الوقت- أعرب مستشار الرئيس اليمني المستقيل ورئيس الوزراء السابق للحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض، الدكتور "أحمد عبيد بن دغر" في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على محافظة الجوف أخيراً قد تغّير موازين القوة العسكرية بصورة نهائية في المعركة لصالح قوات "أنصار الله" محليا وإقليميا. وأضاف "أحمد عبيد بن دغر"، أنه إذا تعاملت الحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض وتحالف العدوان السعودي الإماراتي بشأن السيطرة على الجوف كما تم التعامل مع سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على منطقة "نهم"، فإن ذلك سيعني نهاية دور التحالف في اليمن.
وأقر رئيس الوزراء اليمني السابق بوجود انقسامات وعداءات داخل الحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض وتحالف العدوان السعودي الإماراتي، مضيفا أن اليمن ناله في هذه الحرب من الأذى والتدمير وسفك الدماء ما لم ينله في تاريخه كله، بفعل الانقلابات المتتالية، وفشل الحكومة وحلفائها في إدارة المعركة. وقال "بن دغر" إنه ينبغي على تحالف العدوان السعودي الإماراتي ألا يخسر هذه المعركة ذات الطابع المصيري، مشيرا إلى أن أكثر ما ينقص جانب الحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض وتحالف العدوان السعودي الإماراتي هو "غياب الرؤية" لإعلاء شأن المصالح المشتركة بينهما.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الايام القليلة الماضية من تطهير مناطق واسعة من محافظة الجوف الواقعة في شمال شرق اليمن ولفتت تلك التقارير إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنوا أيضا من التقدم من المحور الجنوبي الغربي لمحافظة الجوف والوصول إلى بعض المديريات الحدودية مع محافظة مأرب، وأكدت هذه التقارير أن العمليات العسكرية التي يقوم بها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد عناصر مرتزقة العدوان السعودي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة في عدد من المحاور. ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد شنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الايام القليلة الماضية هجمات واسعة النطاق ضد مرتزقة تحالف العدوان السعودي وتمكنوا من السيطرة على مدينة "الحزم"، عاصمة محافظة الجوف، بعد قتال واشتباكات عنيفة.
"بن دغر"؛ الهزيمة المريرة في إنتظارنا
اعترف الدكتور "أحمد عبيد بن دغر" رئيس الوزراء اليمني السابق في حكومة الرئيس الفار "عبد ربه منصور هادي"، بخسارة المعركة مع قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "انصار الله" في محافظة الجوف ووجود الكثير من الانقسامات في صفوف حكومة "هادي" القابعة في فنادق الرياض. واكد "بن دغر" قائلا: "إن تلك الخسائر جاءت بسبب فشلنا وحلفائنا في إدارة المعركة، خسرنا معركة الجوف، وقبلها نهم وحجور ووادي أبو جبارة والملاحيض، وعلينا الآن ألا نخسر الحرب". وأضاف "بن دغر": "سنتلقى جميعاً هزيمة تاريخية نكراء، فقوات أنصار الله تمكنت من الحصول على وسائل وعوامل القوة، أتاحت لها الصمود، وأتاحت له التقدم اليوم".
وعلى صعيد متصل، قال مستشار الرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي"، إن "سقوط الجوف قد يغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية في معركتنا المصيرية مع الحوثيين". وأضاف "بن دغر" في سلسلة تغريدات على "تويتر"، أنه "ليس هناك ما يعوض هذه الخسارة"، مشيراً إلى أنّ "ما يعتقده البعض مكسباً تثبت الأحداث المتلاحقة أنه وهماً وترتيباً غير موفقاً للخصوم". واعتبر رئيس حكومة "هادي" السابق، أنه "لدينا فرصة أخيرة لتعديل موازين القوى وتغيير اتجاه المعركة"، مشيراً إلى أنه "يجب ألا نمنح قوات أنصار الله أسباباً إضافية لنصر جديد". لافتاً إلى أنه "لا ينبغي لهذا التحالف العربي الواسع وقد أوتي من القدرات والدعم والغطاء الدولي أن يخسر هذه المعركة ذات الطابع المصيري".
من جهته، اعتبر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية القابعة في الرياض "معمر الارياني"، أن "التطورات الأخيرة في محافظة الجوف ليست نهاية المعركة". وزعم "الإرياني" في تغريدة على تويتر، إن "قواتنا قادرة على استعادة زمام المبادرة وتحرير مدينتي الحزم والغيل بمحافظة الجوف والتوجه نحو صنعاء بدعم وإسناد التحالف"، مشيراً إلى أن حكومة الإنقاذ الوطنية في صنعاء، استغلت الضغوط والتحركات لوقف التصعيد ودفعت بكل قوتها وشنت عملية غادرة في جبهة نِهْم الجوف. وحسب خبراء فان سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على الجوف، تنهي أمل تحالف العدوان السعودي الإماراتي وحكومة "هادي" القابعة في فنادق الرياض في استعادة محافظتي صعدة و صنعاء، كما تشكل خطراً على محافظة مأرب، وتشكل أيضا خطراً على السعودية التي تتشارك معها أكثر من 266 كيلومترا من حدودها الجنوبية.
وفي هذا السياق، اعتبر سفير اليمن لدى اليونيسكو الدكتور "محمد جميح" الموالي لحكومة "هادي" القابعة في فنادق الرياض، أن سقوط الحزم، في أيدي قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تعتبر انعكاس طبيعي لبقاء القيادات السياسية والعسكرية خارج الوطن، وانشغال المكونة الداعمة لحكومة "هادي" بالمكايدات والمعارك الجانبية، إضافة إلى الكشوفات الوهمية داخل الجيش.
وهنا تجدر الاشارة إلى أن ما كتبه الدكتور "أحمد عبيد بن دغر" مستشار الرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي" حول سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على محافظة الجوف، مجرد تباكيًّا مصطنعًا حول مجريات الأزمة، بقدر ما مثّل تلخيصًا واعترافًا من قِبل حكومة "هادي" القابعة في فنادق الرياض حول العبث الهائل الذي تمارسه. وفي تصريحاته، حاول "بن دغر" تحسين صورة حكومة الرئيس المستقيل "منصور هادي" وإلصاق التهمة إلى تحالف العدوان السعودي الإماراتي بعد سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على الجوف، وذلك على الرغم من الجهود العظيمة التي قدّمها تحالف العدوان ودعمه الكبير لحكومة "منصور هادي" طوال السنوات الماضية. كما أن تصريحات "بن دغر" تبرهن على أن هذه الحكومة المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، تمارس عبثًا حادًا وتغيب عنها الرؤية بشكل كامل في إدارة الأزمة الراهنة. ومن المؤكد أن محاولات حكومة "منصور هادي" القابعة في فنادق الرياض لتغيير بوصلة الحقيقة ومخادعة العالم بشأن مجريات الأزمة ستبوأ بالفشل، فالحكومة التي تنفذ أجندة سعودية إماراتية أمريكية قد فُضِح أمرها بأنها سبب رئيسي في تعقيد الأزمة وإطالة أمد الحرب.