الوقت- في الأشهر الأخيرة ظنّ الجميع بوجود صدام وتوتر في العلاقات بين ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، بسبب بعض المسائل، كالحرب على اليمن، والوقوف في وجه السياسة السعودية.
وفي الوقت الذي يدافع البيت الأيبض ونيكي هايلي عن الدور السعودي في الهجوم على اليمن، كان يرد إلى أذهان الكثيرين أن وزير الخارجية يريد أن يبقى بعيدا عن تلك المسألة. لكن على ما يبدو أن تيلرسون اقترب بدل أن يبتعد، وبات في صف واحد إلى جانب سياسة هايلي والبيت الأبيض.
تيلرسون كان في السابق يحث السعودية على توخي "الدقة" في تدخلها العسكري في اليمن الذي تعصف به الحرب. وكرر مرارا دعوته "لإنهاء كامل" للحصار السعودي على اليمن للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية والشاحنات التجارية.
وقال في باريس الشهر الماضي عن التدخل السعودي في حرب اليمن و خلافها الدبلوماسي مع قطر "سوف أشجع (السعوديين) على أن يكونوا أكثر دقة وأكثر تدبرا في هذه التحركات وأن يفكروا في العواقب بشكل كامل." فهل انضمّ واقعا إلى الجبهة المتشدّدة في البيت الأبيض؟
أحد الأدلة على ذلك، لقاؤه الأخير مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حيث لم يأتي على ذكر الإجرام السعودي في اليمن ولا انتهاكات حقوق الإنسان وقال بعد ختام اللقاء: "شملت محادثاتنا العديد من القضايا الهامة والمتنوعة في المنطقة، نحن نعمل معا في سوريا وأيضا في صراع اليمن، ونتعاون سويا لخلق الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، كما اننا نتعاون مع بعضنا البعض في مكافحة الارهاب، ولدينا شراكة كبيرة في هذا الصدد ".
وهنا سؤال آخر يطرح نفسه "ما العوامل التي ساهمت في تغيير نهج تيلرسون، وما آثار اللقاء الذي جمعه بالجبير"؟
يمكن القول أن عاملين على الأقل كان لهما تأثير على نهج تيلرسون، الأول هو الكلام الذي كان يدور حول نية عزله، مما أجبره على الإقتراب من المتشدّدين في البيت الأبيض، أما السبب الثاني، لأنه كان سابقا رئيس شركة نفطية، ولأن أغلب العلاقات الأمريكية مع السعودية قائمة بنسبة كبيرة على الأمور النفطية، خصوصا مسألة تشجيع محمد بن سلمان على عرض أسهم شركة ارامكو في البورصة الأمريكية لتعزيز الإقتصاد الأمريكي، لذك اضطر تيلرسون لتغيير موجته كونه يمتلك تجربة فريدة من نوعها مقارنة مع أعضاء آخرين في حكومة ترامب.
أما حول آثار اللقاء، يمكن القول أن اجتماع الطرفين الأمريكي والسعودي، وكما كان يحصل سابقا، لا يجلب سوى الويل للمنطقة، والتجربة تثبت ذلك، وبالتالي قد تكون زيارة عادل الجبير للولايات المتحدة مصحوبة بتوترات وأعمال شغب جديدة.