الوقت - خلال الفترة الأخيرة خرجت تقارير عدة تتحدث عن زيارات متعددة قام بها مسؤولون أفغان إلى السعودية كان قد سبقها نشاط سعودي في العام الماضي وبالأخص في إقليم كردستان العراق، ولكن ما علاقة ذلك بأفغانستان؟!.
دعونا في البداية نسلط الضوء على الزيارات الأخيرة التي قام بها عدد من المسؤولين الأفغان إلى السعودية والتي جاءت بدعوة رسمية من البلد المضيف، والتي كان آخرها الزيارة التي قام بها "حنيف اتمر" مستشار الأمن القومي الأفغاني، الذي التقى بدوره ولي العهد محمد بن سلمان.
كلام حنيف خلال الزيارة حمل عبارات تمهيدية لزيادة النفوذ السعودي في أفغانستان وحثّها على إحلال المصالحة بين الأطراف الأفغانية، وأكد حنيف أن مشاركتها ستؤدي إلى نتائج ملموسة وإيجابية.
وتحدث مستشار الأمن القومي الأفغاني لـ"الشرق الأوسط" قائلاً: " إن من أهم أهداف الزيارة تقوية الروابط الأخوية بين البلدين، وأضاف: "للسعودية دور رئيسي ومحوري في المنطقة واستقرارها، أفغانستان تعاني من مشكلات الإرهاب والحرب على الإرهاب والمنظمات الإرهابية وللسعودية دور كبير في محاربة الإرهاب، ونرغب في الاستفادة من إمكانات وخبرة السعودية في هذا المجال، ومن أهم الأمور التي نركز عليها للقضاء على الإرهاب دعم المصالحة الأفغانية، ولهذا نتطلع للمملكة كزعيمة للأمة الإسلامية أن يكون لها دور كبير في إحلال السلم في أفغانستان".
نأمل أن يكون هذا الكلام صحيحاً لكن ما خفي كان أعظم، حيث كشف مكتب الأمن القومي الأفغاني عن توقيع اتفاقية تعاون استخباراتي بين البلدين، وقد خرجت تقارير دولية قبل سنة من الآن تفيد بأن السعودية تعمل على إرسال داعش إلى أفغانستان وبالتحديد إلى شمال البلاد خوفاً من تسربها إلى بلادهم.
وأول تقرير تحدث عن هذا الأمر كان قد نشره موقع "اوكو بلنت" الروسي، الذي تحدث العام الماضي عن زيارة قام بها المستشار بالديوان الملكي الدكتور عبدالله بن عبد العزیز بن محمد الربيعة لإقليم كردستان والتقى حينها بمسعود البارزاني وانعقد اجتماع مشترك حضره كل من القنصل العام السعودي في اربيل عبد المنعم عبد الرحمن محمود بالإضافة إلى مستشار مجلس الأمن الكردستاني مسرور البارزاني، ووكيل وزارة الدفاع الباكستانية اللواء المتقاعد ضمير الحسن شاه، ونائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية اللواء الركن أحمد حسن عسير، وكانت مهمة هذا الاجتماع، الذي عقد 2017/5/2 في مبنى مجلس الأمن الوطني الكردستاني، مناقشة خطة نقل عناصر داعش من الموصل إلى شمال أفغانستان بالتعاون مع أجهزة الأمن الباكستانية والكردستانية والسعودية.
وبناءً على ما تم الاتفاق عليه في هذا الاجتماع فإنه سيتم نقل 1800 عنصر داعشي من الموصل إلى شمال أفغانستان عبر مطار أربيل الدولي إلى باكستان. وفي إطار ذلك، منحت السعودية 80 مليون دولار لحكومة كردستان إزاء نقل هذا العدد من الدواعش إلى شمال أفغانستان.
وأفادت تقارير بأن "عبدالرب رسول سياف" الجهادي ورئيس مجلس الحراسة والاستقرار في أفغانستان، و"غلبدين حكمتيار" زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني، كانوا قد سبقوا حنيف اتمر بزيارة السعودية، بدعوة رسمية من مسؤوليها والتقى عدداً من المسؤولين السعوديين ولاسيما ولي العهد محمد بن سلمان.
وكشفت مصادر خاصة عن أن حكمتيار اتفق مع المسؤولين السعوديين على نقل عناصر وقيادات كل من "جبهة النصرة" و"جيش العدل" التكفيريين إلى أفغانستان، وسيتم تقسيم ذلك إلى مرحلتين، في المرحلة الأولى سيتم نقل قيادات هاتين المجموعتين عبر طائرات أمريكية إلى الأراضي الأفغانية، وفي المرحلة الثانية سيتم نقل عناصر هاتين المجموعتين عبر حدود "طاجكستان وباكستان" إلى داخل أفغانستان.
وفي الآونة الأخيرة، وبعد أن ألقت الشرطة القبض على انتحاري في كابول، أعلنت أنه عضو في الحزب الإسلامي، وكان في سجن بلتشرخي في كابول قبل ذلك.
الداخل الأفغاني قلق جداً من هذه الزيارات لأنه يعلم جيداً كيف ستؤثر على البلاد، خاصة أن السعودية لها باع طويل في تربية عناصر متطرفة داخل أفغانستان عبر الدعم المالي للكثير من المدارس الدينية في أفغانستان وعلى الحدود الباكستانية والتي تأسست أغلبيتها بغية ترويج الفكر المتطرف والوهابية، كذلك ينظر بعين الريبة إلى بناء جامعة إسلامية في ولاية ننغرهار في شرق أفغانستان بدعم مالي ومعنوي سعودي.
كما أن لقاءات "عبدالرب رسول سياف" مع عبدالله مطلق وصالح السحيباني المستشار الديني لآل سعود والملك سلمان تطرح التكهنات حول أن السعودية تسعى وراء استغلال واستخدام القادة الإرهابيين والشخصيات المؤثرة في أفغانستان لزيادة نفوذها هناك وإبعاد خطرهم عن أراضيها، خاصة بعد الخسارة التي تعرض لها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق.