الوقت-يعدّ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، بعد الدعم الذي تلقاه من أعضاء الحزب الجمهوري واللوبي الصهيوني وبعض الدول العربية المناوئة لإيران، خرقاً واضحاً للقانون الدولي خصوصاً ان الاتفاق موّقع من أمريكا وإيران والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وليس من أمريكا وحدها، وهذا يشير إلى أن أمريكا تسعى وراء أهداف أخرى بدلاً من دعم المجتمع الدولي فيما يسمى بمكافحة انتشار الأسلحة النووية، وعلى الرغم من رفض مستشاري ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، أصرّ ترامب على ذلك مطلقاً على الاتفاق اسم "أسوأ صفقة".
وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، مايك بومبيو، في الأيام الماضية أن الجولة الثانية من العقوبات الجديدة ستدخل المرحلة التنفيذية في نوفمبر من هذا العام، وتهدف هذه العقوبات الجديدة إلى استهداف صادرات النفط الإيرانية، وفي هذا السياق، تحاول الإدارة الأمريكية في أقرب وقت ممكن إقناع المزيد من الدول بخفض وارداتها النفطية من إيران من أجل خفض إيراداتها وزيادة الضغط على الداخل الإيراني في محاولة لتقليب الشعب على النظام.
ومن أجل الإضاءة على هذا الموضوع أجرى موقع "الوقت" مقابلة مع البروفيسور فرانك فان هيبل، مساعد الأمن القومي السابق في البيت الأبيض، ومتخصص في العلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك التحكم في الأسلحة النووية ومنع الانتشار النووي، وتوازن سياسة الطاقة والتكنولوجيا، وكان قبل التحاقه بجامعة برينستون، مسؤولاً عن البحث في فيزياء الجسيمات الأساسية لمدة 10 سنوات، ولديه كتب عديدة من بينها كتاب الأسس التقنية لحظر الانتشار النووي ونزع السلاح، ومستقبل الطاقة الذرية وتحسين الاقتصاد وكتب أخرى مثيرة للاهتمام، وفي عام 1993، نجح هيبل في الحصول على "الفولوشيب" في جامعة " ماك آرتور" للبحوث التقنية، وهو حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة أكسفورد، وهو حالياً عضو في مجلس إدارة الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية.
يعتقد البعض أن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران لن تكون فعّالة كالسابق بسبب عدم وجود إجماع عالمي عليها، فما هو رأيك في ذلك؟
أتفق مع الرأي القائل بأن أمريكا وإدارة ترامب قد تم عزلهما عن بقية أعضاء مجموعة 5 + 1 في مسألة فرض عقوبات جديدة، وبالتالي، فإن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران لن تكون مؤثرة وفعّالة.
صحيح أن أمريكا قد خرجت لوحدها من الاتفاق النووي، إلا أنها تستطيع فرض عقوبات على الدول الأخرى من خلال فرض عقوبات على باقي الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران وإجبارها على الانسحاب من السوق الإيرانية، لذا فإن الاتفاق في هذه الحالة لا يحقق طموحات إيران، فما هو رأيكم؟
سوف تكون إدارة ترامب قادرة على تهديد الشركات الأوروبية وفرض الاختيار عليها بين السوق الإيرانية والسوق الأمريكية، في الواقع، بالإضافة إلى التهديد، فإن الحكومة الأمريكية ستجبرهم على فعل ذلك.
وبناء على ذلك، ستنسحب الشركات الأوروبية شيئاً فشيئاً من السوق الإيرانية، على أي حال، كان من المتوقع أن ترتفع العلاقات التجارية الأوروبية مع إيران بعد الاتفاق النووي، ولكن مع فرض العقوبات الثانوية من قبل أمريكا سينخفض حجم التجارة الأوروبية مع إيران.
في المقابل، فإن الشركات الصينية والروسية لن تتأثر بهذه العقوبات.
أعلنت أمريكا أن على الدول الأخرى قطع واردات النفط من إيران بحلول نوفمبر، وإذا أخفقت إيران في تصدير نفطها، هل تعتقدون أنها ستبقى في الاتفاق النووي؟
لا أعتقد أن دعوة ترامب لمقاطعة الواردات النفطية الإيرانية ستكون فعّالة، وأنا أفهم أن إيران يجب أن تكون غاضبة من سلوك حكومة ترامب التي اتخذت بعض الخطوات الخبيثة، وكردة فعل أولى من إيران على هذا الموضوع أعتقد أنها قد تتخلى عن بعض القيود المنصوص عليها في الاتفاق وتعيد بناء قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
إلا أن المتطرفين في "إسرائيل" والسعودية وأمريكا يسعون لتحريض إيران على الخروج من الاتفاق النووي من أجل تحقيق مصالحهم، وعندما تفعل إيران ذلك سيجلس هؤلاء المتشددون ويقولون "إيران تبحث عن قنابل نووية وعلينا قصف منشآت إيران النووية".
وهنا إن وقعت الحرب لن تكون أمريكا في مأمن من صواريخ إيران، بل إن جميع الأطراف المشاركة فيها لن تكون بمأمن من ذلك، وأنا أعلم أن داخل إيران اليوم هناك بحوث حول كيفية الرد على إجراءات ترامب الخبيثة.
اتخذت حكومة ترامب خطوات فظيعة وخطيرة داخل أمريكا نفسها، وقد أدّت هذه الإجراءات إلى تشكيل مقاومة وطنية في أمريكا، والهدف الأول لهذه المقاومة الوطنية هو هزيمة ترامب في انتخابات الكونغرس في نوفمبر، والسيطرة على الكونغرس الأمريكي، وحتى لو استطاعت حركة المقاومة الوطنية الانتصار في انتخابات الكونغرس القادمة، فسوف يظل ترامب في السلطة حتى عام 2020، لذلك، لا أعتقد أنه بحلول عام 2020 سيحدث أي تغيير في سياسة البيت الأبيض في قضية الاتفاق النووي في ظل وجود ترامب في الحكم.
بناء على التحولات الجديد في الاتفاق النووي، ما هو توقعك حول هذه الاتفاقية؟
آمل أن يستطيع المعتدلون الحؤول دون وقوع الحروب، يجب علينا في أمريكا أن نحارب من أجل هزيمة الأسس والقواعد التي وضعها المتشددون وأمراء الحرب.