الخاصة.
هذه المدمرة الأمريكية تزن حوالي 9000 طن وطولها 154 مترًا. ويتألف طاقمها من حوالي 280 شخصاً ويمكنهم قطع مسافة تبلغ حوالي 8100 كيلومتر بسرعة 37 كيلومترًا في الساعة. وتبلغ السرعة القصوى لهذه المدمرة 56 كيلومترًا في الساعة. وتستخدم هذه المدمرة، 4 توربينات غازية من طراز LM2500-30 ، والتي تجلب حوالي 75 ميغاواط من الطاقة إلى هذه المدمرة. كما تستخدم أنظمة الرادار وتحديد أنظمة المراقبة السعكرية والرادارية Aegis الشهيرة، الى جانب رادارات فئة SPY ورادار التحكم في الحرائق AN / SPG-62 ونظام السونار AN / SQS-53C.
وفيما يتعلق بالأسلحة، نحن نتعامل مع مزيج محدد تقريبًا ومألوف من هذا المدمر. اذ يتم تثبيت قاذفات عمودية من فئة مارك 41 في هذه المدمرة في 90 خلية لإطلاق صواريخ قياسية مضادة للطائرات وصواريخ كروز للهجوم على أهداف أرضية من فئة توماهوك وصواريخ مضادة للغواصات من فئة RUM-139.
وتشمل الأسلحة الأخرى صاروخ هاربون المضاد للسفن، وقاذفة طوربيد مارك 32، ومدفع 127 مم في مقدمة السفينة، ونظامين للدفاع عن قرب من فئة فالانكس، ومدافع 25 مم و 12.7 رشاش عيار. كما ان هذه السفن أيضا قادرة على استيعاب مروحيتين سي هوك.
ماذا يفعل الأسطول الأمريكي الخاص في مياه الخليج الفارسي؟
ان السفينة الرئيسة في هذه القصة بدأت بتحركات خاصة في منطقة مياه الخليج الفارسي منذ أكثر من شهر. وكانت سفينة USS Lewis B. Puller ، وتُكتب اختصارا ESB-3 ، قد اقتربت منها هي الأخرى، سفن البحرية الأمريكية اليوم. ولدى أمريكا سفينتان من هذه السفن وتتطلع لبناء ثلاث سفن أخرى.
هذه السفن في الواقع، تعتبر قاعدة امريكية عائمة في الخطوط الأمامية ويمكنها أداء مجموعة متنوعة من المهام اعتمادًا على نوعية المهمة. وعادة ما تعمل هذه السفن جنبًا إلى جنب مع أساطيل هجومية تحمل عددًا كبيرًا من القوات والمعدات مثل الطائرات الحوامة وبالطبع المروحيات. وكانت ESB-3 أول سفينة في الفئة تدخل الخدمة في عام 2017.
وتزن هذه السفن 87000 طن، ويبلغ طولها 233 مترًا ولديها 145 من أفراد الطاقم. تم صنع هذه السفينة الكبيرة من قبل شركة NASSCO الأمريكية المتفرعة من شركة General Dynamics. ويتم تشغيل سفينة ESB-3 بنظام ديزل إلكتروني متطور ومجهز بـ 12 مدفع رشاش عيار 12.7 ملم.
ولكن كما ذكر في بداية التقرير، كان لهذه المروحية مؤخراً تحركاً خاصاً واستفزازياً في مياه الخليج الفارسي. وفي أواخر مارس، استضافت المدمرة مروحيات أباتشي الهجومية التابعة للجيش الأمريكي الشهر الماضي. ونفذت هذه المروحيات القتالية عملية تدريب مع وحدات طيران ومدمرات أخرى في منطقة الخليج الفارسي، وتدربت الهجوم على القوارب السريعة ومحاكاة الحرب عملياً مع إيران والبحرية التابعة للحرس الثوري. وكانت المدمرة يو.اس.اس هاملتون من بين السفن الاخرى في التدريب.
من الواضح أن هذه التحركات والتدريب المكثف للقوات الأجنبية في منطقة الخليج الفارسي ليست بعيدة عن أعين البحرية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي، ويجب اعتبار تحركات القوة البحرية أنها مهام قانونية لحماية المياه الإيرانية، بالاضافة الى انها رسالة واضحة الى الـ"سنتكام" وقياداتها. ومن الواضح أن هذه الجولة الجديدة من المواجهة بين السفن الإيرانية والأمريكيين بدأت منذ تواجد أمريكا في هذه المياه ويمكن أن يكون لها أسباب إقليمية مختلفة.
ان استمرار الاستراتيجية الأمريكية الغامضة في العراق التي قد تؤدي الى احتمال وقوع اشتباكات مع فصائل المقاومة العراقية، هو نوع من الاستفزاز وجس نبض الجانب الإيراني، خاصة في أجواء ما بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني و رد إيران الصاروخي على قاعدة امريكية في العراق وحتى قضية تفشي فيروس كورونا في أمريكا ومساعي الأخيرة لخلق ذرائع لإيهام الرأي العام الأمريكي حول الحقائق التي تحدث داخل هذا البلد، والتي يمكن اعتبارها من أسباب هذه التحركات. وحسب ما يبدو ان الحرس الثوري أرسل يوم الأربعاء رسالة واضحة إلى الأمريكيين بأنهم كانوا يراقبون تحركاتهم ويؤكدون على سياسة الردع المعتادة التي تتبعها إيران.