الوقت- يجب وضع النظام الأمريكي في رأس قائمة منتهكي حقوق الإنسان في العالم جنباً إلى جنب مع الكيان الصهيوني باعتباره أكبر مجرم حرب قام بالكثير من الجرائم ضد الإنسانية وذلك لأن قادة النظام في أمريكا قاموا بالكثير من الأعمال الشنيعة والإجرامية وذلك من أجل تحقيق مصالحهم وأطماعهم، حيث قاموا بالكثير من المجازر بحق شعب "هيروشيما" و "ناجازاكي" في أقصى الشرق من آسيا وضد شعب "نينوى" و"كركوك" غرب آسيا وحتى بحق شعب "بنما" وبعض الدول في أمريكا الجنوبية وذلك وفقاً لما تتطلّبه مصلحة القادة الأمريكيين.

جريمة "واكو"
لقد انتقلت عمليات الإجرام والقتل التي يقوم بها النظام الأمريكي في كثير من بلدان العالم إلى داخل حدود هذا البلد وضدّ الشعب الأمريكي نفسه وتذكر العديد من المصادر التاريخية بأن النظام الأمريكي قد قام منذ تأسيسه بالكثير من الجرائم ضدّ الهنود الحمر "السكان الأصليين" وضدّ السود واللاجئين والمهاجرين وفي عام 1993 قام هذا النظام الوحشي بمجزرة كبيرة بحق "الداووديين" الساكنين في مدينة "واكو" التابعة لولاية تكساس الأمريكية، حيث قامت الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت بإحراق 82 شخصاً من النساء والأطفال وكبار السن بشكل متعمد.
الطائفة الداوودية
الداووديون هم أعضاء من الطائفة الدينية البروتستانتية التابعة للدين المسيحي وهذه الفئة من الناس تؤمن بشكل كبير بخروج مخلّص للبشرية في آخر الزمان ولتحقيق هذا الغرض وللتحضير للمخلّص، فهم يعيشون في منطقة زراعية معزولة في ولاية تكساس الأمريكية.
النظام الأمريكي يوجّه العديد من الاتهامات لزعيم الطائفة الداوودية
يعتبر "ديفيد كوريش" الزعيم الروحي للفرقة الداوودية ولقد قامت إدارة الأسلحة النارية "ATF" الواقعة في ولاية تكساس الأمريكية، بتوجيه العديد من الاتهامات للزعيم "كوريش" وللفرقة الداوودية وقالت إنهم يقومون بتخزين الكثير من الأسلحة النارية، كما أن مكتب المدعي العام الأمريكي اتهم الزعيم "كوريش" في عام 1992 بالفساد الأخلاقي ونظراً لعدم وجود أدلّة كافية، تم إغلاق هذه القضية وتم رفض ذلك الاتهام.

الهجوم الأول؛ انقضاض قوات الـ ATF
في 28 فبراير 1993، هاجمت إدارة شؤون الأسلحة النارية في ولاية تكساس المعروفة باسم "ATF"، مناطق الطائفة الداوودية بدعوى أن هذه الطائفة تمتلك الكثير من مخازن الأسلحة ولقد قُتل حوالي ستة أشخاص من أعضاء هذه الطائفة الداوودية أثناء تلك الاشتباكات.
تدخل قوات الـ FBI والجيش الأمريكي
ومع استمرار تلك الأحداث وتلك الاشتباكات مع أعضاء الطائفة الداوودية، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بإرسال مجموعة من الجنود وعدد من الدبابات العسكرية لمساعدة قوات الـATF وبالفعل استطاعت تلك القوات محاصرة أعضاء الطائفة الداوودية في منطقة "مونتي كرمل" ولقد استمر ذلك الحصار لمدة 50 يوماً.
حصار الـ 50 يوماً
في اليوم الخمسين من الحصار أي في الـ 19 نيسان 1993، قامت قوات الحصار الأمريكية هذه المرة بشنّ هجوم عنيف على منازل أعضاء الطائفة الداوودية في منطقة "مونتي كرمل" واستخدموا في هجومهم ذلك الدبابات والأسلحة النارية الثقيلة وتم إحراق 82 من أعضاء تلك الطائفة الداوودية بينهم عدد من النساء والأطفال الرضع.

مهمة دبابات الجيش الأمريكي في "مونتي كرمل"
في أعقاب الهجوم الوحشي الذي شنّته قوات الحكومة الأمريكية على أعضاء الطائفة الداوودية، قامت دبابات الجيش الأمريكي بهدم منازل الداووديين وحرقها وتفجيرها وبعد وقوع هذه الحادثة، قام المحامي "ليندا طومسون" بنشر فيلم يدور حول هذه الجرائم الوحشية في أنحاء أمريكا ولقد كشف ذلك الفيلم بأنه وخلافاً لمزاعم المسؤولين الحكوميين، قد تم اكتشاف أن الشفرات الطويلة التي تم تركيبها في دبابات الجيش الأمريكي كانت تقوم بنقل مخلفات الحرائق إلى باقي الأنقاض التي كانت لا تزال تحترق وذلك من أجل زيادة حجم النيران الملتهبة.
قتل الداووديين بالرصاص وبشكل مباشر / 5 أطفال دون سن 14 عاماً في تلك الحادثة
في الواقع لم تنتهِ الأعمال الوحشية للشرطة والجيش الأمريكي بحق الطائفة الداوودية باستخدام مواد قابلة للاشتعال وللدبابات، بل إنها تعدّت ذلك الأمر، حيث قامت تلك القوات الإجرامية بإطلاق النار بشكل مباشر على أعضاء تلك الطائفة ووفقاً لنتائج بعض التحقيقات المستقلة، فلقد قُتل أكثر من 20 شخصاً من أعضاء الطائفة الداوودية ومن بينهم 5 أطفال دون سن الرابعة عشرة.

محاولات وجهود الحكومة والكونغرس الأمريكي للتستر ولمحو آثار الجرائم ضد الطائفة الداوودية
في سياق التحقيقات القضائية للكشف عن مرتكبي ذلك الهجوم الوحشي الذي قامت به قوات الجيش الأمريكي ضدّ أعضاء الطائفة الداوودية، قامت الحكومة الأمريكية بالضغط على بعض الإدارات الحكومية لمحو وإخفاء جميع الأدلة التي تثبت تورط الشرطة والجيش الأمريكي في تلك الجرائم وقامت أيضاً السلطات المحلية في مدينة "واكو" بترميم بعض المناطق التي هاجمتها قوات الجيش الأمريكي وقامت أيضاً برصف الشوارع وذلك من أجل التستر على حجم الكارثة التي قامت بها تلك القوات في مناطق الطائفة الداوودية.