الوقت- بعد مرور 9 سنوات، ازدل الستار يوم أمس الاثنين على الانتخابات اللبنانية معلنة بدأ مرحلة سياسية جديدة في لبنان مفادها ان المقاومة وحلفائها قد حصدوا الأغلبية في المجلس النيابي (67 مقعداً)، في المقابل تلقى بن سلمان وحلفائه صفعة قوية بخسارتهم الأفضلية التي كانوا يتمتعون بها سابقاً، حيث مني الحليف الأبرز للسعودية سعد الحريري بالخسارة الأكبر في تاريخه بخسارة 13 مقاعداً نيابياً ما يقدر بثلث مقاعده السابقة (33 مقعد) في مناطق كان يعتبر فيها الرقم واحد على مستوى التمثيل، منهية احتكار تياره الأزرق للتمثيل السني في لبنان، كما ان العلامة الفارقة في هذه النتائج كان خسارة كل من اشرف ريفي وقوى الرابع عشر آذار المعركة، بالرغم من الدعم والتمويل السعودي الذي كانت تتلقاه قبل الانتخابات.
الحريري: بالرغم من الدعم الهائل الذي تلقاه سعد الحريري من بن سلمان وخاصة عبر ارسال الأخير طائرة خاصة محملة بما يقارب المليار دولار لدعم حملة الحريري الانتخابية، الا ان الأخير تلقى الصفعة الأكبر في الانتخابات، ولم يعد بمقدوره الحديث عن احتكار التمثيل السني في البلاد واحتكار تمثيل المدن الكبيرة، ولا عن قيادة الفريق السياسي المنتمي الى المحور الاميركي ـــ السعودي في لبنان. ما خسره الحريري من العرقوب الى صيدا وجبل لبنان وبيروت وطرابلس وصولا الى زحلة والبقاع الغربي، لن تعوضه أي أموال، كما ان هذه النتائج زادت من صعوب مهمته في المرحلة القادمة بسبب ظهور أقطاب بارزين مناطقيًا ووطنيًا مثل أسامة سعد وعبد الرحيم مراد إلى فيصل كرامي وصولاً إلى نجيب ميقاتي
أشرف ريفي: الذرع الثانية لبن سلمان في عاصمة الشمال طرابلس، قطعت ايضاً حيث أجمع الإعلام المحلي على أن أبرز المفاجآت تمثلت بالخسارة المدوية للوزير السابق أشرف ريفي المصنف بأنه صاحب أكثر الخطابات تشددا حيال حزب الله، حيث لم يستطع ريفي من الوصول الى الحاصل الانتخابي الذي يخوله لدخول المعركة الانتخابية، وبالرغم من تلقيه الدعم المالي والسياسي من السعودية الا انه سقط امام فيصل كرامي ابن الرئيس السابق عمر كرامي بالضربة القاضية.
قوى 14 اذار: وكما ريفي وتيار المستقبل منيت بقايا 14 اذار بخسارة كبيرة بالرغم من الدور الكبير الذي لعبه سفير بن سلمان في لبنان من اجل لم صفوفها ودعمها بشتى أنواع الدعم، حيث اشارت النتائج الرسمية للانتخابات عدم تمكن أي شخصية من هذا التجمع من الوصول الى المجلس النيابي.
حزب الكتائب: ايضاً سامي جميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الذي حج قبل الانتخابات اللبنانية الى السعودية أكثر من مرة والتقى هناك بولي العهد السعودي الذي فتح خزائنه له في سبيل دعمه في الانتخابات اللبنانية بشرط مواجهة حزب الله، الا ان النتائج أظهرت تلقيه ضربة قوية ايضاً وتقلص عدد نوابه الى 3 نواب في المجلس النيابي بعد ان كانت 6 في السنوات الماضية.
الشخصيات الشيعية: كان أبرز الشخصيات التي دعمتهم الرياض في الانتخابات اللبنانية هو النائب السابق يحيى شمص، الذي يعيش ضمن البيئة الحاضنة لحزب الله في مدينة بعلبك، في محاولة لأخذ مقعد شيعي من المقاومة عبر شراء الأصوات والذمم الا ان الأخير وبالرغم من كل هذا لم يستطع ان يحصل على الحاصل الانتخابي الذي يخوله بالدخول في المنافسة مع الأطراف الأخرى.
وكان حزب الله المستفيد الأكبر من هذه الانتخابات، بالرغم من الهجمة الكبيرة التي كان يشنها بن سلمان عليه، حيث قال سماحة الشيخ علي دعموش، مسؤول العلاقات الخارجية لحزب الله ان المقاومة استطاعت في هذه الانتخابات من توجيه ضربة قوية للنظام السعودي الذي يعد هو والصهيوني أكثر المتضررين من هذه المعركة، كما ان كل مشاريعهم في المنطقة وكل محاولاتهم لإسقاط النظام في سوريا وكل رهاناتهم على الجماعات المسلحة، ولذلك فهم مربكون ويصرخون من فشلهم.
ختاماً، وكما توقعنا في مقالاتنا السابقة، والتي حملت عنوان "على من يصرف المال السعودي في لبنان"، فشل استثمارات بن سلمان في لبنان وضياع مال المواطن السعودي على مجموعة من الفاشلين الفاسدين كانوا هم احق بان تصرف عليهم، وامام هذه النتائج يبقى السؤال التالي: هل يعي بن سلمان ما اقترفته يداه ويعيد النظر في الخطط والتحالفات السابقة ليس في لبنان فقط بل في كل المنطقة، ام انه سيصر على ضرب رأسه بالحائط وتكراره لنفس المعزوفة بالاعتماد على هذه الزمرة الفاشلة التي لا تقوم سوى بامتصاص مال المواطن السعودي دون تحقيق أي نتيجة تذكر؟