الوقت- في السابق كانت طرق النصب أسهل مما هي عليه اليوم؛ الأمور في العصر الحالي أصبحت أكثر تعقيدا والناس أصبح لديها دراية كافية عن طرق النصب وتستطيع أن تتجنب جزء لابأس منها ولكن هذا لا يعني أبدا أنها لا تقع ضحية عمليات نصب حتى أهم الشركات والبنوك العالمية تتعرض لمثل هذه العمليات، والسبب يعود ببساطة لكون النصابين يطورون أدواتهم وطرقهم الدفاعية مثل الفيروسات.
وفي هذا التقرير سنعرض لكم طرق يتبعها النصابون وأهمها استغلال الجانب الانساني والعاطفي، على أمل أن يتم تجنبها في حال تم التعرض لها، ولكن في البداية دعونا نتطلع على أساليب النصب وحيله من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي لربما تساعدنا هذه الطريقة في فهم آلية تفكير وعمل النصابين.
يقول علم النفس الاجتماعي أن الإقناع يجب أن يجذب جانبين معينين من الحوافز البشرية، المحرك الذي يدفع الناس لفعل شيء ما، والجمود الذي يمنعهم من الإقدام على فعل ذلك الشيء، وهذا ما أدركه المحتالون منذ زمن بعيد، وفي عام 2003، أضفى عالما النفس الاجتماعي إريك نولز من جامعة اركنساس، وجي لين من جامعة وايدنر، صفة رسمية على هذه الفكرة بتسمية نوعين من أساليب الإقناع. الأول، ألفا، وكان أكثر تواترا: ويتعلق بزيادة جاذبية شيء ما. والثاني، أوميغا، ويتعلق بتخفيض المقاومة المحيطة بشيء ما.
وبحسب علماء النفس فإنك تستطيع في الأسلوب الأول، ان تفعل ما تستطيع لجعل اقتراحك أكثر جاذبية، مهما كانت طبيعته، فأنت تسرع الخلفية الدرامية التي تجعلك تقول: لماذا هذه فرصة رائعة، ولماذا أنت الشخص المثالي للقيام بها، وكم سيكسب كل واحد منها، وما إلى ذلك. وفي الأسلوب الثاني، تجعل تقديم طلب أو عرض ما يبدو قرارا سهلا جدا، كأنك تقول: لم لا أفعل هذا؟ ما الذي سأخسره؟.
وأطلق العالمان على هذين الأسلوبين المتجاورين والمتباينين للإقناع اسم "نموذج الاقتراب والتجنب" في علم النفس. إذ يمكنك إقناعي بشيء عن طريق دفعي إلى الاقتراب منه، وتقليل الأسباب التي قد تكون لدي لتجنبه.
وفي تقرير نشرته قناة الـ "BBC" حول هذا الموضوع وحسب قول توري هيغنز، عالم النفس في جامعة كولومبيا، فإن الناس عادة ينجرفون إلى أحد طريقين تحفيزيين على الأرجح: فبعضهم ينصب تركيزه على التقدم "عندما يفكر في المكاسب الإيجابية المحتملة"، والبعض ينصب تركيزه على الوقاية "عندما يركز على الخسائر وتجنب الأخطاء".
أساليب النصب:
التملق والتعاطف
يستخدم النصابين عبارات مثل "أنت تبدو شخص ذكي كفاية لتفوز معنا بهذا العرض"، "أرجوك موافقتك على هذه الصفقة ستغير مسير عائلتي".
هذه الجمل تمثل أساليب أساسية يتبعها النصابون للفوز بقلوبكم وتعاطفكم لتوافقوا على أي شيء سيقولونه بعد ذلك، فإما أن يمدحك فتغتر في قدراتك، وإما أن يستعطفك فتنهار أمام طلبه.
أسلوب السرعة
يستخدم بعض النصابين عبارات تجعلك تشعر بأنك ستخسر الكثير إن لم تقبل العرض مثل "إن لم تفز بهذا العرض اليوم سوف يتضاعف السعر غداً" هذه الجملة كثيراً ما نسمعها، وتأكد لن يقولها لك سوى نصاب يريد توريطك في صفقة "خاسرة".
يحسسك بالذنب
يلجأ النصابون لطرق يشعرك من خلالها بالذنب، وذلك عندما يجدونك بدأت تتراجع في الاتجاه المعاكس وتبعتد عن الفخ الذي نصبوه لك، لذا يحاولون أن يشعروك بالذنب.
وستخدمون عبارات مثل "حضرتك أضعت لي الكثير من الوقت وأنا أشرح لك العرض.. لماذا لم تخبرني من البداية أنك غير مهتم؟!.
ومن جهة أخرى يمكن أن يقول لك "إن لم تقرضني هذا المبلغ سوف يموت شخص اليوم"، هذه المبالغات التي تجعل أدمغتنا تتوقف عن التفكير ونتخذ قرارات عاطفية للغاية وانفعالية وسريعة غير مدروسة.
الأوقات الحرجة
قبل دخول السينما بدقائق، عند زيارة مريض في المستشفى، على باب لجنة الامتحان، هذه الأماكن التي يتربص بك فيها النصابون. حيث لا تملك الوقت للتفكير، بينما يملكون هم الحيل وعنصر الضغط العاطفي، وأفضل حل أن تقول لهم دائماً.. "اتركني أفكر" وتأكد لن يعود لك النصاب مرة أخرى.
أساليب دنيئة
مثل "أنت وعدتني" ، ربما يجرب معك النصاب لعبة الكلام، فعندما تقول له "إن شاء الله" يقول لك "لقد وعدتني". فتخجل من أن تتراجع عن وعدك الذي اعتقدت أنك قطعته على نفسه، بينما أنت لم تنطق به من الأصل، لذا كن حذرا ولا تقع في هذه الخدعة.
التجارب الناجحة
تذكر أسلوب الباعة الجائلين عندما يشتري أحد منهم سلعة فتعلوا أصواتهم “لقد بعنا ثلاث قطع هنا" فتتحمس أنت لأن هناك مشتري غيرك، وتشعر أن أحدهم يفكر مثلك، هذا ما يفعله النصاب دائماً أن يشعرك أن هناك الكثير ممن اشتروا هذه السلعة، بالرغم من شعورك أنها سلعة "مضروبة".