الوقت-بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتطبيق أحد بنود خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، من خلال الشروع في رسم خرائط بأراضي الضفة الغربية المحتلة التي سيجري ضمها إلى دولة الاحتلال.
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء السبت: إن "الجهات المعنية في حكومته تقوم منذ أيام بعملية مسح وتخطيط لحدود المستوطنات التي سيتم ضمُّها وبسط السيطرة الكاملة عليها".
وأضاف نتنياهو في كلمة ألقاها أمام مهرجان انتخابي لحزب الليكود بمستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس، أن "صفقة القرن" عكست الآية، فلن تتنازل "إسرائيل" فيها عن شيء، وستبسط سيطرتها وتضم جميع المستوطنات وبدعم أمريكي.
وتابع: "ستحصل إسرائيل على غطاء ودعم أمريكيَّين لتطبيق القانون الإسرائيلي وسريانه في غور الأردن وشمالي البحر الميت وجميع المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية، جميعاً دون استثناء، نحن في ذروة مشروع مسح وإعداد خرائط المستوطنات وحدودها التي ستكون جزءاً من دولة إسرائيل وفقاً لصفقة القرن، ونتحدث هنا عن مناطق شاسعة".
وأردف قائلاً: "سنسير في هذا الأمر، والرئيس ترامب سيفعلها، وأنا أعتمد عليه بشكل مطلق، لكنني لا أعتمد على بيني غانتس، وإذا ما كان الأمر متعلقاً به فلن يسير على هذه الخطة".
بدوره، قال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية: إن "الخريطة التي نعرفها هي خريطة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ولن نتعامل مع خرائط غيرها".
وشدد أبو ردينة، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، على أن خريطة دولة فلسطين هي الخريطة التي يعترف بها العالم وفق قرارات الأمم المتحدة، وهي الوحيدة التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن أية خرائط أخرى تعني استمرار الاحتلال ولا يمكن القبول بهذا.
وفي 28 يناير الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي بواشنطن، الخطوط العريضة لخطة السلام المزعومة، التي تُعرف إعلامياً بـ"صفقة القرن"، بحضور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو.
وتتضمن الخطة، التي لاقت رفضاً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.
كما تقترح خطة ترامب ضم "إسرائيل" جميع المستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك وادي الأردن الواقع شرقي الضفة، الذي تحتله "إسرائيل" منذ عام 1967، فضلاً عن إجبار الفلسطينيين على الاعتراف بـ"يهودية إسرائيل"، وهو ما يعني ضمنياً شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجِّروا منها عام 1948.