الوقت - تسلّم مسؤولو السفارة الأمريكية في قرغيزستان 60 مليون دولار نقداً لتمويل حركات المعارضة القرغيزية عشية اجراء الانتخابات البرلمانية في هذا البلد.
ففي نوفمبر من العام الماضي، وصلت إلى مطار "مناس" الدولي شحنة دبلوماسية يبلغ وزنها 880 كلغ، تحتوي على 26 صندوقاً مختوماً، و كان 15 مسؤولاً بالسفارة الأمريكية في انتظار تلك الشحنة لاستلامها في المطار.
يدل وجود عدد كبير من مسؤولي السفارة الأمريكية لاستلام الشحنة على أن هذه الشحنات مهمة جداً. خاصة وأنه لا يحق للحكومة القرغيزية التفتيش بسبب الحصانة الدبلوماسية التي تتمتع بها هذه الشحنة التي يشير وزنها إلى وجود 60 مليون دولار (أربعة مليارات سوم) في الصناديق.
بعد استلام هذه الشحنة تصاعدت حرب المعلومات بين الحكومة والمعارضة في قيرغيزستان وبدأت وسائل الإعلام عبر تلك الأموال الأمريكية بنشر معلومات مثيرة للجدل. حيث تستخدم تلك الأموال لنشر عدم الاستقرار والفوضى في آسيا الوسطى ، بما في ذلك كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان.
يقوم معهد تعليم الديمقراطية (NED) التابع لأمريكا بتكثيف برامجه عشية الانتخابات البرلمانية، وهناك حاجة إلى الكثير من المصادر المالية لتمويل المنظمات غير الحكومية وقادة المعارضة والناشطين الاجتماعيين وحركات الشباب.
وبحسب مصادر مطلعة، تلقت المنظمات غير الحكومية الأمريكية في قيرغيزستان في السنوات الأخيرة أكثر من 780 مليون دولار ، حيث تصفها الاستخبارات الأمريكية بجماعات الضغط السياسي.
و في حالات أخرى تقوم السفارة الأمريكية بدفع تكاليفها عن طريق البنوك ، لكنها اضطرت في الأشهر الأخيرة إلى تسليم الاموال نقداً لأن حكومة قيرغيزستان عززت الأمن المالي وشددت الرقابة على جميع الأنشطة المصرفية بسبب إقرار قانون مكافحة تمويل الإرهاب.
وعقب هذا الحدث اقيمت بعض التجمعات الاحتجاجية الكبيرة في بيشكيك ، ومظاهرات مناهضة للصين وغيرها من المراسم بهدف تقويض ثقة الشعب في سياسة الحكومة حيث لم تكن جهة واحدة قد نظمت تلك التجمعات بل تم دعوة المواطنين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الاجراءات مشابهة لسيناريو هونغ كونغ حيث كان خبراء NED يتواجدون هناك ايضاً وتم القيام بجميع الأنشطة باستخدام امكانيات المنظمات غير الحكومية.
كان الطلاب هم القوة الرئيسة للتجمعات الاحتجاجية في هونغ كونغ، كما يشارك طلاب الجامعة الأمريكية في آسيا الوسطى في تجمعات القرغيز.
تتولى جمعية "سوروس" مسؤولية نشر أيديولوجية الاحتجاج، حيث تنشر المعلومات ذات الصلة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام.
تشير مثل هذه الإجراءات إلى رغبة "واشنطن" بخلق أزمة سياسية في قيرغيزستان، اذ ستقام تجمعات أكبر في فصل الربيع بالتزامن مع بدء المرحلة السياسية الجديدة.
زادت ميزانية راديو الحرية الفرع القرغيزي من 1.7 مليون دولار إلى 3 ملايين دولار. وخصصت جمعية "سوروس" 3 ملايين دولار لتمويل برامج الصحفيين المستقلين، والتي سيقام في اطار ذلك التمويل ندوات ودورات تدريبية لدراسة مواطن الضعف لدى حكومة قيرغيزستان.
تقدم المؤسسات غير الحكومية لداعميها الغربيين مرشحين عملاء للانتخابات البرلمانية.
تسعى أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى تحقيق الأهداف التالية عشية الانتخابات البرلمانية القرغيزية:
- تشويه صورة السياسيين المهتمين بتطوير التعاون مع روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي ومنظمة شنغهاي للتعاون
- منع المصادقة على قانون تشديد الرقابة على المنظمات غير الحكومية
- ضرب علاقات قيرغيزستان الثنائية مع أوزبكستان وطاجيكستان، وتضخيم الاشتباكات الحدودية
- هدم القيم الأسرية والتقاليد الوطنية بهدف الدفاع عن حقوق المثليين جنسياً
- إطلاق خطط في مجال إدارة الشرطة لنقل الإشراف على الأجهزة الأمنية من الجهاز الرئاسي إلى البرلمان
- دخول ممثلي المنظمات غير الحكومية الغربية في الهيكلية الحكومية.