الوقت- على وقع الأزمة التي تعيشها المنطقة بشكل عام، ولبنان على وجه الخصوص، التقى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل حيث جرى البحث في التطورات الإقليمية والمحلية.
ويأتي اللقاء المطوّل الذي استحوذت الأوضاع الداخلية على الحيّز الأكبر منه في ظل مستجدات اقتصاديّة غير مطمئنة وتخوف شعبي من الانهيار الاقتصادي.
وقد أشارت المصادر إلى أنهّ قد تم الاتفاق في هذا اللقاء على ضرورة تأمين الاستقرار الاقتصادي من خلال القيام بكل الإجراءات اللازمة لضبط الوضع الاقتصادي وتحسينه، وضرورة العمل على زيادة موارد الدولة وإصدار موازنة 2020 وفيها إصلاحات جذرية من شأنها تحسين الواقع الاقتصادي والمالي ووجوب الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، كذلك وجوب تخفيض عجز ميزان المدفوعات وحل مشكلة النازحين.
وفي حين ركّز السيد نصرالله والوزير باسيل خلال اللقاء على الوضع الاقتصادي، توقّف اللقاء عند أهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي الأمني وتفعيل العمل النيابي والحكومي كما تفعيل عمل مؤسسات الرقابة ومقاومة الفساد، سريعاً ما ظهرت معالم هذا اللقاء بين الأمين العام لحزب الله ورئيس التيار الوطني الحر حيث ساهم في تسهيل ولادة الموازنة بالتزامن مع إصلاحات طرحها تكتل "لبنان القوي".
كثيرون تطرّقوا إلى أهمية هذا اللقاء في الشكل والمضمون والتوقيت، وهنا بعض ما دار في هذا اللقاء وحوله:
أولاً: هناك إشارات لوصايا عشر عقبت هذا اللقاء أغلبها يحمل طابعاً اقتصادياً نظراً للأزمة التي تعيشها بيروت، وهي كالتالي:1- ضرورة تأمين الاستقرار الاقتصادي، 2- ضرورة زيادة موارد الدولة، 3- إصدار موازنة 2020 بإصلاحات جذرية، 4- وجوب الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى المنتج، 5- وجوب تخفيض عجز ميزان المدفوعات، 6- حل مشكلة النازحين، 7- الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، 8- تفعيل العمل النيابي والحكومي، 8- تفعيل عمل مؤسسات الرقابة، 10- مقاومة الفساد.
ثانياً: في حين أشار حزب الله إلى القضايا الرئيسة التي شملها اللقاء، وصفت مصادر في التيار الوطني اللقاء الذي عقد في ظروف غير عادية في لبنان والمحيط، بالمهم والشامل الذي ركّز على وضع لبنان على سكّة الاستقرار الاقتصادي.
لم يقتصر لقاءات الساعات السبع على الشقّ السياسي، بل تحدّثت مصادر عن تحضيرات تم ترتيبها تتعلّق بالمفاوضات الحدودية التي تتم برعاية أمريكية وأممية، وتشير المصادر إلى تقديم الوزير باسيل توضيحات للسيد نصرالله حول الدور الأمريكي ولاسيّما مع عودة مبعوث واشنطن دايفيد شينكر إلى بيروت.
ثالثاً: يبدو واضحاً أن اللقاء تطرّق إلى العلاقة بين الحليفين أي التيار وحركة أمل لاسيّما الرسالة التي بعثها رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس النواب، ولطالما أبدى حزب الله حرصه في الحفاظ على العلاقة المرتبكة بين التيار وأمل، وبالتالي ما أكّده السيد نصرالله في هذا اللقاء لضيفه أنّ أي خلاف في الوضع الراهن سيزيد من أزمة البلد، وإن كان يصبّ في مصلحة أي طرف من الأطراف.
في الخلاصة، يمكن القول إن هذا اللقاء هو لقاء العام بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وفي حين ركّز السيد نصرالله والوزير باسيل على وجع الناس، لم يغفلوا عن التحديات الإقليمية التي ترتبط بدول المنطقة.