الوقت- قامت وسيلة إعلام أمريكية بتحليل تماهي شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم مع الحرب الإعلامية التي تشنها الإدارة الأمريكية على إيران وأشارت إلى دور "حكومة الظل" الأمريكية في حذف صور الجنرال سليماني من إنستغرام.
قيام شركة فيسبوك بإزالة المنشورات المتعلقة بالقائد قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية، طعن في نزاهة مزاعم حيادية وسائل التواصل الاجتماعية هذه كما أثار موجة كبيرة من الانتقادات.
و في هذا السياق، وصف موقع Mintpress في تحليل له، هذه الخطوة من قبل فيسبوك وانستغرام بالتماهي مع "حرب دونالد ترامب الشاملة" ضد إيران، واشار إلى دور "حكومة الظل" الأمريكية في متابعة هكذا سياسات.
وكتبت Mintpress "أعلنت شركة فيسبوك إحدى شركات وادي السيليكون العملاقة أنها ستحذف كل المنشورات الإيجابية عن القائد الإيراني الذي اغتيل مؤخراً -الجنرال قاسم سليماني- على منصاتها وشركتها التابعة لها انستغرام".
وقام هذا الموقع الاخباري بعد الاشارة الى اجراء ترامب العام الماضي في وضع حرس الثورة الإسلامية على قائمة المنظمات الإرهابية، بالتنويه إلى رغبة الشركات الأمريكية الكبرى في الامتثال لهذا الأمر، وكتب: على سبيل المثال امتنع PayPal عن تقديم المساعدات الخيرية الى وسيلة إعلام تسمى "Grayzone" بسبب استخدامها كلمة "إيران" في عنوان أحد مقالاتها.
وفي جانب آخر من هذا المقال ، يشير موقع Mintpress إلى حجم الدعم الواسع من قبل الشعب الإيراني للجنرال سليماني. وكتب: "رغم أن دعم [الجنرال] سليماني أو حتى معرفته يمكن ان تكون نادرة في أمريكا، إلا أن نتائج استطلاع رأي أجرته جامعة ماريلاند عام 2019 تظهر أنه أكثر شخصية إيرانية تحظى بالشعبية. ففي هذا الاستطلاع ، وصف 59 في المئة من الإيرانيين وجهة نظرهم حول الجنرال سليماني بالمفضلة للغاية، في حين قال 4 من كل 5 أشخاص ان وجهة نظره إيجابية حوله".
وأشار الموقع أيضاً الى استخدام 24 مليون مستخدم الانستغرام وكتب،" لهذا السبب إن حظر الوصف الإيجابي [للجنرال] سليماني يعدّ قضية إشكالية ومهمة للغاية ". وكتب الموقع ان هذه القضية تحمل تداعيات خطيرة على حرية الوصول إلى المعلومات.
وكتب "مينت برس" عن عواقب قيام انستغرام وفيسبوك في تقييد حرية التعبير: "تعتمد الدول الأجنبية بمستوى الأمريكيين على وسائل تواصل وادي السيليكون لتلقّي الأخبار والآراء . مليارات الأشخاص يشاهدون الأخبار على فيسبوك، لكن القرار الأخير يعني أن العالم لن يخضع لحجج طرف من اطراف النزاع".
يشير التحليل إلى أن فيسبوك، بالإضافة إلى ذلك، هي منصة يمكن من خلالها للأمريكيين الاطلاع على وجهات نظر الشعب الإيراني ، لكن القرار الأخير قد أغلق بالفعل الطريق امام المعلومات والاتصالات. ويضيف الموقع، "بدلاً من ذلك ، نخضع لأخبار تزعم فقط أن العالم والإيرانيين يكرهون حكومتهم".
كما أشار الموقع إلى أن مؤيدي ترامب الذين وضعوا أنفسهم مكان الإيرانيين وكانوا يعتزمون نشر محتوى على تويتر ضد الجنرال سليماني. وكتب: "منذ فترة، اصبح الوسم #IraniansDetestSoleimani الأكثر تداولا على "تويتر" في أمريكا، لكن ذلك الأمر لم يحدث في الشرق الأوسط. أنصار ترامب الذين كانوا تظاهروا بأنهم إيرانيون هم من تلاعبوا بهذه الرسالة".
فنزويلا بلد آخر أطلقت الادارة الأمريكية حملة ضده في وسائل التواصل الاجتماعية. وفي هذا السياق، كتب Mint Press " قام فيسبوك وتويتر بتعليق أو حذف المئات من الحسابات المملوكة لأنصار الحكومة الفنزويلية".
وأضاف الموقع، إن تماهي ما قامت به فيسبوك مع سياسات الحكومة الأمريكية ليست من باب الصدفة. فمنذ عام 2018 ، نقلت حكومة أمريكا جزءاً من هيمنتها على الأخبار والمحتوى إلى المجلس الأطلسي، وهو أحد المعاهد التابعة للناتو. حيث نشاهد في مجلس إدارة المجلس الأطلسي أسماء مثل هنري كيسنجر وكوندوليزا رايس وكولين باول".
وعلى هذا الأساس، جاء في التحليل: "لذلك ، فإن حكومة الظل تسيطر فعلياً على ما يقرأه الأمريكيون وغيرهم من شعوب العالم في الأخبار".