الوقت- سعت السعودية الى شن حرب نفسية واعلامية ضد ايران بعد حصول الاتفاق النووي واوعزت الى ابواقها الاعلامية بث شائعات حول تراجع دعم ايران لحلفائها في اليمن وسوريا بعد الاتفاق النووي وبموازاة ذلك زادت الرياض من حدة عملياتها العسكرية في اليمن وارسلت قواتها المرتزقة الى هناك لاحتلال مناطق في ذلك البلد.
وتسعى السعودية التي انزلت قوات مرتزقة في عدن الى جر المعارك نحو مناطق اخرى مثل لحج كما ان الرياض لديها رغبة في استخدام القوات الاردنية في المعارك وفي هذا السياق زار وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان والرئيس اليمني المستقيل والفار منصور هادي الاردن، وهناك ايضا انباء عن استعداد مصري للمشاركة في هذه العمليات، وفيما تقول صحيفة القدس العربي التي تعكس السياسات القطرية ان السعودية اوجدت مجموعة 2+6 (وهي دول مجلس التعاون بالاضافة الى الاردن ومصر) في مقابل مجوعة 1+5 التي فاوضت ايران بالمفاوضات النووية، تتبادر الى الاذهان اسئلة حول الاهداف السعودية باليمن في المرحلة المقبلة ومدى قدرة الرياض على تحقيق تلك الاهداف.
اهداف التحرك العسكري السعودي في عدن
فشلت السعودية التي كانت قد اعلنت انها تريد تحويل اليمن الى ارض محروقة في تحقيق اي من اهدافها العسكرية والسياسية في اليمن فحركة انصارالله والجيش اليمني باتوا قادرين حتى على شن عمليات في عمق الاراضي السعودية وقصف الاهداف السعودية حتى في محافظة الرياض كما ان هناك انباءً عن تحرك اهالي مناطق عسير ونجران والجيزان السعودية الذين هم من اصول يمنية للانفصال عن هذا البلد والانضمام لليمن.
وفيما قطعت السعودية الأمل من عودة منصور واتباعه الى صنعاء فانها تسعى الآن الى اعطاء عدن لهؤلاء كبديل عن صنعاء لكن مسؤولي حكومة منصور لم يستطيعوا المكوث سوى ساعات قليلة في عدن وبالاضافة الى ذلك هناك انباء عن وجود شرخ وخلافات بين صفوف هؤلاء المسؤولين للاستيلاء على مناصب.
محاولات السعودية لتحويل شمالي اليمن الى غزة أخرى
تشابهت التكتيكات الحربية السعودية في اليمن الى حد كبير مع التكتيكات الحربية التي استخدمها الكيان الاسرائيلي في الحروب التي شنها على لبنان وغزة ما عزز التكهنات بأن يكون الكيان الإسرائيلي هو من يضع خطط الهجمات او ان هناك غرفة عمليات مشتركة بين السعودية والكيان الاسرائيلي لادارة الحرب في اليمن وقد قالت اوساط يمنية ان خطة السعودية لاقتطاع عدن واسكان عملائها فيها تشبه الخطة الاسرائيلية لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
وقد قال موقع "يمن ستريت" الاخباري ان السعودية اذا نجحت في السيطرة على عدن والمناطق القريبة منها مثل العند ولحج وأبين فانها ستعمل لنقل السلطة من صنعاء الى عدن وستحول شمال اليمن الى قطاع غزة آخر حيث يكون معزولا ومحاصرا لكي تصبح حركة انصارالله محصورة كحركة حماس وسيلعب منصور هادي او رئيس وزرائه خالد بحاح دور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ان السعودية التي انزلت قوات في خليج عدن سوف لن تتراجع عن هذه الخطوة لأن السيطرة على خليج عدن كان حلما سعوديا قديما كما كشفت عنه وثائق موقع ويكيليكس الذي قال ان الامير نايف كان قد شكل لجنة من اجل تحقيق هذا الحلم.
كما كشف موقع "يمن ستريت" عن خطة سعودية اخرى لإحكام سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت وقال ان هذه الخطة تعتبر خطة استراتيجية للسعودية التي تريد عدم توحد اليمنيين الجنوبيين عبر ابقاء حضرموت خارج دائرة السيادة الوطنية اليمنية.
ان الخطة السعودية لتمزيق اليمن بدأت تتضح معالمها شيئا فشيئا ويبدو ان الرياض ربما ستذهب الى ابعد من مجرد تنفيذ المخططات الاسرائيلية التي نفذت في فلسطين بل ستزيد عليها خططا وافكارا تدميرية اخرى وبذلك يمكن القول ان السعودية ذاهبة نحو تخطي قرارات الأمم المتحدة الصادرة بشأن اليمن والتي لم تتحدث ابدا عن تقسيم هذا البلد.