الوقت- يستمر مسلسل قذف الإتهامات الواهية والتصريحات اللامسؤولة من قبل بعض الذين تشبعت بطونهم بالدولار الأمريكي وفاضت جيوبهم وفاضت معها السنتهم وعقولهم نتيجة لمثابراتهم الجبارة وجهودهم في العمالة والتملق للولايات المتحدة والكيان القاتل للأطفال. وهذه المرة وصل الدور الى وزير الخارجية البحريني، خالد بن احمد آل خليفة، الذي لعب هذا الدور ببراعة لصالح اسياده الأمريكيين، حيث ظهر مرة أخرى على تويتر وغرّد في صفحته الشخصية بتغريدات سخيفة تضمنت تكرار الإتهامات ضد ايران والمُعتاد عليها من قبل خالد بن احمد.
وقال "آل خليفة" في تدوينة له عبر حسابه بموقع تويتر وباللغة الإنجليزية تعليقا على تهديد "ترامب" للدول التي ستصوت على قرار مناصر للقدس في الأمم المتحدة: "ليس من المفيد افتعال صراع مع الولايات المتحدة بسبب قضايا جانبية بينما نواجه معاً الخطر الحالي للجمهورية الإسلامية الثيو-فاشية".
ومن جانبه شن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي هجوما عنيفا على وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خليفة، وذلك على إثر هجوم الأخير على طهران واتهامها بأنها تعتاش على القضية الفلسطينية وقال "أنتم أحقر وأصغر من أن تتكلمون بشان إيران الشامخة وذات تاريخ وحضارة عريقة وماجدة". وأضاف قاسمي: "إيران بلد عريق ذات تاريخ وحضارة وثقافة وديمقراطية قل نظيرها، وهي من أكثر الدول استقلالية في المنطقة، وتشكل كابوسا لحكام البحرين الفاشلين وسائر الرجعيين الذين لا يجيدون سوى قمع غالبية الشعب وارتكاب الجرائم بحقهم وبدعم سائر الدول الأجنبية".
وفي واقعة تعكس مدى ارتماء مملكة البحرين في أحضان إسرائيل والولايات المتحدة حتى ضد المقدسات الإسلامية، قال خالد بن احمد آل خليفة انه يجب عدم خسارة الولايات المتحدة من أجل قضية جانبية كالقدس على حد قوله، في إشارة لزعماء الولايات المتحدة واسرائيل للفت انتباههم. من جانبهم شن مغردون هجوما عنيفا على "آل خليفة" مستنكرين اعتباره "القدس" بالقضية الجانبية، مؤكدين بأن التاريخ لن يرحمه هو وأمثاله، مشددين على أن موتهم مرفوعي الرأس دفاعا عن القدس أشرف من العبودية لأمريكا من قبل خونة أمثاله.
الامتثال للسياسات الأمريكية والإسرائيلية؛ السعادة الوحيدة للعملاء البحرينيين
إن هذه المواقف السخيفة هي نتيجة لعمالة نظام ضعيف ومتذبذب الذي يرى أن شرعيته مفقودة، وأن سعادته الوحيدة تكمن في تماشيهم مع سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
ويرى وزير الخارجية البحريني أن الخطر الحالي في المنطقة يتمثل في إيران، كما يدعو الدول العربية الأخرى لعدم إفتعال الجدل مع الولايات المتحدة بسبب قضايا جانبية.
وكانت وجهة نظر وزير الخارجية البحريني هذه، في الواقع هي رد فعل سلبي على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي بشأن دعم القدس، الذي حظي ب 128 صوتا مؤيدا مقابل 9 أصوات مخالفة وامتناع 35 عضوا عن التصويت. ووفقا للقرار فان الامم المتحدة لن تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار في الأمم المتحدة الخميس ضد قراره الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل".
إن تصريحات وزير الخارجية البحريني تدل على قلق آل خليفة على خلفية الإدانات التي أعربت عنها بعض الدول العربية ردا منها على قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولكن لا الولايات المتحدة ولا الأنظمة الفاسدة والقمعية مثل البحرين بإمكانها أن توجه تصريحات إدعائية واتهامات لا أساس لها ضد ايران من خلال الادعاءات المزعومة الواهية.
وكما أشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية مرارا وتكرارا، فإن التطورات السريعة على الصعيدين الإقليمي والدولي تتطلب زيادة في مستوى التحليل والوعي في مختلف القضايا وإمتلاك هوية واستقلال.
وقد أظهر التاريخ أنه على الرغم من كل المؤامرات واختلاق الأزمات المفتعلة، فإن فلسطين ستبقى القضية الأولى في العالم الإسلامي حتى تحريرها بالكامل.
لا يمكن للبحرين أن تواصل أعمالها القمعية دون دعم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية
لا شك في أن البحرين، دون دعم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، لا يمكنها أن تستمر في اتخاذ تدابيرها القمعية، لذلك من أجل البقاء على قيد الحياة لابد لها ان تدفع ثمن هذا الدعم بتصريحات واتهامات فظيعة وأكبر من حجمها ضد إيران.
أن تصريحات وزير الخارجية البحريني التي يرى فيها قضية القدس قضية فرعية، ويرى إيران مصدرا رئيسيا للقلق والتوتر في المنطقة، تشير، في أفضل حالاتها، الى جمود سياسي عميق وعدم القدرة على فهم ابسط القضايا العالمية. ولكن الإستنباط الآخر الذي يمكن استخلاصه من تصريحات وزير الخارجية البحريني، هو خدمة اسيادهم، أمريكا واسرائيل التي هي ليست سوى إتكاء على الريح.