الوقت- حذر وزير الخارجية الأمريكي من عدم مصادقة الكونغرس الأمريكي على الاتفاق النووي مع إيران، مشدداً على أن التراجع عن هذا الاتفاق سيمزق الوحدة الدولية بشكل كامل.
ودافع جون كيري خلال مقابلة مع مجلة (أتلانتيك) الأمريكية عن الاتفاق النووي مع إيران، مشدداً على ان رفض الكونغرس لهذا الاتفاق سيسبب حرجاً كبيراً لأمريكا وسيضعف مصداقيتها على الساحة الدولية.
وردّ الوزير الأمريكي على سؤال الصحفي (جيفري غولدبيرغ) حول احتمال عدم التزام طهران ببنود الاتفاق خصوصاً ما يتعلق بتفتيش منشآتها النووية بالقول: إن الاتفاق النووي يقتضي تطبيق البروتوكول الإضافي الذي تم التوصل إليه بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي يعني عملياً أن إيران ستبقى دائماً تحت مراقبة الوكالة، وفي حال خرقها شروط الاتفاق، سنعلم بذلك سريعاً، مشيراً إلى أن إيران بامكانها انتاج قنبلة نووية لكنها لم تفعل، مشدداً في الوقت نفسه على أن الاتفاق لا يملك بديلاً، وأنه إذا لم يتم تنفيذه فإن ذلك يهدد بأزمة عسكرية في الشرق الأوسط.
وأضاف أنه من غير الممكن إزالة برنامج إيران النووي بالسبل العسكرية، وهذا ما يستطيع تأكيده العسكريون كذلك، مشيراً إلى ان واشنطن ما زالت ملتزمة بسياساتها المعارضة لإيران رغم التوصل إلى الاتفاق النووي.
وأوضح كيري في هذه المقابلة ان الاتفاقية النووية مع طهران ليست مبنية على توقعات أو تفاهمات فيما ستقوم به إيران وسلوكها في المنطقة، مؤكداً أن التركيز إنصب بصورة حصرية على البرنامج النووي ذاته، وتابع قائلاً: "هدفنا هو تنفيذ الاتفاقية بصورة كاملة".
وفي جانب آخر من هذه المقابلة قال وزير الخارجية الأمريكي إن الاتفاق الذي أبرم في فيينا يأتي تتويجاً لعامين من المحادثات المكثفة حول البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً ان الاتفاق كان أفضل من أي خيار آخر جرى الحديث عنه ولا بديل عنه.
وأشار كيري إلى إنهيار نظام الحظر على ایران، وقال لو انسحبت أمريكا من جانب واحد من مسيرة المفاوضات النووية مع طهران فإن بقية الدول الكبرى سوف لن تتفاعل معها، رافضاً الانتقادات بأن طهران بعد انتهاء القيود يمكنها أن تعيد برنامجها النووي خلال عدة أشهر فقط .
كما أشار إلى أن موسكو وبكين اللتين تعارضان الحظر المفروض على الاسلحة والصواريخ الباليستية الإيرانية، سوف تتركان واشنطن لوحدها، لأن بقية الدول لها أدلتها الخاصة للتشتت.
من ناحية أخرى تابع كيري ان البرتوكول الاضافي قد اعطى الحق للوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ جميع فقرات الضمانات على جميع المواد الانشطارية في إيران للتأكد من عدم انحراف برنامجها النووي لاهداف تسليحية نووية، وتحقيقاً لهذه الغاية فإن على جميع الدول التي ليس لها امكانية الوصول إلى الاسلحة النووية ان تنفذ الاتفاق الشامل مع الوكالة الدولية في هذا الجانب .
ورأى كيري أنه في حال رفض الكونغرس الاتفاق النووي فإن إيران سوف لن تسمح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى أراضيها، وإذا قررت طهران البدء في إنشاء منشأة نووية أخرى تحت الجبال، فإنها سوف تواصل عملها بدقة أكثر وبعمق أكبر، فعندها لا يمكن للقنابل الخارقة للتحصينات بالوصول إلى هذه المنشأة، وفي حال اللجوء إلى مبادرة عسكرية فإن أمريكا لا يمكنها الحصول على تأييد من مجلس الامن الدولي كما انها ستفقد دعم حلفائها، مشيراً إلى أن حلفاء واشنطن الغربيين خصوصاً فرنسا وبريطانيا وألمانيا يدركون أيضاً بأن هذا الاتفاق هو اتفاق جيد.
وتحدث كيري في هذه المقابلة عن تعاطفه مع الكيان الاسرائيلي، مشيراً إلى ان تل أبيب غاضبة ليس لأن الاتفاق النووي مع إيران سيء؛ بل لأنها تدرك ان عدم توقيع هذا الاتفاق سيتسبب بعزلة دولية لواشنطن، وقال بأنه حساس جداً تجاه الكيان الإسرائيلي معرباً في الوقت ذاته عن اعتقاده بوجود إجراءات من شأنها ان تحول دون محاصرة هذا الكيان.
ونوّه كيري إلى أن الإيرانيين لهم اختلافات أيديولوجية أساسية مع "إسرائيل". وقال في معرض رده عن سؤال الصحفي (جيفري غولدبيرغ) بأن الإيرانيين يسعون للقضاء على الكيان الاسرائيلي بأنه لا يعرف شيئاً حول هذه القضية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ان الكيان الاسرائيلي صديق وحليف لبلاده وهو ما يعزز من حساسية واشنطن تجاهه، مشيراً إلى انه لا يريد ان تكون تل أبيب محاصرة ومعزولة، ولا يريد أن يراها تعاني من مشاكل أو أي توترات اخرى.