الوقت- ليست صدفة هذه القصة، السعودية تمول اطرافاً من بيئة المقاومة لخوض تحد انتخابي ضدها، وتحت شعارات سياسية يلتقي الدبلوماسي السعودي وليد البخاري شخصيات شيعية وسنية فكرية ودينية وسياسية واجتماعية في سبيل تطويعهم لتنفيذ رغبات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الاقتصاص من حزب الله لما قام ويقوم به من إنجازات كبيرة في المنطقة.
وقَبِل الكثير من هؤلاء هذه المهمة مشترطين الدعم المالي لحملاتهم الانتخابية، السعودية قبلت بشروطهم فقد أصبح مزعج لبن سلمان ان يرى هذا الالتفاف والاحتضان الشعبي من جميع طوائف لبنان للمقاومة، ومن اجل ذلك وضعت السعودية استراتيجية تحاول عن طريقها كسر واحراج المقاومة في مناطقها، حيث ستستفيد من الثغرات الصغيرة التي تسكن ضمن بيئة حزب الله لتشويه صورته من الداخل وخرقه بأخذ أكبر قدر ممكن من المقاعد النيابية المحسوبة على الشيعة.
"هي أموال سعودية اماراتية انتخابية ضد حزب الله"، هذا هو العنوان الهدف الذي عادوا اليه بعد تجربة الانتخابات 2009، حيث مولت السعودية ان ذاك حلفائها في لبنان فاق المليار دولار امريكي، ضمن خطة أراد السعودية منها خرق نيابي سياسي في بيئة المقاومة وفق برقية سيريه صادرة عن السفارة السعودية في باريس تحت الرقم 1703. وعلى ما يبدو انه هناك تناغم سعودي امارتي في قضايا اقليمية كثيرة، ويعد العداء لحزب الله واحدا منها، وهذا العداء يعود الى ما قبل حرب تموز في 2006 وصولاً حتى اليوم.
هذا العداء كشف عنه عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق حين قال "عندما تدفع السعودية أموالا لأتباعها من أجل استهداف المقاومة، ويقود ابن سلمان المعركة في التحالفات والتحريض وفي شراء الأصوات، يصبح صوتنا يوم الانتخابات فعل المقاومة".
وفي هذا المقال سوف نبرز عدد من الشخصيات التي تدعمهم السعودية بمال المواطن السعودي في الانتخابات اللبنانية في 6 أيار/ مايو القادم على ان يتبعها مقالات أخرى تبرز التدخل السعودي السافر بالشؤون اللبنانية.
نبدأ اولاً بالشخصيات الشيعية الأبرز التي من المقرر ان تلعب دور رأس الحربة السعودية في مواجهة حزب الله ومنها:
نديم قطيش: اعلامي لبناني ولد في بلدة عيناثا الشيعية في جنوب لبنان ثم انتقل لبيروت للدراسة الجامعية حيث إلتحق بالجامعة اللبنانية بكلية الاعلام والتوثيق ونال منها شهادة البكالوريوس، وهو يشغل حالياً منصب عضو في مجلس التحرير بقناة المستقبل الفضائية التابعة لتيار المستقبل في بيروت. قام الرئيس سعد الحريري بطرده من تلفزيون المستقبل بسبب ارتكابه أخطاء لا تغتفر وتمرده على زعيم المستقبل الا انه عاد بعد ضغط سعودي.
الشيخ الجوهري: عالم دين شيعي كان مرشهاً للانتخابات القادمة الا انه سحب ترشيحه فيما بعد بأوامر ملكية سعودية اذ ترى فيه المملكة أداة يمكن التأثير بها على بيئة حزب الله من الداخل كونه عالم دين، ففضلة سحبه من الواجهة كي لا تقوم بحرقه اعلامياً وسياسياً وهي تقدم له مختلف انواع الدعم، ويعد الشيخ الجوهري من الشخصيات التي تثير بلبة بين الحين والأخر، وهو دائما ما يهاجم حزب الله، يذكر ان الشيخ هو تاجر في الممنوعات ( تاجر كمبتغون) تم توقيفه غيابية بجرم مخدرات، وأحيل على النيابة العامة في جبل لبنان للتحقيق معه، الا انه بضغط سعودي افرج وزير الداخلية نهاد المشنوق( من أعضاء تيار المستقبل المحسوب على السعودية) عنه.
يحي شمص: هو نائب سابق في المجلس النيابي، معروف بمواقفه المناهضة لحزب الله، وهو مرشح عن المقعد الشيعي في بعلبك الهرمل على لائحة تيار المستقبل، اتهم عندما كان نائباً بتجارة المخدرات وتسهيل مرورها وقام المجلس النيابي اللبناني برف الحصانة عنه فيما بعد وحول الى التحقيق عام 1994 في جلسة في مجلس النواب في 24 شهر تشرين الثاني وتم صدور حكم عن محكمة الجنايات في بيروت في 12 حزيران 1996 بالسجن لمدة سبع سنوات أشغالاً شاقة بتهمة تهريب مخدرات وأطلق سراحه بموجب قانون عفو عام عن جرائم المخدرات، أقره المجلس بعد أربع سنوات على سجنه.
أسماء كثيرة من الطائفة الشيعية يدعمها بن سلمان بماله الأسود عله يحدث ثغرة في البيئة الحاضنة للمقاومة، الا ان هذا الاستثمار الرخيص في مشروع ضرب المقاومة، ادواته رخيصة فاسدة لا قيمة لها، ولا جدوى منه وسيعي الأمير الشاب بعد 6 أيار ان أمواله التي صرفها في هذا الاستثمار خاسرة وكان بالأحرى عليه صرفها على شعبه الذي يعيش منه 25 بالمئة تحت خط الفقر في المملكة.