الوقت- إستطاعت الفصائل الفلسطينية أخيرا إنهاء الانقسام فيما بينها، عبر اتفاق للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، إتفاق أعطى آمالا بخروج قطاع غزة من أزمته الإنسانية والسياسية، وتفرّغ الشارع الفلسطيني كاملا لمقاومة الإحتلال الصهيوني الذي يتربّص بأراضيه، وتحرير كامل الوطن والمقدّسات. إلا أن عقبات وعرقلات تقف في وجه الفلسطينيين وتعمل على تعطيل تلك المصالحة. على ضوء ذلك، كان لموقع الوقت الإخباري مقابلة مع الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني تيسير الخطيب، تحدّث فيه عن ملفّ المصالحة ودور بعض الدول فيها، وما يعوّل عليه الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي. إليكم نص الحوار:
الوقت: بعد إنجاز شوط كبير في المصالحة الفلسطينية، نرى اليوم عرقلة من قبل بعض الأطراف والدول عبر فرض شروط تعجيزية، ما سبب ذلك؟
الخطيب: لا شك أن المصالحة الفلسطينية نتيجة الظروف التي تتعرّض لها القضية الفلسطينية، ليست شأنا فلسطينيّا فقط، وإنما هناك عوامل مختلفة تؤثر على هذه المصالحة. هنالك العامل الصهيوني الإسرائيلي، الذي يرفض هذه المصالحة ويريد أن تستمرّ الفرقة والإنقسام، وهنالك العامل المصري الذي يتأثّر إلى حدّ ما بالعامل الإسرائيلي والإملاءات الإسرائيلية - الأمريكية، ولكن هناك إرادة كبيرة جدّا لدى الفلسطينيين في تجاوز هذه المحنة والدخول في المصالحة وإنهاء هذا الفصل السّيء من التاريخ الفلسطيني.
الوقت: كيف ترون دور كلّ من إسرائيل، مصر والسعودية من المصالحة، وما هي أهدافهم؟
الخطيب: طبعا هذه الدول الثلاثة، للأسف الشديد، ونشمل فيها الكيان الصهيوني، هي دول ضدّ أيّ قوة يمكن أن يتمتّع بها الفلسطينيون، ومن أجل ذلك تضع إشتراطات، يعني السعودية في الفترة الأخيرة وضعت إشتراطات على رئيس منظّمة التحرير الفلسطينية محمود عباس وهدّدته، وكذلك مصر من خلال تحكّمها بمعبر رفح الذي يعتبر المعبر الوحيد لقطاع غزة، تدخل أيضا بطريقة قد نقول أنها في هذه الفترة أقل سلبيّة، ولكن ذلك لا يبرئ مصر التي حاصرت قطاع غزة لسنوات طويلة، ولكن لتوصيف الحالة يمكن القول أن دورها أقل سلبية مما كان يحدث في السابق. الكيان الصهيوني يريد أن يتحكّم باللعبة ويريد أن يكون المسيطر على كل أجزاء المعادلة، على العلاقات الفلسطينية الداخليّة، وعلى وضع قطاع غزة على الرغم من الإنسحاب الصهيوني منه، وعلى وضع القضية الفلسطينية بالمجمل، فنحن نحتاج كفلسطينيين الآن لشيء من الإخلاص وشيء من الحكمة حتى نستطيع أن ننجز هذه المصالحة ونقطع الأيادي الخارجية التي تريد أن تفسدها. أما السعودية فلديها هدف من ذلك، فالنظام السعودي يرى أنه نظام مهدّد على صعيد الإستمرار والبقاء، ويريد أن يدخل بصفقة كبيرة مع الولايات المتّحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهو يتصوّر أنه من خلال هذه الصفقة يتمكّن من ضمان استمراره وبقائه، القضية التي يريد أن يقايض بها هي القضية الفلسطينية، يريد أن يقايضها على مصالح الأسرة الحاكمة في السعودية، يريد أن يعطي للإسرائيليين ما يريدونه من أجل أن تقبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتظاهر بالودّ للمملكة العربية السعودية وهي في حقيقة الأمر غير حريصة عليها، يريدون مقايضة القضية الفلسطينية، قضية المسلمين والعرب الأولى، بمصلحتهم الذاتية التي تنحصر في أمر واحد فقط وهو استمرار هذا النظام.
الوقت: على ماذا يعوّل الشعب الفلسطيني؟
الخطيب: الشعب الفلسطيني يعوّل على نفسه يعوّل على أن الأمور قابلة للتغيير، فلا شيء يدوم، ومن يستطيع أن يتدخّل الآن، يمكن أن يأتيه تغيير معيّن وظروف أخرى، فمنطقتنا في تغيير يومي دائم. الشعب الفلسطيني يراهن على الزمن، على الوقت وعلى عدالة قضيته، لكن يمكنني القول أن هذا الوقت الذي نحن فيه اليوم ليس أحسن الأوقات بالنسبة للقضية الفلسطينية.