الوقت- اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أكبر تهديد يقف في وجه وصول محمد بن سلمان الى عرش المملكة السعودية هو التيار الديني المتشدد "الوهابية".
وأضافت الصحيفة في تقريرها إن الاجراءات الأخيرة التي ينتهجها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بلادة ربما تثير مخاوف كبيرة بين بعض هذه التيارات، وبالتالي فهي تمثل تحديا رئيسيا لرؤية محمد بن سلمان، الذي تعهد بإعادة بلاده إلى "الإسلام المعتدل"، لأنه يعتبر التحرر الاجتماعي جزءا حيويا من رؤيته الاقتصادية.
وتؤكد الصحيفة أن سيطرة التيار الديني المتشددة في السعودية تواجه أخطر تحدٍ لها في العصر الحديث خاصة بعد سعي محمد بن سلمان لكشف إرث هذه التيارات التي استولت على البلاد منذ أربعة عقود وشكلت وعي الأجيال، مشيرة في الوقت ذاته الى أن التيارات المحافظة تضرب بجذورها في المملكة، وتتشابك مع الأسرة الحاكمة، ففي القرن الثامن عشر، أقام آل سعود تحالفا مع محمد بن عبد الوهاب، ومن حينها صارت "الوهابية" المذهب المهيمن في السعودية، وملهم أجيال من الجهاديين في الداخل والخارج، وفقا للصحيفة.
وساعدت الشراكة بين أحفاد عبد الوهاب والعائلة المالكة في تأسيس الدولة السعودية الحديثة عام 1932. ومنذ ذلك الحين، حكمت الملكية بدعم من المؤسسة الدينية التي تسيطر على نظام العدالة، على أساس الشريعة الإسلامية. وقد ساعد رجال الدين الوهابيين في إضفاء الشرعية على حكم آل سعود، بحسب الصحيفة.
عندما تولى الملك سلمان العرش في أوائل عام 2015، كان عدد قليل يتوقع أن يكون هو المشرف على التغيير الاجتماعي السريع، وقد عرف الملك بعلاقة وثيقة مع المؤسسة الدينية حين كان حاكما للرياض. ويقول العديد من المحللين إن هذا أعطاه وابنه ولي العهد الأمير محمد نفوذا أكبر لإجراء تغييرات مقارنة بسلفه الملك عبد الله.
وأوضحت "وول ستريت" أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نقل البلاد بعيدا عن التطرف الديني الذي استقر في السبعينيات، ويسعى إلى العودة ببلاده المجتمع المعتدل الذي توخاه الملك عبد العزيز بن سعود عندما تأسست البلاد عام 1932.
مشيرة الى مساعي ولي العهد لتجريد الشرطة الدينية من سلطتها للاعتقال، ما أسفر عن تآكل التحالف بين النظام الملكي والمؤسسة الدينية، كما اعتقل النظام السعودي عشرات رجال الدين كجزء من حملة واسعة ضد المعارضة وصادرت أموالهم، من بينهم الأمير البارز خالد بن طلال الذي عارض تقليص صلاحيات الشرطة الدينية بحسب أشخاص مطلعين على الأمر، لكنه الآن معتقل في سجن الحائر.