الوقت- تواصل امريكا جاهدة محاولاتها الاستفادة من الاضطرابات التي شهدتها بعض المدن الايرانية في الاونة الاخيرة، حيث تواصل اطلاق تصريحاتها التحريضية ضد النظام في الجمهورية الاسلامية في محاولة منها استثارة المزيد من ردود الفعل المنددة بحق ايران، إقليمياً ودولياً.
وفي اخر المساعي الامريكية الخبيثة، عقد مجلس الامن يوم امس الجمعة جلسة مفتوحة من اجل مناقشة الاوضاع في ايران بعد طلب تقدمت به امريكا عبر مندوبتها نيكي هيلي، الا انه بدت هيلي خلال الجلسة كـ "المغرد خارج السرب".
مندوبة امريكا
وكما كان المتوقع، ظهرت المندوبة الامريكية هيلي اكثر تشددا، مُكرِّرة تهديدات رئيسها دونالد ترامب، لطهران. وقالت هيلي أثناء الجلسة، إن "التظاهرات في إيران تلقائية ولا تدخل خارجياً فيها"، واضافت أن الشعب الإيراني يطالب حكومته بـ"وقف دعم الإرهاب بالمليارات"، واشارت بأن واشنطن لا يمكن أن تسمح بـ "خطوات الحكومة الإيرانية التي تتخذها لإسكات شعبها".
ولاقت كلمة هيلي في مجلس الامن يوم امس سخرية من الباحث الامريكي في مؤسسة بروكينغز، "شبلي تلحامي"، الذي قال "انه مرة اخرى نيكي هيلي تجعل من امريكا اكثر انزواءا من قبل في مجلس الامن".
مندوب فرنسا
نبرة هيلي العالية، لم تلقَ حماسة من الاعضاء في مجلس الامن وخاصة المندوبَين الأوروبيَّين الرئيسيَّين فرنسا وبريطانيا اللذين كانا حريصَين على التشديد على ضرورة صيانة الاتفاق النووي مع إيران ومنع انهياره.
وقلل المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر، من اهمية المظاهرات الإيرانية معتبراً انها لا تهدد الأمن والسلم الدوليين، في إشارة إلى أن هذا الملف لا يجب أن يُبحث في مجلس الأمن في جلسة طارئة.
واضاف "علينا أن نحترس من أي محاولات لاستغلال هذه الأزمة لمصالح شخصية لأنه ستكون لذلك نتائج معاكسة تماما لما هو مرجو".
وحذر ديلاتر من أن تضييع الاتفاق النووي حيث "سيشكل خطوة خطيرة"، داعياً إلى "التواصل الوثيق مع طهران حول العديد من القضايا، بما فيها نشاطاتها الباليستية وتدخلاتها الخارجية".
مندوب بريطانيا
بدوره، أكد المندوب البريطاني، ماثيو رايكروفت، "أننا ملتزمون بالاتفاق النووي، ونرحب بالتزام إيران إياه".
مندوب روسيا
من جهة أخرى، قال المندوب الروسي، فاسيلي نيبينزيا، "نأسف للخسائر في الأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جدا". وأضاف "مع ذلك، دعوا إيران تتعامل مع مشاكلها الخاصة".
واكد المندوب الروسي تمسك بلاده أن «الجلسة الحالة لا تقع ضمن صلاحيات المجلس التي نص عليها ميثاقه»، متهماً الولايات المتحدة بـ«استغلال منبر مجلس الأمن». ورأى أن «هدف واشنطن من الاجتماع ليس حماية حقوق الشعب الإيراني، بل تقويض الاتفاق النووي»، داعياً إلى «ترك إيران تتعامل مع مشكلاتها».
كما اعتبر السفير الروسي أن عقد الاجتماع محاولة بائسة لتعطيل الاتفاق النووي بين القوى الدولية وإيران، واستغرب النقاش حول احتجاجات في إيران بينما تحدث مظاهرات في الغرب لا يتناولها مجلس الأمن. وقال "نشكر واشنطن لأن رسائلها وتهديداتها وحدت مشاعر الشعب الإيراني ضد الولايات المتحدة".
مندوب الصين
وفي السياق، أكد ممثل الصين في الامم المتحدة على ضرورة احترام سيادة واستقلال الدول، معتبراً أن الاحتجاجات في إيران شأن داخلي لا يتعلق بصلاحيات مجلس الأمن. وطالب المجتمع الدولي بعلاج القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين وتسوية الصراع في سوريا.
مندوب بوليفيا واثيوبيا
وكما الصين انتقدت كل من بوليفيا واثيوبيا التدخل في الشأن الإيراني ورأت أن الاجتماع يناقش قضايا لا تدخل في صلاحيات مجلس الأمن.
مندوب السويد وهولندا
وحثت كل من السويد وهولندا على احترام حق التظاهر في إيران، وأكدت محورية حقوق الإنسان وارتباطها بقضايا السلم والأمن.
مندوب الكويت
دعا ممثل الكويت في مجلس الامن الى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وعبر عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات، وحث على ضمان التظاهرات وحرية التعبير وفق الدستور الإيراني والقانوني الدولي.
الرد الايراني
واتى الرد الايراني على لسان مندوب ايران لدى الأمم المتحدة، حيث انتقد الاخير ما وصفه بنفاق أميركا التي تتجاهل قمع مظاهرات سلمية على أراضيها وتصور الاحتجاجات في إيران على أنها خطر على السلم والأمن الدوليين.
واكد المندوب الايراني على احترام بلاده لحقوق المتظاهرين السلميين وأن قوات الأمن "عملت على ضمان مظاهرات سلمية في البلاد"، مضيفا أن المظاهرات تسببت في وفاة أفراد من قوات الأمن وذلك بتشجيع من الخارج على حد قوله.
كما اعتبر مندوب إيران أن ترمب وبعض السياسيين الأميركيين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في التشجيع على العنف، وتساءل "لماذا توفر دول أوروبية ملاذات آمنة لإرهابيين يشجعون على العنف؟".
وفي وقت سابق غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف على حسابه في موقع تويتر إن الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي الجمعة كان "خطأً فادحاً" آخر لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجال السياسة الخارجية.