الوقت- اعترف الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، بمقتل ضابط وإصابة آخر بجروح متوسّطة خلال مشاركتهما في تنفيذ عملية داخل قطاع غزة تخللها تبادل لإطلاق النار مع مقاومين فلسطينيين شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في وقت قطع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زياته إلى باريس وعاد إلى فلسطين المحتلة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بادئ الأمر في بيان مقتضب له: "اشتباكات خلال نشاط أمني في منطقة داخل قطاع غزة" دون تقديم المزيد من التفاصيل، إلا أنه عاد واعترف بمقتل ضابط وإصابة آخر في العملية.
وذكرت مصادر إعلامية وأمنية إسرائيلية أن فصائل المقاومة أطلقت العشرات من الصواريخ والقذائف باتجاه المستوطنات والكيبوتسات المحاذية للقطاع على إثر العملية التي نفذتها في قطاع غزة.
وطلبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من سكان المستوطنات الذين يقطنون في محيط القطاع بالبقاء قرب الملاجئ، وعطلت الدراسة في المدارس والجامعات المحاذية للقطاع.
وحسب تحليل مواقع إسرائيلية للعملية السرية التي استطاعت المقاومة إفشالها وأربكت حسابات الاحتلال الإسرائيلي فإن دخول قوة من الجيش الإسرائيلي حتى لو كانت ذات تدريب جيد ومؤهلة لذلك إلى بلدة في قطاع غزة عملية تعرض حياة الجنود للخطر ويمكنها أن تؤدي إلى وقوع أحدهم في الأسر.
بدوره قال المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرنوت: ما الذي حدث هناك بالضبط، كيف ولماذا انكشف عناصر العملية السرية وتورطوا في الاشتباك؟ والأمر الآخر المثير للحيرة: كيف ظهر قائد رفيع من حماس في مسرح العملية، فقتل خلال الاشتباك؟ هل حضرت القوة الإسرائيلية لملاحقة أنشطته، على سبيل المثال، في تعقب حفر الأنفاق؟، ويقول المحلل العسكري إن حركة حماس مترددة هل ترد بنيران الصواريخ بصورة واسعة النطاق على "إسرائيل" أم تضبط نفسها حتى لا تخسر التسهيلات التي تحصل عليها مقابل التهدئة، لكن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة "الجهاد الإسلامي" تدفع باتجاه الرد على هذه العملية، وحماس لن تصمد أمام هذه الضغوط، من ناحيته، سيرد الجيش الإسرائيلي في كل حال على إطلاق الصواريخ وقد نتوقع عدة أيام من الاشتباكات.
الرواية الكاملة للهجوم
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة "أشرف": أن 7 فلسطينيين استشهدوا بينهم قيادي كبير في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، خلال تسلل قوة إسرائيلية خاصة في سيارة مدنية لمنطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب بعمق 3 كم شرقي خانيونس.
بدورها أصدرت كتائب القسام الذراع العسكريّ لحركة حماس، مساء الأحد، بياناً مقتضباً حول الأحداث الجارية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وقالت الكتائب في بيانها:" تسللت مساء اليوم قوةٌ خاصةٌ تابعة للعدو الصهيوني في سيارة مدنية لمنطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب بعمق 3 كم شرقي خانيونس، وقامت هذه القوة باغتيال القائد القسامي نور بركة"، وأضاف البيان: "بعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصفٍ للتغطية على انسحاب هذه القوة ما أدى لاستشهاد عددٍ من أبناء شعبنا.
إلى ذلك ذكرت مصادر فلسطينية أن المضادات الأرضية التابعة للمقاومة الفلسطينية استهدفت طائرات الاحتلال في أجواء قطاع غزة، وبينما أطلقت صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مستوطني تجمع مستوطنات "أشكول" الواقع شرق رفح وخان يونس البقاء قرب الملاجئ تحسباً لأي طارئ.
وقال المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، عبر تويتر: "كل التحية للمقاومة الشجاعة التي تتصدى لهذا الاعتداء الإسرائيلي الجبان، وما تقوم به المقاومة الباسلة هو عمل بطولي شجاع يؤكد على أن أنها يقظة وحاضرة بقوة في الميدان وتقوم بواجبها الوطني والكبير في التصدي لهذا الغدر الصهيوني والدفاع عن شعبنا وتدفيع العدو ثمن جريمته".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر قطع زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، والعودة إلى إسرائيل على خلفية الاشتباكات على الحدود مع غزة، وكتب نتنياهو في "تويتر": "على خلفية الأحداث الأمنية التي وقعت جنوب البلاد قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اختصار زيارته إلى باريس والعودة إلى إسرائيل هذه الليلة".
كما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن وزير الحرب الإسرائيلي افغيدور ليبرمان يقود شخصياً غرفة العمليات لمتابعة التطورات الأمنية في غزة.