الوقت- كان من اللافت جداً عودة الحادثة التي تعرّض فيها مواطنون مدنيون للضرب المبرح من قبل حراس أردوغان العام الفائت خارج مقر إقامة السفير التركي في العاصمة واشنطن.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فقد رفع 20 شخصاً دعاوى قضائية بحق الحكومة التركية في أمريكا، وتطالب الشكوى، التي رفعت أمام محكمة جزئية، بحصول 15 متظاهراً، أكثرهم موالٍ للأكراد، وجميعهم تقريباً من مواطني أمريكا وسكانها، على تعويضات عن الإصابات التي لحقت بهم.
من جهة أخرى رفع 5 ضحايا آخرون دعوى قضائية، في 3 مايو، للحصول على تعويضات بأكثر من 100 مليون دولار من تركيا.
الحادثة التي أضاءت عليها الصحيفة الأمريكية تعود وقائعها إلى مشهد مؤلم وقع قبل نحو عام أمام السفارة التركية في واشنطن، حين اعتدى الحرس الشخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرب مبرح على متظاهرين سلميين.
وبدأت المواجهات بعدما توجه المتظاهرون للاحتجاج قبالة السفارة التركية في واشنطن، حيث كانت وجهة الرئيس التركي خلال زيارته العام الماضي، وكانت النتيجة تعرّض البعض لحالات إغماء، وآخرين لارتجاج بالمخ، عقب هجوم تخلله الركل والضرب العنيف.
وتقول الصحيفة إنه خلال هذا المشهد كان الرئيس التركي يجلس في سيارة يراقب ما يجري من بعيد.
ومن المعلوم أن القضاء الأمريكي يرفض عادة النظر بالدعاوى الشخصية ضد حكومات أخرى إلا باستثناءات معينة، والمدّعون العامون في أمريكا كانوا قد أسقطوا اتهامات عن 11 من حراس أردوغان سابقاً، دون تحديد السبب.
وواجه مواطنان تركيان فقط، شاركا في الاعتداء على المتظاهرين، محاكمات داخل أمريكا على خلفية الهجوم، وحكم عليهما بأكثر من 300 يوم سجن.
لكن القضية الجديدة وضعت على سكة القضاء الأمريكي أخيراً، ومن غير المعروف إلى أين ستذهب هذه المحاكمات.
فالعلاقات التركية الأمريكية ليست بأفضل حالاتها، والمرجّح أنه مع فتح هذه القضية ستفتح فصول أخرى من الخلافات بين البلدين.