الوقت- يوما بعد يوم يتوضح مدى فداحة الخسائر الكبيرة التي تتسبب بها الجماعات التكفيرية والارهابية للأمة الاسلامية جمعاء، فقد افاد موقع "زاوية" الاقتصادي التابع لوكالة رويترز أن تنظيم داعش الإرهابي كبد المنطقة العربية خسائر فاقت تريليون دولار (ألف مليار) خلال عام 2014، وقال إنه بعد مرور سنة على إعلان قيام تنظيم داعش الارهابي، تجاوزت خسائر المنطقة العربية اقتصادياً أكثر من تريليون دولار في قطاعات عدة أهمها النفط والسياحة والبنى التحتية، وتراجع إجمالي الناتج المحلي في دول مثل سوريا والعراق وتونس خلال عام واحد من المواجهات المسلحة المباشرة وغير المباشرة مع التنظيم المتطرف وزاد حجم الإنفاق العسكري بأكثر من 40 في المئة في دول عربية عدة في مقدمتها السعودية والإمارات وقطر.
ويسيطر داعش في الوقت الحالي على نحو 50 في المئة من مساحة سوريا، فهي تتواجد في 9 محافظات هي حمص والرقة ودير الزور والحسكة وحماة وحلب ودمشق وريف دمشق والسويداء، كما أنها تسيطر على 30 في المئة من مساحة العراق.
وقد تشكل تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق على يد ابي بكر البغدادي الذي كان من ارهابيي تنظيم القاعدة وقد دخل داعش في الحرب مع حكومتي العراق وسوريا وباقي الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا، وتفيد التقارير الواردة ان دولا مثل السعودية وقطر والامارات هي من بين الدول العربية التي تعتبر من اهم مصادر تزويد داعش بالدعم المالي والعنصر البشري، وهناك ايضا تركيا التي تدعي في مواقفها الرسمية بأنها لاتدعم داعش بأي شكل من الاشكال لكن الوثائق المسربة والتقارير الاعلامية المنشورة تدل على ان تركيا هي من اهم الجهات التي تزود داعش بالقوات والسلاح والعتاد بالاستفادة من اموال الدول العربية الضالعة في هذا المجال.
والى جانب التكلفة المالية الكبيرة التي تسبب بها تنظيم داعش الارهابي للدول العربية فان العدوان الذي يشنه التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن وعمليات القتل التي يتعرض لها المواطنون اليمنيون قد زاد من الخسائر الاقتصادية والعسكرية للدول العربية حيث يقول الكاتب العربي الشهير عبدالباري عطوان ان التكلفة المادية والبشرية والامنية للعدوان العربي الامريكي على اليمن خلال الاشهر الثلاثة الماضية هي اكثر من 50 مليار دولار.
اعادة الاعمار بدلا من التدمير والعدوان
ان العمليات الارهابية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وتونس وليبيا ومصر قد اضرت بشكل كبير بالبنى التحتية الامنية والاقتصادية لهذه الدول وتسببت ايضا بوجود حالة من الاضطراب النفسي لدى شعوب هذه الدول وهذا في وقت كان يمكن للسعودية وباقي حماة الارهاب في المنطقة ان يصرفوا دولاراتهم على اعادة اعمار الدول العربية بدلا من صرف مئات المليارات من الدولارات لدعم الاجرام الدموي الذي يستهدف شعوب سوريا والعراق واليمن ولبنان المسلمة.
ان الميزانية السنوية لسوريا والعراق واليمن ولبنان مجتمعة تبلغ 200 مليار دولار في السنة وهذا يعني بأن السعودية وقطر وبعض الدول الخليجية والذين صرفوا مئات المليارات من الدولارات خلال السنوات الـ 4 الماضية للدمار والقتل في سوريا ومن ثم لبنان والعراق واليمن كان بامكانهم ان يتسببوا في ازدهار واعمار الدول التي ذكرناها لكن السعودية والدول العربية الرجعية قامت بايعاز من امريكا بصرف دولاراتها النفطية لاشعال نيران الفتنة وقتل المسلمين خلال السنوات الماضية کرماً لعيون الكيان الاسرائيلي.
ولاتهتم السعودية والدول الرجعية العربية حتى بمواطنيها لأن هذه الدول كان باستطاعتها القيام بمشاريع تنموية كبيرة في داخل اراضيها بدلا من صرف هذه المئات من المليارات الدولارات على تشكيل الجماعات الارهابية ودعمها وتسليحها.
وتعاني السعودية حاليا من عجز في الميزانية يبلغ 39 مليار دولار بسبب الاموال الطائلة التي صرفتها لاشعال الفتن وتغذيتها في سوريا ولبنان والعراق وليبيا ومصر وتونس واليمن مؤخرا، وقد تضطر السعودية الى بيع الاوراق المالية في نهاية العام الحالي لسد العجز في ميزانيتها.
وهنا يتبادر سؤال الى الذهن وهو ألم يكن من الافضل لآل سعود والدول الرجعية العربية في المنطقة بأن تبادر الى اعمار وتنمية الدول الاسلامية وكذلك شعوبها والتفكير من اجل انقاذ شعوب اسلامية مظلومة ومضطهدة بدلا من خلق جماعات ارهابية تحرق الحرث والنسل؟