الوقت- أشار ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في ايران "ماجد غماس" إلى قيام أمريكا بنقل قواتها في العراق، قائلا، هناك تحليلات مختلفة طرحت حول ذلك الأمر ، بما في ذلك ان نقل الجنود الأمريكيين قد تم بهدف تنفيذ مؤامرة حيث تأتي حكومة تستولي على السلطة في العراق و تنفيذ سياسات البيت الأبيض. كما أن هذا الترتيب العسكري الأمريكي الجديد يتم القيام به لكي لا يتعرض الأمريكيون الى غضب الشعب العراقي.
ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في ايران اشار إلى طرح اسم عدنان الزرفي لتشكيل حكومة عراقية جديدة في بغداد، قائلا، ان الزرفي شخصية تابعة لأمريكا والبيت الأبيض يحاول إيصاله إلى السلطة ، لذا فهو يضغط كثيراً على التيارات السياسية العراقية ، بما في ذلك الشيعة والسنة والأكراد ، ليقبلوا أن يطرح اسم الزرفي في البرلمان وينتخب كرئيس للوزراء. ينبغي الإشارة هنا إلى أن الضغط الأمريكي قوبل بمقاومة غالبية التيارات السياسية العراقية، ومع ذلك يستمر الضغط الأمريكي على التيارات السياسية. هناك الآن حديث في العراق عن مؤامرة أمريكية أو عمل عسكري من قبل أمريكا لتنفيذ خطتها بشكل من الأشكال في العراق.
ونظراً الى تفشي فيروس كورونا في العراق، قال، هناك بعض التقارير تفيد بإصابة عدد من الجنود الأمريكيين بفيروس كورونا ، لكنني أعتقد أن هذا هو السبب الرئيس لنقل القوات الأمريكية في العراق ، إذا أرادت واشنطن دفع خططها العسكرية في العراق، ستواجه عملية انتقامية من قبل فصائل المقاومة ، لذا قامت أمريكا بنقلهم لإبقاء قواتها أكثر أماناً، هناك نقطة مهمة وهي ان الوضع في المنطقة يتغير وأن انتشار فيروس كورونا يوقد هذا التغيير. وقد يغضب الشعب الأمريكي والشعوب الأخرى من مسؤولي البيت الأبيض، ولكن بعد أن صوت البرلمان العراقي لصالح انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، لا يوجد بعد سبب لبقائهم في العراق، لذلك نحن نعتبر نقل الجنود الأمريكيين يأتي في إطار تنفيذ مؤامرة جديدة ضد السيادة الوطنية للعراق وشعب هذا العراق.
وأشار السياسي العراقي الى ان الجنود الأمريكيين سيستقرون في قاعدتي عين الأسد وأربيل، قائلا، ان استقرار الامريكيين في هاتين القاعدين لا يمكن أن يوفر حصانة لهم، كما ان وجود عدد كبير من القواعد والقوات الأمريكية في العراق يجعلها أكثر عرضة لفصائل المقاومة العراقية ، لذلك ركزوا قواتهم في قاعدتين لتقليل الخسائر.
ورداً على سؤال "هل هناك تيار بين التيارات السياسية العراقية ستتعاون مع الولايات المتحدة في ايصال الزرفي إلى السلطة؟" قال ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في ايران إن التيارات السياسية التي توافق على رئاسة الزرفي للوزراء ليست كثيرة في الظاهر، لكن بعض التيارات في الكواليس قد توافق على ترأسه للوزراء. سيتضح هذا الأمر عندما يحضر الزرفي في البرلمان العراقي للحصول على الثقة. في الوقت الراهن عارضت العديد من التيارات السياسية انتخاب عدنان الزرفي رئيساً للوزراء، حيث ان بعضها اعلن أنه لن يشارك في المحادثات السياسية لتشكيل الحكومة ، في حين قال آخرون إن التيارات السياسية الشيعية يجب أن تتوصل إلى اتفاق كامل حول انتخاب الزرفي لرئاسة الوزراء. حتى ان عدداً من التيارات الكردية العراقية اعلن أنه لو صوت الشيعة لصالح الزرفي، فإننا لن نصوت لصالحه، على أي حال، هناك مشاورات وراء الكواليس تحصل لانتخاب الزرفي ، ولم يتضح بعد كم سيمكن لهذه المشاورات ان تحقق نتائج إيجابية. وستتضح نتائج هذه المشاورات عندما يريد الزرفي الحصول على الثقة من البرلمان.
ورداً على سؤال آخر حول "ماذا سيحدث إذا لم يصوت البرلمان العراقي لعدنان زرفي؟"، قال، إذا لم يستطع رئيس الوزراء الحصول على ثقة في البرلمان ، يجب على الرئيس تعيين شخص جديد لتشكيل الحكومة. بالطبع، لا أعرف الكثير عما سيحدث. على سبيل المثال اذا لم يحصل الزرفي على ثقة البرلمان ما الذي ينبغي فعله وفق القانون، هل البلاد ستعاني من مأزق سياسي أم لا ؟، فإن الإجابة على هذا السؤال تتطلب مطالعة قانونية ، ويجب على الحقوقيين المتخصصين في الدستور العراقي البت في هذه القضية وشرحها.
وحول تقرير صحيفة نيويورك تايمز بشأن قرار أمريكا بتنفيذ عمل عسكري على فصائل المقاومة في العراق، قال غماس، "هذه إحدى حيل البيت الأبيض للضغط على التيارات السياسية العراقية لتمنح عدنان الزرفي الثقة في البرلمان." وهنا ينبغي القول أنه إذا كانت الولايات المتحدة لديها فرصة ، فإنها بالتأكيد ستستهدف فصائل المقاومة العراقية ، وهذا مبدأ واضح في سياسة البيت الأبيض ، بالتأكيد أن قوى المقاومة مستعدة تماماً لمواجهة مثل هذه الهجمات.
وفي الختام قال ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في ايران، "لطالما ليس هناك حكومة جديدة في بغداد ستستمر هذه المشاكل، لكن هناك شكوك في أن الولايات المتحدة تريد حقاً القيام بعمل عسكري في العراق لأن واشنطن منشغلة في مشاكل داخلية مثل تفشي كورونا. كما ان البيت الأبيض متورط أيضاً في تحديات مع الصين ، لذلك أستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بأي إجراء في العراق من شأنه أن يتسبب في الكثير من المشاكل لها ، ولكن من المحتمل أن تفعل ذلك ، على الرغم من أن احتمال وقوعه ضئيل".