الوقت- في حفل حضره مجموعة من مسؤولي وزارة الشباب والرياضة والمصارعة والمحترفين الإيرانيين تمت عملية إعادة تسمية حلبة المصارعة التي تم تسميتها في وقت سابق باسم المصارع الإيراني "محمد بنا" ومدرب فريق المصارعة الحرة الإيراني إلى أسم الشهيد "مصطفى صدر زاده" وحول هذا السياق، أعرب والد الشهيد "محمد صدر زاده" قائلا: "لقد أثبتت هذه الخطوة أننا لا ننسى شهداءنا وأن هذه الشخصية المعنوية والأخلاقية سيتم تسجيلها في التاريخ. إن شهداءنا كانوا جميعهم من المحاربين الذين ذهبوا إلى ساحة المعركة وضحوا بحياتهم ولقد كان الشهيد صدر زاده مصارعا ومحبا لرياضية المصارعة".
وفي السياق نفسه، قال "محمد بنا"، كبير مدربي المنتخب الوطني الإيراني للمصارعة: "كانت هذه هي الخطوة المهمة التي كان يجب عليّ القيام بها وأنا أشكر رئيس اتحاد المصارعة على موافقته على ذلك". وأضاف: "إن مهمتنا تجاه اولئك الشهداء ثقيلة للغاية، وكانت هذه الخطوة هي أقل شيء استطعت أن اقدمها. بالطبع، تعرفت على الشهيد صدر زاده منذ فترة طويلة، ولقد قام هذا الشهيد في الفترة التي عرفته فيها بأشياء كثيرة وعظيمة واطلاق اسم هذا البطل على حلبة المصارع هذه سوف يجملها ويزينها كثيراً". ووفقًا للمدرب "بنا": "إن الأبطال الحقيقيون هم الشهداء الذين لم ينحنوا أمام العدو، ورؤية اسم هذا الشهيد في فناء هذه الحلبة سوف يقوي الروح المعنوية للأبطال الرياضيين". وتجدر الاشارة إلى أنه في خبر جاء على موقع الاتحاد الاسيوي للمصارعة قبل عدة أسابيع تم تسمية افضل المصارعين والمدربين أسيوياً وبناءا على ذلك تم انتخاب مدرب المنتخب الايراني للمصارعة الحرة "غلام رضا محمدي" ومدرب المنتخب الايراني للمصارعة الرومانية "محمد بنا" كأفضل مدربين لعام 2019 في قارة اسيا. وكانت النتائج الجيدة التي حصل عليها منتخب مصارعة ايران في فئتي الحرة والرومانية في المنافسات الدولية والاسيوية وحصولهما على بطاقات اولمبياد طوكيو 2020 وراء انتخاب هذين المدربين الافضل اسيويا.
يذكر أن نائب وزير الرياضة "محمد مهدي توند جويان"، ورئيس الاتحاد العام للمصارعة "علي رضا دابر"، ومدرب فريق المصارعة اليونانية الرومانية "محمد بنا" ومجموعة من رواد الرياضة حضروا هذا الحفل الذي أقيم على ملعب "أزادي" بطهران. وتجدر الاشارة هنا إلى أنه خلال الفترة الماضية عندما كان هذه الاتحاد تحت قيادة "رسول خادم"، تم اطلاق اسم حلبتين للمصارعة في مجمع "أزادي" الرياضي الواقع في العاصمة الايرانية طهران باسم المدرب "عبد الله موحد" والمدرب "محمد بنا"، وقبل عدة أيام تمت إعادة تسميته حلبة المدرب "بنا" باسم الشهيد "مصطفى صدر زادة" ولقد جاءت هذه الخطوة بناءً على اقتراح المدرب نفسه. يذكر أن الشهيد "صدر زاده" هو رياضي استشهد وهو يدافع عن حرم السيد زينب في سوريا ولقد وُلد في عام 1988 واستشهد في عام 2016 في سوريا. و"مصطفى صدر زاده" کان قائد كتيبة "عمار" المنضوية في فيلق "فاطميون"، ولقد ذكرت بعض التقارير الاخبارية بأن هذا البطل استشهد مساء الجمعة عام 2016، خلال تأدية مهمة استشارية في جبهة ريف حلب الجنوبي، مشيرا إلى أن الاسم الحركي الذي كان يتخذه "مصطفى صدر زادة" في سوريا كان باسم "سيد إبراهيم".
وتكريم الشهداء راسخ في الثقافة الاسلامية الإيرانية منذ الحرب العراقية الإيرانية عندما خلط الامام "روح الله الخميني" الأحداث السياسية بالعناصر الدينية، وهذا ينطبق على جيل جديد من "الشهداء" الإيرانيين الذين استشهدوا وهم يقاتلون إلى جانب جيش الحكومتين السورية والعراقية. وتمتلك إيران العديد من المتاحف المخصَّصة لتاريخ البلاد. غير أن الأماكن، التي تُذكّر بأحداث استشهد فيها أبطال إيرانيون وغيرهم من "المدافعين البارزين عن الإسلام"، تحظى بأهمية خاصة ومن بين هذه الأحداث استشهاد أكثر من أربعمائة إيراني أثناء حالة تزاحم جماعي حدثت في مكة خلال الحج في عام 2015. وفي أكبر مقبرة في إيران، وهي مقبرة "بهشت زهرا" في العاصمة طهران، يوجد قسم مخصص للشهداء الذين استشهدوا في الحج وفي سوريا والعراق وهنا تجدر الاشارة إلى أن تأثير هذه المقابر مثل مقبرة "بهشت زهرا" يصل إلى أبعد من حدود البلاد وفي القسم المخصص للشهداء الدوليين والمدافعين عن الإسلام من غير الإيرانيين، توجد نصب تذكارية لجميع المتوفين من أعضاء "حزب الله" اللبناني وخلال السنوات الماضية.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأنه بعد ارتفاع عدد الشهداء الإيرانيين في سوريا والعراق، نظمت طهران مؤتمرا لدعم عوائل العسكريين الإيرانيين الذين استشهدوا في سوريا تحت عنوان "تكريم عوائل حماة الحرم". ودعا المؤتمر الإيراني أسر وأقارب الشهداء الإيرانيين من ضباط وعناصر الحرس الثوري وقوات الباسيج لحضور المؤتمر لتكريمهم، تقديراً لتضحيات أبنائهم بأرواحهم بسوريا من أجل مصلحة بلادهم. وخلال ذلك المؤتمر أكد ممثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية "محمد آل صادق" في حفل التكريم الذي اقيم لعوائل شهداء حرس الثورة الاسلامية وعوائل شهداء حزب الله الذين امتزجت دماؤهم بدماء الشهداء العراقيين دفاعا عن العراق والمقدسات في الحرب على تنظيم داعش الارهابي: "إن أمريكا لم تولي اهتماماً للخطر الداعشي الذي هدد بغداد ولقد أرسلت إيران آلاف الاطنان من المساعدات العسكرية والمستشارين الى العراق فور دخول داعش، وأن ايران هي اول من ارسلت طائرة لمساعدة اهالي مدينة امرلي حين كانت محاصرة بالكامل من قبل الدواعش".