الوقت- انطلقت منصة فيسبوك لأول مرة في عام 2004 وكان يسمى في ذلك الوقت بـ" Thefacebook" وكان الهدف من إنشاء هذا الموقع الذي قام بتأسيسه "مارك زوكربيرغ" بالتعاون مع زميله في جامعة "هارفارد" الأمريكية "إدواردو سافيرين"، مساعدة طلاب الجامعات للتعرف على بعضهم البعض بصورة أسهل ولكن بحلول عام 2005، تم تغيير اسم هذا الموقع إلى فيسبوك "Facebook" وفي عام 2018 وصل موقع "فيسبوك" إلى طليعة المواقع المتخصصة بـ"التواصل الاجتماعي" ولقد سطر هذا الموقع أروع السطور في قصص نجاح المشاريع الصغيرة وساعدها لتتحول إلى مشاريع كبيرة، لقد حقق موقع "فيسبوك" الكثير من النجاحات وفي وقتنا الحاضر يحظى هذا الموقع الاجتماعي بشعبية واسعة ولديه الملايين من المستخدمين.
وفي سياق متصل قام "مارك زوكربيرغ" مؤسس هذا الموقع الاجتماعي في مطلع الشهر الماضي، بعرض تقرير أرباح الربع الرابع لعام 2017، حيث عرض فيه الإيرادات والنمو السريع لعدد المستخدمين وسعر الأسهم السوقية الخاصة بهذا الموقع وبهذا التقرير أصبح جلياً للعديد من مراكز التكنولوجيا في العالم بأن منافسة موقع فيسبوك باتت صعبة للغاية ويعتبر موقع "فيسبوك"، الموقع الأول على مستوى العالم وذلك لأن عدد مستخدميه وصل إلى 500 مليون شخص حول العالم وتقدر قيمته السوقية حوالي 15 مليار دوﻻر.
وعلى الرغم من كل تلك النجاحات التي حققها هذا الموقع وقصة النجاح التي لم تأتِ من فراغ، إلا أن هذا الموقع فقد ثقة مستخدميه بسبب سياسة التطفل والتجسس التي انتهجها خلال الآونة الأخيرة، حيث كشفت بعض وسائل الإعلام الغربية في منتصف شهر مارس الماضي عن سلسلة من تفاصيل الفضيحة التي ضربت شركة "فيسبوك" بعد اختراق حسابات ملايين المستخدمين لغرض اللعب بنتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة لمصلحة الرئيس الحالي "دونالد ترامب" وحول هذا السياق أعربت وسائل الإعلام تلك بأن فضيحة البيانات التي هزّت "فيسبوك"، أثّرت على ملايين الأشخاص أكثر مما كان متوقعاً ولقد أقرّ "مارك زوكربيرغ" مالك شركة فيسبوك، بارتكاب أخطاء كبيرة بعد فضيحة استغلال البيانات الشخصية من أجل التأثير على أصوات الناخبين في أمريكا ولقد أعلن "أنتونيو تاجاني" رئيس البرلمان الأوروبي أن النواب الأوروبيين سيحققون بشكل كامل في هذا الانتهاك غير المقبول لحقوق سرية البيانات.
من جهته أعلن "مارك زوكربيرغ" أنه قام بوضع معايير للنشر المسموح والممنوع للمستخدمين، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لن يسمح باتخاذ موقع فيسبوك منبراً لنشر الإرهاب وخطابات الكراهية والمواد غير الأخلاقية وأضاف إنه لن يسمح بدعم قادة المنظمات الإرهابية أو الموافقة على نشاطاتهم وإنه سيحظر كذلك الصور الخادشة للحياء ولكنه سيسمح بها فقط في الفن أو في مناقشة الحالات الطبية، إلا أن هذا الموقع تحوّل في أواخر 2016 إلى شريك إسرائيلي فعّال، يستخدمه آلاف الإسرائيليين لنشر رسائل وصور وفيديوهات تحرّض على العنف ضد الفلسطينيين وتدعو إلى قتلهم ولم يقم هذه الموقع بإزالة تلك المواد ولم يعتبرها مضامين محرضة على العنف في إطار سياساته الرقابية وهذا الشيء يؤكد بأن تلك السياسة التي ادّعى موقع فيسبوك بأنه ينتهجها للحدّ من الكراهية والإرهاب، ما هي إلا ادعاءات باطلة تخدم العديد من الأجندات الغربية.
وفي سياق متصل انتقدت عدة منظمات للمجتمع المدني في "ميانمار" تفاعل فيسبوك مع موجات الكراهية والرسائل العنصرية تجاه مسلمي "الروهينغا" في البلاد واتهم الحقوقيون في هذا البلد موقع فيسبوك بأنه لم يقم بحذف هذه الرسائل الخطيرة التي تحرض على العنف داخل البلاد.
ورداً على تلك الانتقادات أعرب المتحدث باسم فيسبوك، قائلاً: "نحن لا نريد أن يُستخدم فيسبوك لنشر الكراهية والتحريض على العنف ونحن ممتنون جداً لمجموعات المجتمع المدني التي كانت تساعدنا في "ميانمار" على مدار السنوات الماضية للتصدي لهذا النوع من المحتوى ونحن نأسف لأن "مارك" لم يفسِّر بشكل أوضح أن جماعات المجتمع المدني في "ميانمار" هي التي أبلغت عن هذه الرسائل لأول مرة. لقد أخذنا بلاغاتكم بجدية شديدة وفحصناها على الفور للمساعدة في منع انتشار هذا المحتوى، كان يجب أن نكون أسرع، ونحن نعمل بجد لتحسين تقنياتنا وأدواتنا للكشف عن المحتوى المسيء أو المشجع على الكراهية أو المزيف ومنعه" ولكن تلك المنظمات كتبت خاطباً لـ"زوكربيرغ"، قالت فيه: "يجب أن يكون فريقك الهندسي قادراً على الكشف عن المنشورات المكررة والتأكد من إزالة محتوى الكراهية الذي تم تحديده بشكل كامل من منصّتك ولكننا لم نر هذا يحدث".
ونتيجة لانتشار العديد من هذه الفضائح التي تتعلق بموقع التواصل الاجتماعية هذا، فلقد اتهم الكثير من المراقبين في هذا الموقع، بخدمة أجهزة استخبارات مختلفة في العالم من أجل التأثير على الرأي العام في عدد من القضايا التي تخص بعض الدول ولا سيما منطقة الشرق الأوسط.