الوقت-المراهقة هي الفترة التي يخشى منها الأهل على أبنائهم لما تُمثله من خطورة بالغة، فكلُّ شيء خلال هذه الفترة يتغيّر، أجسادهم، قيمهم وصورتهم الذهنية، حيث لا يُريد المراهق أن يُعامل كطفل، ومن ناحية أخرى يشعر بأن مستقبله غير آمن، هذا الشعور لدى بعض المراهقين يؤدي وبحسب خبراء اجتماعيين إلى الإحباط والارتباك والغضب والشعور بعدم احترام الذات، وهنا يبرز دور الأسرة والوالدين خصوصاً لمساعدة أبنائهم على تخطي هذه المرحلة الصعبة، غير أنّ بعض الآباء وهم يحاولون مساعدة أبنائهم يقعون في أخطاء فادحة، ومن أبرز تلك الأخطاء:
الخطأ الأول: الوالدان اللّذان لا يُشكّلان قدوة لأبنائهم
"أفعل ما أقول، ولكن لا تفعل ما أقوم به" ومن خلال هذا المثال البسيط؛ فإن المراهق لن يثق بكلام والديه أبداً، فمثلاً لا تنصحه بالابتعاد عن التدخين بينما أحد أو كلا الوالدين يُدخن، فالمراهقون وبحسب الأطباء لديهم قدرة كبيرة على إدراك العدالة أكثر من إدراك الأقوال، حيث إنّهم يعتقدون بعمل ما يرون الوالدين يعملانه، وليس ما يقولانه، وهنا يمكن للوالدين تعليم أبنائهم من خلال الفعل وليس الكلام.
الخطأ الثاني: الوالدان اللّذان لا يتقبلان أخطاءهم
المراهقون عادةً حادّوا الذكاء، ويستطيعون ملاحظة الأخطاء بسرعة؛ لذلك لا يجب على الوالدين إخفاء تلك الأخطاء أو محاولة التبرير لأنفسهم، فالاعتراف بالضعف والخطأ والاعتذار لن يُقلل من شأن الوالدين، وهذا الأمر سيكون له أثر إيجابي على المراهقين فالصدق سيجعل المراهقين يحترمون والديهم.
الخطأ الثالث: عدم الإجابة بصراحة على أسئلة المراهقين المُحقّة
المراهقون كالكبار تماماً، يستطيعون الاعتماد على قوة العقل والمنطق، ولكي نقوم باحترام عقولهم علينا الإجابة وبوضوح على تلك الأسئلة التي يطرحونها، أما الأجوبة التي تأتي على شكل أوامر فإنها ستعود بأثرٍ عكسي على المراهقين، مع عصيان دائم للوالدين.
الخطأ الرابع: عدم السماح للهوية الشخصية للمراهق بالنمو
يحاول العديد من الآباء والأمهات الوصول إلى تطلعاتهم وأمانيهم من خلال أبنائهم، وعلى سبيل المثال فإنّ الأب الذي لم يتَح له لعب نوع معين من الرياضات؛ يعمل على إجبار أبنائه على ممارسة هذه الرياضة، في حين أنّ الأبناء ربما لم يُحبوا تلك الرياضة، الأمر الذي سيُشكل حالة من الإحباط لكلا الجانبين.
وهنا على الآباء أن يقوموا بتوجيه أبنائهم وفقاً لمواهبهم الشخصية، وليس إجبارهم على نوع معين إرضاءً لأنفسهم، والهدف الوصول بهم إلى ما يريده الآباء والأمهات.
الخطأ الخامس: إعطاء الأهمية للأمور الفرعية
من السهل التعليق وانتقاد تصفيفة شعر ولباس المراهقين، وإذا لم يُعجبك لباس أو تصفيفة شعر ابنك المراهق يمكنك القول لنفسك أنّ سلوكه هذا سيتغيّر مع الوقت، وستتغير كل تصوراته، فالمراهقون لديهم الحق في أن يقولوا رأيهم الشخصي، ومن المهم احترام آرائهم ورغباتهم من أجل زيادة تقديرهم لذاتهم، ومن الحكمة أن نلومهم فقط عندما لا يهتمون بالأمور المهمة، كالقيم الأخلاقية مثل الاحترام والمحبة والاستقامة و...
الخطأ السادس: عدم الثناء والإشادة بالمراهقين
عندما يتعلق المراهقون ببعض الألعاب مثلاً ويقضون وقتهم فيها، لا ضير من زيارة تلك الأماكن وتشجيعهم هناك، فعلى سبيل المثال، ربما يقضي طفلك ساعات لعمل قصر من المكعبات، ولكنك لا تُكلّف نفسك عناء القيام من على الأريكة والنظر إلى "عمله الفني"، هذا النوع من الممارسات من شأنّه أن يصل بالطفل إلى سن المراهقة وهو رافضٌ لأي انتقاد من قبل الوالدين لأنه يشعر بأنّ أعماله لا قيمة لها بنظرهم، تحدث إلى أبنائك دائماً وأخبرهم أنك تفتخر بهم.
الخطأ السابع: الوالدان اللّذان لا يعترفان بأنّه من حق المراهق أن يُخطئ
المراهق الذي غالباً ما يتصرف بشكل جيد، يفقد ثقة والديه مع قيامه بأدنى خطأ، وللحصول على ثقة والديه مجدداً عليه البداية من الصفر، وفي سبيل عدم العودة إلى الصفر فإنّ المراهقين سيحاولون إخفاء أخطائهم.
وإذا كان الوالدان يتوقعان من طفلهما ألّا يرتكب أيّ أخطاء، فإنّ هذه الممارسة من الممكن أن تؤدي ومع مرور الوقت إلى دمار المراهقين، الأمر الذي سيؤدي إلى فسادهم أخلاقياً، وحتى عندما يعترف المراهق بذنبه ويأسف على أفعاله ويقرر العودة إلى الطريق الصحيح، غير أنّه من الصعب أن يفهم أنّ الله قد سامحه وغفر له، وهذا الشعور بالذنب قد يؤدي إلى الاكتئاب الشديد وفي بعض الحالات إلى الانتحار.
الخطأ الثامن: عدم التحدث عن أخطاء الوالدين مع المراهقين
هناك العديد من القضايا التي لا يمكنك التحدث بسهولة فيها مع المراهق، كمشكلات مثل المخدرات، الموت، والطلاق...، وبطبيعة الحال فإنه من السهل على المراهق أن يبحث في مكانٍ آخر للإجابة على تساؤلاته، وهنا من المُحتمل أن تكون الإجابات التي سيحصل عليها غير مناسبة، ويؤكد الأطباء أنّه من الضروري التحدث مع المراهقين حول قضايا اليوم والقضايا التي تهمهم.
الخطأ التاسع: عدم قضاء الوقت الكافي مع المراهقين
لا تعتقد أنّ قضاء الوقت مع أطفالك ليس بالأمر المهم أو الكافي، بل على العكس، وعلى سبيل المثال إنّ تصوير دقيقة واحدة في فيلم ما يستغرق لالتقاط تلك المشاهد 20 دقيقة، وهذا المبدأ ينطبق على العلاقات الأسرية! فاللحظات الممتازة والمنتجة تحدث فقط عندما تقضي الكثير من الوقت مع أطفالك، وهذه اللحظات التي تبدو عادية وبسيطة، يمكن أن تخلق لحظات ذات مغزى وذات تأثير على المراهقين، وستكون ذات تأثير كبير على حياتهم.
الخطأ العاشر: عدم تقبّل أصدقاء المراهقين
مرة أخرى يجب التذكير بعدم الحكم على المراهقين من مظهرهم، فمن الضروري سؤال المراهق عن الصفات والميّزات في أصدقائه، سيتحدث المراهق من تلقاء نفسه عن صفات أصدقائه وبصدق، ضع نفسك في مستواه ليشعر بأنك تهتم به، وفي هذه الحالة يقبل المراهق الانتقادات البناءة والقيود المعقولة، ليس عن طريق إذلال أصدقائه، الأمر الذي سيعتبره إهانةً له، مع زرع التردد في نفسه بشأن اختيار وتقييم أصدقائه.