الوقت- لطالما عودنا العدو الصهيوني على الطعن في الظهر في أي مناسبة أو اتفاقية قد تبرم بينه وبين اي طرف آخر، والجميع يعلم جيدا أن "الكيان الاسرائيلي" خرق جميع المعاهدات الدولية واتفاقيات السلام التي وقعها مع أطراف عربية وفلسطينية وبالتالي من الصعب جدا وربما من المستحيل الوثوق بهذا العدو الغاصب، ومع ذلك تحصل مبادرات انسانية بين الفترة والأخرى من أطراف فلسطينية بخصوص مصير المعتقلين في السجون الاسرائيلية وايجاد سبل لإخراجهم من هناك خاصة في ظل انتشار وباء كورونا هذه الأيام والذي يهدد حياة عشرات السجناء الفلسطينيين الطاعنين في السن او الذين يعانون من مشكلات صحية معينة، ولكن هل تكون جدية "اسرائيل" هذه المرة في حال تمت صفقة فيما يخص تبادل الأسرى؟.
الصفقة جرى الحديث عنها مطلع الأسبوع الماضي ولكن حتى اللحظة لم يحدث أي أمر جدي بخصوص الصفقة وانما محاولات فلسطينية يتيمة لإخراج جميع الحالات الانسانية من السجون الاسرائيلية قبل أن تزداد الأمور صعوبة وتعقيدا، ولكن الطرف الاسرائيلي لم يبدِ أي جدية بخصوص ملف تبادل الاسرى، ومؤخرا نفت حركة "حماس" تقارير حول وجود تقدم في ملف صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وقال مسؤول ملف الأسرى في الحركة موسى دودين، إنه لا يوجد أي تطورات حول قضية تبادل الأسرى.
وأضاف في تصريحات بثها موقع تابع ل"حماس"،: "ننفي صحة الأنباء التي تحدثت عن قرب التوصل إلى صفقة وشيكة، أو الاتفاق على صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال"، وأضاف: "حماس لم تلمس جدية عملية من طرف الاحتلال حتى الآن في التعاطي مع هذا الملف". ورحب القيادي في "حماس" بالوساطات التي يمكن أن تسهل الوصول إلى خطوات باتجاه صفقة لتبادل الأسرى.
جاء ذلك في بيان لمسؤول ملف الأسرى في الحركة، موسى دودين، تعليقا على أنباء تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية، حول وجود مفاوضات بين إسرائيل وحماس لإبرام صفقة وشيكة لتبادل معتقلين فلسطينيين بجنود إسرائيليين تحتجزهم الحركة بقطاع غزة.
وخلال الأسبوع الماضي أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أنه يمكن إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل إذا استجابت لمتطلبات ذلك. وأضاف إن حركته "مصممة على الإفراج عن الأسرى في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه، في حال استجاب قادة إسرائيل مع متطلبات ذلك".
ولم يوضح هنية ما هي المتطلبات، لكن الحركة لطالما طرحت الإفراج عن جميع أسرى الصفقة السابقة الذين اعتُقلوا لاحقاً، قبل البدء في مفاوضات لصفقة جديدة. ويتطلع الطرفان إلى إنجاز صفقة شاملة. لكنّ الحديث يدور الآن عن صفقة جزئية تم طرحها كمبادرة رئيس حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار.
وأعلن السنوار استعداد حركته لتقديم "مقابل جزئي" لإسرائيل، إن أفرجت عن معتقلين فلسطينيين. وأضاف في مقابلة متلفزة أجراها مع فضائية "الأقصى" التابعة للحركة: "هناك إمكانية أن تكون مبادرة لتحريك الملف (تبادل الأسرى) بأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بعمل طابع إنساني أكثر منه عملية تبادل، بحيث يطلق سراح المعتقلين الفلسطينيين المرضى والنساء وكبار السن من سجونه، ويمكن أن نقدم له مقابلاً جزئياً".
ولم يوضح السنوار ما المقابل الجزئي، لكنّ ذلك يمكن أن يشمل تقديم معلومات حول حقيقة أن الجنود في غزة أحياء أو أموات، وقد يتضمن إطلاق سراح مدنيين.
وردت الحكومة الإسرائيلية بقولها إنها مستعدة للبدء بمحادثات غير مباشرة مع حركة "حماس"، لإبرام اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وساطات دولية
بحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي الأوضاع الإنسانية الصعبة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ودعا إلى حمايتهم من فيروس كورونا، والضغط على الاحتلال لضمان سلامتهم، وتحمُّل المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
وأكد هنية -خلال اتصال هاتفي مع بوغدانوف يوم الأربعاء الماضي- أن حماس مصممة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه إذا استجابت إسرائيل لمتطلبات هذا الأمر.
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى "حماس"؛ الجنديان شاؤول آرون وهادار غولدن اللذان أسرتهما "حماس" في الحرب التي اندلعت في صيف 2014 (تقول إسرائيل إنهما جثتان بينما لا تعطي "حماس" أي معلومات حول وضعهما)، وأبراهام منغستو وهاشم بدوي السيد، ويحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، دخلا إلى غزة بمحض إرادتيهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين.
ويبدو أن "حماس" مستعدة لتقديم معلومات حول وضع الجنود، أحياءً أو جثثاً، وقد يتضمن ذلك معلومات عن الوضع الصحي لمنغستو والسيد وإطلاق سراحهما أو سراح أحدهما، حسب الثمن الذي ستدفعه إسرائيل.
ووضع الجنود في قطاع غزة غامض منذ أعلنت "حماس" أسرهم قبل 6 أعوام. وتصر إسرائيل على أن اثنين منهما جثتان، لكن "حماس" ألمحت إلى أنهما قد يكونان من الأحياء، متهمةً الحكومة الإسرائيلية بممارسة الكذب على شعبها.
في الختام.. الكيان الاسرائيلي وعلى رأسه رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته بنيامين نتنياهو لا يبدون أي جدية حيال ملف الأسرى، ولكنهم في نفس الوقت لا يريدون ان يغلقوا هذا الباب على انفسهم وخاصة نتنياهو الذي يحتاج لأي نقطة لصالحه نظرا للتعقيدات التي تشهدها اسرائيل في هذه الفترة على خلفية تشكيل الحكومة وامكانية فشل هذا الامر للمرة الرابعة على التوالي، وبالتالي الحصول على صفقة مع "حماس" قد يعطي نتنياهو بارقة امل ولكنه لا يظهر اي جدية بهذا الخصوص حتى اللحظة.